..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حركة الأمة بين النخبوية والشعبوية

أبو محمد الصادق

٢ سبتمبر ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4717

حركة الأمة بين النخبوية والشعبوية
محمد الصادق 000 احرار الشام.jpg

شـــــارك المادة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام محمد وعلى آله وصحبه أجمين.. أما بعد:

إن أصحاب الدعوات والمبادئ غالبا ما يكونون قلة أمام كثرة الناس، يقول تعالى: (وقليل من عبادي الشكور)، (ولكن أكثر الناس لايعلمون)، وعند التأمل في تاريخ الأمم نلاحظ عدم جدوى كل من النخبوية المحضة والشعبوية المحضة في حركة تغيير المجتمع والإنتقال من الاستضعاف إلى التمكين.

ونجاح الدعوات مرتبط بمقدار استجابة الأمة للنخبة ومدى قدرة النخبة على الالتحام بالأمة وقيادتها وإقناعها بالأهداف والغايات وتحمل التبعات، فكما أن النخبوية المحضة هي حالة من العزلة لا توصل إلى المقصود فكذلك الشعبوية المحضة تفضي إلى الضياع وانعدام المشروع والأمر عوان بينهما.

لذا نؤمن بما دلت عليه النصوص من قيادة النخبة الحكيمة الراشدة المرشدة لحاضنتها الشعبية: تنبهها إن أخطأت، وتتألفها إن ضعفت، وتثبتها إن ترددت.

‏وإن دخلت تلك النخبة معركة لابد منها للحفاظ على قطعيات الدين والدنيا بينت لحاضنتها من الأمة ضرورة ذلك بعد بذل الوسع في تخفيف آثار الصراع، فيتنبه إذ ذاك الغافل ويتعظ العاصي ويثبُت الخائف وينقمع المغرِض فلا يكون للإعلام الخبيث سبيل لزرع الفتنة والفرقة بين النخبة والأمة.

في زمن الاستضعاف وقلة النخب ودفع الصيال وكثرة الخلاف لابد من التمسك بقطعيات الدين وكلياته ولو أدى لفوات تحصيل بعض الفروع والتفاصيل، فضلاً عن فوات بعض ما اختلف فيه الأئمة من السلف، وعلى أصحاب الدعوات تقديم حسن الظن ببعضهم عند الاشتباه خاصة لمن حمل الهم واجتهد في الأصلح.

والنخبة الناجحة هي التي تنتقل من مفهوم النخبة إلى مفهوم الأمة كمافعل النبي ﷺ فقدكان في مجتمعه العابد والعالم والمجاهد وكذلك العصاة والمنافقون، لكن النبي ﷺحرص أن يكون دفة الربان في قيادة المجتمع لأهل الإيمان والسياسة الرشيدة والوعي الصحيح لأنهم نواة المجتمع وقلبه الحنون على الأمة، وفي ثورة الشام إذا أرادت النخبة تحقيق رسالتها فلا بد لها أن تلتحم مع ثورة الشعب بتبني مطالبه المشروعة وتعمل على أن يتبنى الشعب أيضا مطالبها.

فالنصر بحق هو تبني الشعب لرسالة النخبة وإقتناعه بها، فعندها لن يستطيع شرق ولا غرب إخماد إسلامية الثورة، وتنتصر النخبة والشعب بإذنه تعالى، قال تعالى: (إذاجاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا) فتأمل الخطاب الرباني كيف جعل دخول الناس في الدين غاية النصر ومقصوده.

ولكي تنهض الحركة الجهادية لا بد لها من احتضان ألوان المجتمع ضمن ثوابتها الإسلامية وقطعياتها لتشكل لوحة فسيفسائية تعبر عن واقع المجتمع الحي، فلا ضير أن تجد في صفوف الحركة المجاهدة لاسيما في دفع الصائل مختلف أصناف المجتمع: الأشعري والماتريدي والسلفي والمذهبي والصوفي والعابد والعاصي.

وإنّ استيعابها لهذا الطيف المتنوّع أثناء حركة التغيير وبعد الناس عن المعين النقي الصافي لهو دليل رشدها بل من أسرار نجاحها بعد فضل الله عليها.

ولمن أراد التوسع فدونه سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية زمن التتار وسيرة صلاح الدين وثورات الشعوب وتجربة طالبان حاضرة حية وكذلك كتابات أزواد.

‏اسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد في الأقوال والأعمال.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

حساب الكاتب على تويتر

تعليقات الزوار

..

عبدالحكيم صادق مجاهد - سوريا

٥ سبتمبر ٢٠١٥ م

نظريا هذا الكلام سبق إليه كثيرون ، إذا هو تكرار فقط ، أما عمليا فالتطبيق العملي مفقود لأن عناصر حركة أحرار الشام لا يعرفون ولم يلتقوا بهذا الشرعي العام لا بل وليس هنالك اعتناء من قبله بتثقيف العناصر شرعيا وملاحقتهم سلوكيا ، بصراحة وبتجرد "غثاء"


التعليق يعبر عني فانشروه 

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع