محمد عصام
تصدير المادة
المشاهدات : 6968
شـــــارك المادة
"سورية أم الحناين " بهذه العبارة أجاب الأمير عبد القادر الجزائري على من سأله عن سبب اختياره لسورية لتكون بلد منفاه بعدما خيره الفرنسيون في ذلك..
إنه الشعب السوري باختصار .. إنه البلد الذي احتضن الجميع عبر تاريخه الطويل.. احتضن الناس دون النظر إلى دينهم وأعراقهم.. البلد الذي لم يكتب التاريخ عليه أنه بنى خيمة للاجئ.. الشعب السوري.. تاريخ مشرف. الجزائريون في سورية.. استقبل السوريون اللاجئين الجزائريين بين عامي 1830 و 1962م.. حتى أن أياً من أبناء الجزائر حينها يخير بمكان منفاه كان يختار سورية دون تردد لما ذاع عنها من صيت طيب في استقبال من يلجئ إليها ولما عرف عن علمائها ووجهائها المسلمين والمسيحيين من شهرة كبيرة جابت الآفاق..
الجزائر قضية سورية الأولى! .. "الجزائر قضية سورية والإمكانيات المعنوية والمادية السورية هي إمكانيات جزائرية إن سوريا مشتركة معكم في القتال، إن أردتم سلاحا أمددناكم بالسلاح" هذا ما قاله الرئيس السوري القوتلي لوفد جزائري زار سوريا في مارس 1957.. تفردت سورية بين العرب كلهم بأن مجلس نوابها اعتبر القضية الجزائرية قضية سورية الأولى على لائحته! وكان رد فعل الشعب ونوابه متجاوبا باستمرار مع تصاعد حرب التحرير الجزائرية، وذلك بالضغط على حكومتهم ومن خلالها على الأقطار العربية من أجل مضاعفة وتقوية التأييد العربي والدولي للقضية الجزائرية. خصص البرلمان السوري جلسات خاصة لمناقشة مدى التأييد العربي للثورة الجزائرية.
الشعب السوري.. يجعل الجزائر شغله الشاغل!.. لم يخلو يوم من أيام سورية بعد نيلها حريتها من مظاهرات عارمة حتى برز التجاوب الحكومي مع رد الفعل الجماهيري وممثليه في مجلس النواب من خلال تبرير الحكومة السورية على أن مهاجمة الأملاك الفرنسية ومراكزها الثقافية بحلب قرار: "انبعث من صميم عرب متأملين من الفعلة الشنعاء فأرادوا أن يعبروا عن احتجاجهم فتعرضوا لبعض الأبنية التي هي ملك للفرنسيين" .
أمير الجزائر.. هو وجيه دمشق.. ومن غير الغريب عنها أنها كانت تعطي لمن تستضيفه من أبطال وأمراء و وجهاء نفس المكانة التي كانوا يتمتعون بها بين قومهم وأكثر! فالأمير عبد القادر الجزائري الذي كان أميرا وزعيما في قومه أصبح وجيها في دمشق! فقدمت له دمشق الوجاهة والعلم حيث تتلمذ على يدي أكابر علماء التصوف فيها أمثال محدث الشام عبد الغني الغنيمي.. بل إن أبناءه وأحفاده ظلوا يتمتعون بنفس مكانة والدهم وجدهم بعد وفاته!
سورية تستهلك ميزانيتها، فداءً للجزائر ودماء الجزائريين.. أصبحت مساجد سورية خلال حركة التحرير الجزائرية وعبر سنوات مجمعات كبرى لجمع المال والتبرعات للجزائر وأبنائها! حتى سلم السوريون ما أثقل ميزانية الشعب والدولة ليصل المبلغ إلي سلم للجزائريين في مارس 1957 1800.000 ليرة سورية و132.130.49 دولار بصكوك موقعة من الرئيس القوتلي نفسه، وفي نفس السنة تسلم ممثل مكتب جبهة التحرير الوطني بدمشق صكا آخر قدره مليار وخمسة ملايين فرنك.. ذلك كله في الوقت التي كانت سورية وشعبها بأمس الحاجة لمثل هذا المال لترمم نفسها بعيد اندحار الفرنسيين من أراضيها!
نعم إنها سورية التي حوت العالم يوما.. فتركها العالم وحيدة اليوم..
صفحة الكاتب عبد العزيز زلف على فيسبوك
أحمد موفق زيدان
مجاهد مأمون ديرانية
برهان غليون
قاسم قصير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة