أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3463
شـــــارك المادة
بين الفينة والأخرى، ومع تسارع وتيرة الدمار والخراب والقتل في الشام بفعل طائرات العصابة الطائفية وبراميلها المتفجرة التي تبين أنه يتم إعدادها بحسب ناشطين لبنانيين في معاقل حزب الله، يطرح الناشطون السوريون ومعهم الشعب السوري كله السؤال الذي غدا روتينياً لماذا لا تُقصف المطارات العسكرية التي هي منبع الموت والخراب والدمار لسنوات، والعجيب أنه في بداية الثورة كان التركيز الاستراتيجي العسكري على المطارات ومفاصل النظام العسكرية، لتتراجع هذه الأهداف لاحقاً لصالح تحرير البلدات والمدن، لتتحول إلى أهداف موت للعصابة الطائفية من خلال استهدافها بالطائرات والبراميل المتفجرة..
للأسف الشديد وعلى الرغم من قناعة الجميع أن الأولوية ينبغي أن تكون للمطارات والثكنات والمواقع العسكرية الرهيبة التي تُزنر المدن السورية تماماً كما تُزّنر المستوطنات الصهيونية القرى والبلدات الفلسطينية، إلا أنه لم يتم وضع استراتيجية عسكرية شاملة من أجل السيطرة على هذه المطارات، وهو ما سيوفر دماءً غزيرة وأموالاً وممتلكات ضخمة ربما تقدر بعشرات المليارات الدولارات وسيتواصل نزيف الدم والمال مع كل لحظة تبقى فيها هذه المطارات مع النظام البرميلي..
نفهم أن اللاعب الدولي لا يريد فتح معركة الساحل حفاظاً على الأقلية العلوية، ولا يريد فتح معركة دمشق حفاظاً على عصابة طائفية تُنفذ أجندتها بتركيع الأغلبية السنية، ونفهم أن اللاعب يريد وقف معركة درعا فجأة وذلك من أجل تأخير سقوط العصابة الطائفية حتى يتسنى له ترتيب أوراقه، وكأن كل دماء السوريين ماء لم تكفه ليرتب أوراقه، ولكن ما عجزنا عن فهمه هو أن اللاعب الداخلي وهو اللاعب الجهادي والثوري لماذا يوفر هذه المطارات المجرمة، فمطار حماة الذي ينشر الموت والخراب في كل الشمال السوري لا يزال بعيداً عن الحصار، ومطار أبو الضهور الذي قيل الكثير عن محاصرته لا يزال فاعلاً وبقوة، وهو أمر خطير على البلد وخطير على الأرواح قبل كل شيء، وكلنا لاحظ الفرق العسكري الذي حصل بسقوط معسكري الحامدية ووادي الضيف ثم القرميد بإدلب، حيث تراجعت القوة النارية للعصابة على البلدات المجاورة بالإضافة إلى إحساس الأهالي بالأمان وعودة كثير من المهجرين إلى بلداتهم.
إن الأوراق التي بأيدي المقاتلين عديدة ويستطيعون من خلالها تركيع اللاعب الدولي ومعه العصابة الطائفية، وعلى رأسها معركة المطارات، ضمن خطة موحدة منسقة بعيداً عن الأنا والذات التي نخرت الثورة السورية للأسف، بالإضافة إلى ورقة البؤر الطائفية للنظام وعلى رأسها كفريا والفوعة ونبل والزهراء بحيث يتم المساومة بينها وبين وقف العصابة الطائفية لاستباحة القرى والبلدات السنية بالبراميل المتفجرة اليومية..
إن كل تأخير في وحدة المجاهدين والثوار في الشام، هو استمرار لمعاناة أهل الشام، يتحمل مسؤوليتها اليوم الثوار أنفسهم، الذين يُفضل بعضهم مصالحه الحزبية والفصائلية على مصالح الإسلام والمسلمين والوطن، وما لم يتواضع هؤلاء في مطالبهم وينزلوا إلى الواقع فإن المعاناة ستستمر ودعاء المظلومين والمكلومين سيطاردهم، فلا تعويض على التآمر والخذلان الكوني للشعب السوري إلا بوحدة المجاهدين والثوار على الأرض.
المسلم
مجاهد مأمون ديرانية
فتاة القرآن
عمر عبد المجيد البيانوني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة