..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عندما تكون روسيا الخصم والحكم

برهان غليون

٨ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 5332

عندما تكون روسيا الخصم والحكم
غليون 050.jpg

شـــــارك المادة

أربعة أسباب تمنع موسكو من أن تقنع السوريين بمقدرتها على قيادة عملية سياسية للتوصل إلى حل:

١- تصور الروس لطبيعة الوضع في سورية، ومعارضتهم العميقة لفكرة الثورة نفسها، ونزوعهم للربط بين الديمقراطية والهيمنة الغربية، وتمسكهم بالنظام القائم مهما كانت جرائمه بوصفه ممثلا للشرعية القانونية، وعداؤهم الشديد للحركات الجهادية الإسلامية التي يخشون تجدد عملها في روسيا نفسها وربطهم بين ذلك ونشوء سلطة أكثرية سنية في سورية. وكل ذلك يجعلهم يميلون إلى حل يثبت دعائم نظام الأسد بدل تغييره، حتى لو قبلوا بتغيير الأسد نفسه في وقت من الأوقات.
٢- تحالفهم مع طهران الخامنئية والانتقامية معا. فكما أن من الصعب على روسيا أن تواجه من دون التهديد بكسر هذا التحالف مشروع إيران الهادف إلى فرض ما يشبه الوصاية على سورية في سبيل متابعة مشروعها لتغيير بنيتها السكانية والمذهبية، وترى في بقاء الأسد إلى الأبد الضمانة الوحيدة لتحقيق رهاناتها، فإنها، أعني موسكو، غير قادرة مهما فعلت على تسويق دور رئيسي لإيران في تقرير مصير سورية. ومعركة روسيا للتقدم على طريق تسوية مقبولة من الأطراف الأخرى، السورية أو الحليفة للمعارضة السورية، ينبغي أن تمر حتما بمعركة روسية ضد خيارات طهران. وإلا ستجد روسيا نفسها ومساعيها في طريق مسدود.
٣- استمرار موسكو في النظر إلى المأساة السورية من زاوية صراع روسيا مع الغرب واستخدام حربها وسيلة لكسب هذا الصراع فحسب، من دون أي اعتبار يذكر لمصير الشعب السوري ومعاناته. وإذا استمرت موسكو في تجاهل تطلعات السوريين، ولم تفكر إلا في استغلال المأساة السورية من أجل تسجيل نقاط انتصار على الغرب أو تكريس فوز محور موسكو طهران الأسد على محور العرب والغرب لن ترى في المعارضة السورية وتطلعات الشعب السوري إلا عدوا لها، ولن يكون هناك أي أمل في التقدم نحو رؤية متوازنة للحل، وسوف تخسر الأوراق الكثيرة التي تملكها بالفعل للعب دور كبير في التسوية السورية والشرق أوسطية.
٤- استقالة الغرب الذي لم يعد يشعر أن له أي مصلحة في الاستمرار في دعم تطلعات الشعب السوري، أو أن ثمن هذا الدعم، مع تطور التطرف والارهاب، أصبح أغلى مما يستطيع تقديمه، واستعداده للتراجع أمام اقتراحات موسكو والتفاوض معها. والواقع أن هذه الاستقالة التاريخية هي التي أدت إلى وصول الوضع إلى ما وصل إليه، لأن الغرب أظهر أنه مستعد لتقديم شيء من الدعم لشعب قرر التحرر والتخلص من الاستعمار الداخلي والانتحار البطيء، لكنه لم يكن في وارد الدخول في نزاع مع إسرائيل أو إيران أو نظام الأسد من أجل حرية السوريين، وهم لم يكونوا يوما من أتباعه أو مناصريه.

 

 

صفحة الكاتب على فيسبوك

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع