..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الحاكمُ والنّظام!

أبو بصير الطرطوسي

٢ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7371

الحاكمُ والنّظام!
بصير الطرطوسي00.jpg

شـــــارك المادة

أحياناً يرث الحاكمُ نظاماً علمانيّاً، جاهليّاً، فاسداً، ظالماً.. ضارباً جذوره في المجتمع، وفي نفوس الناس.. منذ عقود.. قد ورثه ممن سبقه من الحكام، قد يعجز عن تغيره، وتصحيح مساره دفعة واحدة.. وفي زمن قصير.. ومثل هذا الحاكم لا يُجرى عليه حكم النظام الذي ورثه ممن سبقه.. حتى يُعرَض على ضابطين:

أولهما: يُنظَر إليه؛ هل هو صادق الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين، أم لا …؟

ثانيهما: هل فترة حكمه تشهد تحسينات وإصلاحات على جميع المستويات، ويبذل جهده المستطاع في الإصلاح، والتغيير أم لا …؟

فإن كان صادق الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين.. ثم هو يبذل جهده المستطاع والممكن في الإصلاح، والتغيير.. فهذا حاكم مسلم ــ حتى لو كان النظام أو المجتمع الذي يحكمه غير إسلامي ــ يتسع بحقه التأويل، وتتسع له الأعذار، ويُحسّن به الظن ما أمكن لذلك سبيلاً.. مثاله في التاريخ الإسلامي الملك العادل النجاشي.. وصلاح الدين الأيوبي لما كان الوزير الأول والمتنفّذ في دولة الملك العاضد الفاطمي.. ويوسف عليه السلام لما أصبح عزيز مصر، في ظل حكم الملِك.

أما إن لم يكن صادق الولاء لله، ولرسوله، وللمؤمنين.. ثم هو يحرص على تكريس ما ورثه ممن سبقه من الحكام، من كفر، وظلم، وفساد.. ولا يبذل جهده المستطاع والممكن في الإصلاح، والتغيير.. فهذا ليس حاكماً مسلماً.. وهو يتحمل تبعات ممن سبقه من الحكام .. وتُجرى عليه أحكامهم، وأحكام النظام الذي يحكمه.

فإن فهمت ذلك جيداً.. استرحت وأرحت.. وعدلت.. وملكت الميزان الذي به تزن الحكام.. وتجنّبت مزالق أهل الإفراط والتفريط.. الغُلاة والجُّفاة سواء.

 

 

صدى الاسلام

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع