الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2922
شـــــارك المادة
في وقت وصلت فيه الحصيلة الأولية لقتلى يوم أمس إلى 50 قتيلا وفق ما أكده ناشطون لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس، تحوّلت المناطق والشوارع المحيطة بالعاصمة السورية ولا سيما منها الغوطة الشرقية ودوما وحرستا، إلى ساحات للمعارك بين الجيش النظامي الذي شن «حملة مسعورة» لبسط سيطرته، والجيش السوري الحر الذي كان قد تمكّن من «السيطرة التكتيكية» على هذه المناطق، من دون أن يعني ذلك إعادة سيطرة الجيش النظامي عليها بحسب الرائد ماهر النعيمي الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر، الذي أكّد أن كتائب الجيش الحرّ منتشرة في هذه المناطق من دون أن تفرض سيطرتها الكاملة عليها في الوقت الذي لا تزال أيضا آليات الجيش النظامي العسكرية موجودة لكنّها غير قادرة على التحرّك بحرية.
وفي حين لفت النعيمي إلى أن «الجيش الحرّ موجود على مسافة قريبة من مركز العاصمة دمشق لا تتجاوز العشرة كيلومترات»، أكد «حصول اشتباكات مع الجيش النظامي بالقرب من مطار دمشق وفي قصر المؤتمرات».
واقترب القتال تدريجيا في الأيام الأخيرة من دمشق التي يقطن ضواحيها القطاع الأكبر من سكان العاصمة. وتتألف ضواحي دمشق من سلسلة من البلدات ذات الأغلبية السنية وتحوطها البساتين والمزارع التي تعرف بالغوطة. ويقيم أغلب سكان دمشق وأحيائها الريفية البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة في الضواحي.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن ناشطين أنّ القوات السورية انتزعت السيطرة على «حي حمورية» وهي واحدة من عدة أحياء استخدمت فيها القوات السورية العربات المدرعة والمدفعية لإجبار المسلحين على التقهقر بعدما تقدموا لمسافة لا تبعد عن دمشق سوى ثمانية كيلومترات.
كذلك، فقد عاش أبناء مدينة «رنكوس» في ريف دمشق، المحاصرة منذ ستة أيام، يوما مأساويا بعد اقتحامها للمرة الثانية منذ شهرين بالدبابات والآليات العسكرية ومنع الأهالي من انتشال موتاهم من تحت أنقاض المنازل بسبب انتشار عناصر الأمن والقناصة فيما قطعت عنهم الماء والكهرباء.
وأفادت المعلومات التي أعلن عنها ناشطون من البلدة أنّ عشرات الجرحى كانوا لا يزالون تحت الأنقاض من دون أن يتمكن أهاليهم من انتشالهم وإسعافهم بسبب انتشار عناصر الأمن والقناصة. وكانت قرابة 60 دبابة وآلية اقتحمت البلدة وأعادت احتلالها اليوم فيما قطعت عنها الماء والكهرباء وقد مضى على حصارها ستة أيام ومنع السكان من الدخول أو الخروج منها، إضافة إلى النقص الحاد والكوادر الطبية ووقود التدفئة وفي المواد الغذائية والمياه بعدما تمّ ردم البئر الوحيدة المغذية للبلدة.
من جهته، ناشد المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري وسائل الإعلام العربية والدولية التحرك العاجل لمتابعة موضوع قيام النظام السوري وأجهزته الأمنية بتجميع مئات الشبان في بلدة رنكوس في محافظة دمشق في ساحة عامة مبديا تخوّفه من القيام بعملية تصفية كاملة لهم بعدما قام النظام باحتلال البلدة والسيطرة عليها أمنيا، لافتا إلى أنّ التهديدات التي ترد من طرف النظام تشير إلى احتمال القيام بمجزرة كبيرة.
وأفاد ناشطون أنّ الدبابات الموجودة في غرب رنكوس أقدمت على قصف عشوائي للمنازل ومسجدين فيها، وسمعت أصوات الانفجارات إلى صيدنايا في ظلّ تحليق للطيران الحربي بين المنطقتين.
وشهدت مدينة عربين (ريف دمشق) حركة نزوح واسعة في المنطقة الشرقية من المدينة المتاخمة لبلدة حمورية، بعد سقوط قذائف عدة على الأبنية. أما في معضمية الشام، فأكد ناشطون استقدام تعزيزات أمنية جديدة، تجولت في الشوارع الرئيسية في البلدة، حيث أطلقت النار عشوائيا لإرهاب الأهالي بعد خروج مظاهرة طلابية فيها.
وفي حمص، هزت انفجارات عنيفة أنحاء مدينة الرستن في ظل تجدد القصف العشوائي على المنازل والأبنية بالرشاشات الثقيلة، وتواصلت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين الجيش النظامي وعناصر من «الجيش الحر»، الذين تابعوا إحكام قبضتهم على أحياء عدة في المدينة وإخلاء عدد من الحواجز الأمنية فيها.
وقال قائد كتيبة الشهيد عبد الرحمن الأشتر في مدينة الرستن، التابعة للجيش الحر، ويدعى حسن الأشتر، لـ«الشرق الأوسط» أمس إن كتيبته «نفذت أمس عملية ناجحة أدت إلى تفجير تسع دبابات تابعة لكتائب الأسد، فضلا عن السيطرة على مفرزة الأمن السياسي في الرستن». وأوضح أن «الجيش الحر» تمكن «من الدخول إلى الرستن يوم الجمعة الفائت، من أجل حماية جنود انشقوا عن النقاط الأمنية الأربعين المنتشرة على شكل حواجز في المدينة أو داخل منازل بعد إخلائها من قاطنيها، بعد تعرضهم لإطلاق نار».
وأفاد بأنه «تمت إعادة بعض الجنود إلى بلداتهم بناء على طلبهم، فيما انضم آخرون للقتال إلى جانب (الجيش الحر)»، مشيرا إلى أن «الرستن باتت بحماية الجيش الحر، الذي تمكن من إخلاء عدد من الحواجز فيها، وهو مصر من لحظة دخوله إلى المدينة على تحريرها، وإلا فالخروج منها جثثا هامدة، على أن يتركز العمل في المرحلة المقبلة على قطع الإمدادات عن النقاط الأمنية داخل المدينة».
وفي حلب، اعتصم المحامون أمام مكتب المحامي العام الأول، داخل القصر العدلي، احتجاجا على المجازر التي ترتكبها الأجهزة الأمنية بحق الشعب السوري وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. أما في جامعة حلب، فقد أكد ناشطون أن باصا تابعا لقوات الأمن تمركز في ساحة الجامعة، إضافة إلى قوات الأمن والشبيحة في ساحة الجامعة ومحيطها، لمنع الطلاب من الخروج في مظاهرات.
وفي درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 6 من عناصر الأمن و4 مدنيين قتلوا في درعا. وقال المرصد في بيان له إن «حافلة صغيرة تقل 6 من عناصر الأمن دخلت إلى مدينة الحراك لتنفيذ حملة اعتقالات فاستهدفت من قبل مجموعة منشقة وقتل جميع أفرادها». وأضاف أن «دبابتين ترافقهما قوات عسكرية دخلت بعدها وأطلقت النار بشكل عشوائي مما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين».
إلى ذلك، دعا «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إلى إنشاء «لجان شعبية محلية» لحماية المناطق السكنية، وإلى «استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن النفس من الإبادة» التي يقوم بها النظام السوري في ظل «تخاذل» المجتمعين العربي والعالمي، بحسب ما جاء في بيان صادر عنه أمس.
وجاء في البيان «على جميع التنسيقيات تشكيل لجان شعبية محلية لحماية المناطق السكنية والحفاظ على الممتلكات العامة من هجمات العصابات الأسدية التي تنشر الفوضى في كل مكان».
وتحدث البيان عن «حملة عسكرية مسعورة تشنها عصابات الأسد على معظم المدن والمناطق السكنية العزلاء مستخدمة أقصى درجات الإجرام من قتل وتنكيل وقصف وقنص واعتقالات وفرض حظر للتجول ومحاصرة المدن وإغلاقها».
السبيل
الجزيرة نت
السورية نت
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة