محمد نور حمدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3295
شـــــارك المادة
إن ما تمر به أمتنا الإسلامية اليوم عموما وسوريا خاصة وبشكل أخص حلب هو مرحلة خطيرة من مراحل التاريخ الإسلامي ويذكرنا بالحملات الصليبية في القرن الرابع الهجري وحملات المغول في القرن السابع الهجري. ما تمر به حلب اليوم من إبادة وقتل وتهجير وخراب وبناء للحسينيات الشيعية ودعوة الشباب إلى التشيع يؤكد بأننا مقبلون على مرحلة جديدة من مراحل التاريخ الإسلامي ومن يظن أننا ممكن أن نرجع إلى مرحلة ما قبل عام 2011 فهو واهم ومن يظن بأن الأمور ستبقى على هذه الحال فهو مخطئ. لذلك لا بد من إعادة النظر في خطابنا الديني ليناسب هذه المرحلة المهمة. يقول تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" لاحظوا في هذه الآية عبر الله عزوجل بالجمع المحلى بــ ال التعريف (المؤمنون والمؤمنات) وهذه الصيغة من صيغ العموم عند علماء الأصول فهو يخاطب كل مؤمن ولم يكتف بذكر المؤمنين بصيغة التذكير وإنما ذكر المؤمنات للتأكيد على عموم المخاطبين بحيث يشمل كل مؤمن ومؤمنة فالله تعالى عندما يخاطب المؤمنين يخاطب جميع المؤمنين سواء كان المؤمن السوري أو المؤمن المصري أو المؤمن التركي.... ويصفهم بأنهم ينصرون بعضهم بعضا وإن لم يقوموا بواجب النصرة والتأييد فالهلاك سيحل على جميع المؤمنين طبقا لسنن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس على مسلمين بعينهم. فكل خطاب في القرآن يخاطب الله به المؤمنين والمؤمنات هو خطاب كل مؤمن بعيدا عن التقسيمات التي أقامتها سايكس بيكو حتى لا يتوهم المسلم السوري أن قضاياه تتعلق به وحده والمسلم العراقي قضاياه تتعلق به وحده. فحلب اليوم إن سقطت بيد الشيعة لا قدر الله لن تكون آخر قلعة تسقط بيدهم بل أبشروا بسقوط قلاع وقلاع هم يريدون إعادة القاهرة إلى حكم الفاطميين لا قدر الله ويريدون الوصول إلى الحج لا قدر الله كما فعلوها سابقا أيام القرامطة ويريدون إعادة إسطنبول إلى عهد ما قبل محمد الفاتح. وأمام هذا التآمر على مسلمي أهل السنة يجب علينا إعادة النظر في مناهجنا التعليمية وتربيتنا لأطفالنا كلنا يعلم أن صلاح الدين الأيوبي لم يكن طفرة وإنما خرج بعد تهيئة جيل كامل من التربية والتعليم وذلك عندما أسس الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله المدارس الإصلاحية في بغداد وعمل على توحيد التعليم في المشرق والمغرب حيث كان القائمون على المؤسسات التعليمية يلتقون في مواسم الحج للاتفاق على توحيد المناهج والتعليم حتى كان الطلاب ينزحون من دمشق إلى بغداد يتعلمون هذه العلوم ثم يعودون إلى الجهاد كابن قدامة صاحب كتاب المغني المعروف الذي قاتل في صفوف صلاح الدين. واليوم إن نظرنا إلى تاريخ أمتنا الإسلامية بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 نجد النكبات والكواراث بدءاً بالاحتلال الفرنسي والبريطاني والإيطالي لمناطقنا مرورا بنكبة فلسطين واحتلال اليهود للقدس إلى الأنظمة القومية التي قامت في البلاد العربية والإسلامية والتي اضطهدت الإسلاميين وأودعتهم في السجون ومنعت الحريات وقتلت أبناء شعبها بحكم العسكر إلى أحداث الثمانينات في سوريا إلى ما نشهده اليوم في مصر والعراق وسوريا واليمن والتآمر على تركيا. لذلك لا بد من العمل على مناهجنا التعليمية وتربية الجيل وبناء عقول جديدة بعيدة عن العقول القديمة التي ربتنا عليها الأنظمة القومية الوظيفية التي قامت في منطقتنا والتي علمتنا أنه يوجد مسلم سوري ومسلم تركي ومسلم عراقي ومسلم كردي ووو..... ثم أقمنا علاقاتنا بناء على هذا التقسيم المصطنع. بينما الخطاب القرآني يخاطب جميع المؤمنين دون تمييز بينهم وعندما يجري الله سننه الإلهية يجريها على جميع المسلمين دون اعتبار لهذه الحدود المرسومة التي رسمها لنا العدو وحددنا حقوقنا وعلاقاتنا بناء عليها. فيا أمة الإسلام ويا جموع المسلمين استيقظوا من غفلتكم وهبوا لنجدة حلب فحلب إن سقطت لا سمح الله لن تكون آخر قلعة تسقط.
نور سورية
مجاهد مأمون ديرانية
عماد الدين خيتي
أبو أنس الكناكري
السوري الثائر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة