أحمد دعدوش
تصدير المادة
المشاهدات : 2590
شـــــارك المادة
قال: أخبرني ما هو الإخلاص؟
قلت: أن أجيب على سؤالك وفي قلبي نية واحدة فقط وهي أن أفيدك تقربا إلى الله. قال: فما هو الرياء إذن؟ قلت: أن تنازع قلبي نية أخرى وهي الزهو بما لدي من علم، فإن زادت عن النية الأولى صار عملي إثما، وإن تعادلتا حبط العمل كله. قال: حسنا، أعطني مثالا عن العُجب. قلت: أن أجيبك بإخلاص تام ثم تُثني على إجابتي فيصيبني الزهو بعد انتهاء العمل، وينقص بذلك أجري أو يحبط. قال: هذه حسابات مرعبة، لم أكن أعرف هذا من قبل. قلت: وقد كان طلب العلم فريضة عليك لتعرف شروط قبول عملك عند الله. ألا تجتهد في معرفة شروط القبول في أي اختبار دنيوي تقبل عليه؟ فلماذا لا تبحث في حقيقة الاختبار الذي تعيش حياتك كلها من أجله؟ قال: هذا الأسلوب في الدعوة يحبطني بدلا من أن يشجعني. قلت: كان هذا هو الأسلوب الدارج في عصر السلف وهم أقل ذنوبا منا، وقد قال الحسن البصري "إنك والله لأن تصحب أقواماً يخوفونك حتى تدرك أمناً خير لك من أن تصحب أقواماً يؤمّنونك حتى تلحقك المخاوف". قال: ولكن أسلوب الدعاة الجدد يزيد ثقتي في الله ويساعدني على العيش مطمئن البال. قلت: وهو جهد يُشكرون عليه لينتزعوا الشباب من عالم الضلال ويقرّبوهم قليلا من الله، لكن هذا ليس أسلوب حياة المسلم. ألم تسمع بالحديث القدسي "وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة". قال: هل تريد إذن أن أعيش حياتي كلها في الرعب؟ قلت: بل أن توازن بين الرجاء والخوف كجناحي طائر، وإن كان الأولى لك في شبابك أن تغلّب خوفك كي يردعك، فإذا شعرت بأن الخوف سيحبطك وازنته فوراً بالرجاء، وهكذا تسدد وتقارب حتى تلقى الله في ساعة يغلب فيها رجاؤك برحمته التي وسعت كل شيء.
صفحة الكاتب على فيسبوك
وليد قاسم
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة