علي حسين باكير
تصدير المادة
المشاهدات : 3843
شـــــارك المادة
طغت التفجيرات الإرهابية، التي شهدتها اسطنبول وماردين أمس والثلاثاء، على مجمل الأحداث التركية. واتهم رئيس الوزراء بن علي يلدريم حزب العمال الكردستاني المحظور بأنه وراء انفجار سيارة مفخخة استهدف مبنى لأحد مقرات الشرطة بالقرب من الحدود السورية في ماردين جنوب شرق البلاد، أسفر عن مقتل ثلاثة بينهم شرطي، وإصابة 30. وهو التفجير الثاني بعد يوم من انفجار سيارة مفخخة في إسطنبول. وغالباً ما تنحصر دائرة الاتهام في عمليات من هذا النوع بكل من حزب العمّال الكردستاني أو تنظيم داعش، وقد حمّل الرئيس رجب طيب أردوغان عناصر «الكردستاني» المسؤولية. وإذا ثبتت مسؤولية حزب العمال، فإنها ستعزز التوجه القائل بأنّ هناك تحوّلاً في طريقة عمل الميليشيات الكردية، ليس في تركيا وحدها، وإنما في المنطقة أيضاً. ففي نهاية مايو الماضي، اتّهم أردوغان الجانب الروسي بتزويد الحزب الانفصالي المصنّف إرهابياً، بأسلحة مضادة للطائرات عبر العراق وسوريا. وذلك بعد أسبوعين من نشر فيديو على مواقع كردية، يظهر أحد المقاتلين وهو يسقط مروحية تركية من نوع AH-1W Super Cobra بصاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف، روسي الصنع، من طراز «SA-18»، في أوّل عملية من نوعها على الإطلاق منذ عقود طويلة. ولم تكن هذه العملية استثناءً، وإنما جاءت في سياق تطوّر نوعي في طريقة تنفيذ العمليات التي تقوم بها الميليشيات الكرديّة في تركيا، وبنظرة على العمليات التي تمّت خلال فترة عام، سنلاحظ أنّ نمط العمليات التي اتبعها «الكردستاني» داخل تركيا أو الأسلحة التي استخدمها فيها، قد تأثّرت إلى حد كبير، إن لم يكن حصرياً بالخبرات المكتسبة من قبل فرعه السوري المعروف باسم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردستاني PYD، وميليشياته المسلحة «وحدات حماية الشعب»، لا سيما بعد معركة عين العرب (كوباني).
تحول في النوع والأسلوب: لقد أدى الصراع بين الحكومة التركية و«الكردستاني» خلال أكثر من 3 عقود الى مقتل أكثر من 40 ألف تركي، لكن لم يسبق لمقاتلي الحزب أن قاموا خلال كل تلك المدة، على سبيل المثال، باستخدام أسلحة مضادة للطائرات، أو باستخدام عربات مفخخة، أو عبوات ناسفة، ولم يسبق لهم أن قاموا باستهداف قلب العاصمة التركية، وفي مناطق مدنيّة بالكامل. لكن منذ معركة كوباني، بدا أنّ هناك تحولاً في نوع العمليات وأماكن الاستهداف وفي الأسلحة المستخدمة أيضاً. أسلوب السيارات المفخخة لم يكن معروفاً من قبل في تركيا، وقد شهدت أنقرة في 13 مارس تنفيذ أسوأ هجوم في تاريخها، حينما قامت انتحارية كرديّة تُدعى سهار جاغلا ديمير بتفجير سيّارة ملغّمة بمحطّة للحافلات في وسط أنقرة، في استهداف واضح للمدنيين، وقد توصّلت الاستخبارات التركية آنذاك إلى أنّ المدعوة كانت تدرّبت لفترة في سوريا مع PYD، قبل أن تعود وتدخل إلى تركيا لتنفيذ العملية.
الجواب في سوريا: في بداية الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء بنالي يلديريم العثور على صواريخ مضادة للدبابات، من صنع أميركي وسويدي، بحوزة مقاتلي حزب العمّال، وكذلك وجدت أسلحة ألمانية بحوزة مقاتلي التنظيم سابقاً، وهي كلّها معطيات تطرح تساؤلات حول كيفية حصول مقاتلي «الكردستاني» على هذه الأسلحة ولماذا؟ هناك من يرى أن الجواب على هذه التساؤلات يأتي مرة أخرى من سوريا. فإبان معارك عين العرب، حصل حزب PYD على كميات كبيرة من الأسلحة الأميركية والأوروبية، وقد استخدم جزءاً منها ضدّ تركيا. وبعد إسقاط الطائرة الروسية، شهد الدعم المقدّم للميليشيات الكردية مرحلة جديدة، إذ قامت موسكو بفتح مكتب تمثيلي رسمي لـPYD على أراضيها، وتعهد بوتين بدعم الحزب، وكذلك استقبل لاحقاً زعيم حزب الشعوب الديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرتاش، المتّهم بتأمين غطاء شرعي لهجمات «الكردستاني». وفي هذا السياق، ترى الحكومة التركية أن ما يجري مرتبط بأجندات لدول إقليمية ودولية، تسعى إلى استخدام بعض الميليشيات المسلحة الكردية كأداة في وجه تركيا، لإعادة رسم معالم نفوذها وتأثيرها في المنطقة، وهو الأسلوب نفسه الذي ترى شريحة واسعة من المتخصصين أنه قد تم استخدامه من قبل كل من إيران وسوريا ضد العراق وتركيا منذ عقود طويلة.
القبس الكويتية
راجح الخوري
أكرم البني
سعود القصيبي
سلامة كيلة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة