ترك برس
تصدير المادة
المشاهدات : 3989
شـــــارك المادة
رأى الأكاديمي التركي البروفيسور جنكيز طومار، أن الإدارة الأمريكية قد تسعى لتنفيذ حملة جديدة لمدّ "الحزام الإرهابي" في شمال سوريا، إلى البحر الأبيض المتوسط، وحماية حليفها الجديد في منطقة "عفرين" والمتمثل في تنظيم "بي واي دي" (حزب الاتحاد الديمقراطي) الذي تصنّفه تركيا ضمن قائمة الإرهاب. جاء ذلك في تقرير نشرته وكالة الأناضول التركية للبروفيسور طومار، وهو أستاذ قسم العلاقات الدولية في جامعة يالوفا وخبير في العلاقات الدولية والتاريخ السياسي للشرق الأوسط.
وتتميّز محافظة إدلب بموقعها الجغرافي الهام، فتحدّها من الشمال ولاية هطاي التركية ومدينة عفرين السورية، الخاضعة لسيطرة عناصر تنظيم "بي واي دي"، الامتداد السوري لمنظمة "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) المصنفة في قائمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة والدول الأوروبية. وقال طومار إنه بالتزامن مع تطهير مناطق سورية وعراقية عدة، من تنظيم "داعش"، يبقى لافتا، سيطرة هيئة تحرير الشام ( تقودها فتح الشام/ النصرة سابقا)، بشكل مفاجئ، على القسم الشمالي لمدينة إدلب ذات الأهمية الاستراتيجية. وأضاف: "بالنظر إلى أحدث خريطة رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية لسوريا، فإنّ الجميع يدرك أنّ سيطرة الهيئة على هذا القسم، لم يكن من قبيل الصدفة. فهذه المنطقة رغم أهميتها، طوال سنوات الصراع، إلا أنها استحوذت على اهتمام أكبر، خلال العام الأخير. وبحسب الأكاديمي التركي، تأتي أهمية إدلب بالنسبة لتركيا، من كون تنظيم "بي واي دي" الإرهابي سيطر على كامل الحدود التركية السورية، باستثناء هذه المنطقة ومدينتي جرابلس والباب، بريف حلب، اللتين تمّ تحريرهما بفضل عملية درع الفرات. وتابع طومار: "لا يخفى على أحد أنّ احتقانا كان موجودا بين الفصائل في إدلب، بسبب رغبة الهيئة في إدارة شؤون المدينة، وفق تعاليم الشريعة. وسبق وقوع صدامات مسلحة، بسبب هذه القضية، بين فصائل المعارضة والهيئة، التي سيطرت في النهاية، على مناطق واسعة من إدلب".
ورأى الأكاديمي أن الهيئة وبعد سيطرتها على المدينة، تقدم ذريعة للتدخل العسكري من قبل واشنطن، التي تنبهت بدورها، لإمكانية أن تتدخل تركيا عسكريا في منطقة عفرين أو محافظة إدلب. وقد تسعى الإدارة الأمريكية لحملة جديدة، تمد الحزام الإرهابي، في شمال سوريا، إلى البحر المتوسط، وحماية حليفها الجديد، تنظيم "بي واي دي"، بمنطقة عفرين. بالإضافة إلى ذلك، تكون واشنطن، عبر هذه الحملة، قد حققت مكاسب مهمة، في شمال سوريا، على حساب منافستها روسيا. من جهة أخرى، يعتبر تنظيم "بي واي دي" أن سيطرة فصائل المعارضة السورية التي تؤيد تركيا على إدلب، وفرضها حصارا على عفرين، تهديدا لها. ويحاول التنظيم، الذي يتوقع تدخلا عسكريا تركيا ضد عفرين في أي لحظة، ابتزاز واشنطن بأنه لن يستطيع الاستمرار في معركة استعادة الرقة من قبضة داعش، إن لم تتخذ التدابير لمنع التدخل التركي. وأشار طومار إلى أن تركيا يمكنها استخدام حقها المشروع في الدفاع عن نفسها، وتنفيذ حملة عسكرية ضد فرع تنظيم القاعدة في إدلب، بعد الاتفاق مع روسيا. وما يعزز ذلك، أن موسكو لا ترى بأسا في استخدام ورقة تنظيم "بي واي دي" عند الضرورة، تماما مثلما فعلت في عملية درع الفرات ضد تنظيم "داعش".
وأكّد أن هذا الخيار سيزعج كثيرا، تنظيم "ب ي د" والولايات المتحدة، وسيثير عاصفة انتقادات تزعم أن تركيا لا تقدم الدعم في الحرب على الإرهاب. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار، أن هيئة تحرير الشام تمتلك قوة كبيرة في إدلب، وأن عملية من هذا النوع ستكون لها تبعات سياسية وعسكرية، وستستغرق فترة طويلة. وبالتالي، فإن الخيار الثاني أمام تركيا، يتمثل بدعم فصائل المعارضة التي تحظى بتأييدها لاستعادة إدلب مجددا. لكن هذا الوضع قد يمهد الطريق أيضا، أمام دعم أجهزة استخبارات الدول، التي تتضارب مصالحها مع تركيا، لهيئة تحرير الشام. وخلص الأكاديمي التركي إلى أنه "إذا قررت واشنطن تنفيذ عملية عسكرية في إدلب، واستخدام عناصر تنظيم "ب ي د" كقوة برية على الأرض، فهذا يعني أنها تريد إنشاء حزام لهذا التنظيم، يصِله بالبحر المتوسط.. والحال كذلك، ستتدخل تركيا، بأي من خياراتها، مهما كلفها ذلك من ثمن". وقبل أيام، قال نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن بلاده "لن تسمح أبدا بإقامة ممر إرهابي في المنطقة ولن تغضّ الطرف عن فرض أمر الواقع، وهي جاهزة لكل السيناريوهات في حال تعرض أمنها القومي لأي تهديد".
محمد السلوم
أحمد موفق زيدان
السوري الثائر
فيصل القاسم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة