..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ابن تيمية يصف الأمة في زمانه

أنور قاسم الخضري

٣١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3599

ابن تيمية يصف الأمة في زمانه
الخضري1.jpg

شـــــارك المادة

إن حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حول الفتن التي تمحص الناس إلى فسطاطين (فسطاط إيمان لا نفاق فيه) و(فسطاط نفاق لا إيمان فيه) تتجلى اليوم في التمحيص الذي يجري على أرض الواقع بفلسطين ومصر وسوريا وغيرها من الدول التي تشهد تمايز القوى والحركات إلى (إسلامية) و(غير إسلامية)، إلى (مبدأية) و(غير مبدأية)، وهكذا ستمضي سنة الله في حين أن (أكثر الناس لا يعلمون)

 

 

يقول ابن تيمية –رحمه الله تعالى- في وصف شأن الأمة في زمانه، وكأنه ينظر من نافذة على عصرنا اليوم:
"قد جَاءَ في حديثٍ آخَرَ في صفةِ الطَّائفةِ المــَنصُورَةِ أَنَّهم بأَكنَافِ البَيتِ المــُقَدَّسِ، وهذه الطَّائفةُ هي الَّتي بأَكنَافِ البَيتِ المــُقَدَّسِ اليومَ، ومَن يَدَّبَّرُ أَحوَالَ العَالَمِ في هذا الوقتِ عَلِمَ أَنَّ هذه الطَّائفةَ هي أَقوَمُ الطَّوائفِ بدِينِ الإِسلامِ عِلماً وعَمَلًا وجِهَادًا عن شرقِ الأَرضِ وغربِها، فَإِنَّهم هم الَّذين يُقَاتِلُونَ أَهلَ الشَّوكَةِ العَظِيمَةِ مِن المــُشرِكِينَ، وأَهلِ الكِتَابِ، ومَغَازِيهم مع النَّصارى، ومع المــُشرِكِينَ مِن التُّركِ، ومع الزَّنَادِقَةِ المــُنَافقينَ مِن الدَّاخلِينَ في الرَّافِضَةِ وغَيرِهم: كالإِسماعِيلِيَّةِ، ونَحوِهم مِن القَرَامِطَةِ، مَعرُوفَةٌ مَعلُومَةٌ قَدِيمًا وحَدِيثًا؛ والعِزُّ الَّذِي لِلمُسلِمِينَ بِمَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِهَا هو بِعِزِّهم، ولهذا لَمَّا هُزِمُوا سَنَةَ تِسعٍ وتِسعِينَ وسِتِّمِائَةٍ دَخَلَ على أَهلِ الإِسلَامِ مِن الذُّلِّ والمــُصِيبَةِ بِمَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِهَا مَا لا يَعلَمُهُ إلَّا الله، والحِكَايَاتُ في ذلك كَثِيرَةٌ ليس هَذَا مَوضِعَهَا.
وذلك أَنَّ سُكَّانَ اليَمَنِ في هذا الوَقتِ ضِعَافٌ عَاجِزُونَ عن الجِهَادِ، أَو مُضَيِّعُونَ لهُ، وهم مُطِيعُونَ لِمَن مَلَكَ هَذِهِ البِلَادَ حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهم أَرسَلُوا بالسَّمعِ والطَّاعةِ لِهؤُلاءِ...؛ وأَمَّا سُكَّانُ الحِجَازِ فَأَكثَرُهم أَو كَثِيرٌ مِنهم خَارِجُونَ عن الشَّرِيعَةِ، وفيهم مِن البِدَعِ والضَّلَالِ والفُجُورِ ما لا يَعلَمُهُ إلَّا اللهُ، وأَهلُ الإِيمَانِ والدِّينِ فِيهم مُستَضعَفُونَ عَاجِزُونَ....، وأَمَّا بلادُ إفرِيقيَّةَ فَأَعرَابُها غَالِبُونَ عليها، وهم مِن شَرِّ الخَلقِ بل هم مُستَحِقُّونَ لِلجِهَادِ والغَزوِ.
وأَمَّا الغَربُ الأَقصَى فمع استِيلاءِ الإِفرِنجِ على أَكثرِ بِلادِهم لا يَقُومُونَ بِجِهَادِ النَّصارى الَّذين هناك، بل في عَسكَرِهم مِن النَّصارى الَّذين يَحمِلُونَ الصُّلبانَ خَلقٌ عَظِيمٌ، ولو استَولَى التَّتَارُ على هذه البلادِ لكان أَهلُ المــَغرِبِ مَعَهم مِن أَذَلِّ النَّاسِ لا سِيَّمَا والنَّصارى تَدخُلُ مع التَّتَارِ فَيَصِيرُونَ حِزباً على أَهلِ المــَغرِبِ.
فهذا وغَيرُهُ مِمَّا يُبَيِّنُ أَنَّ هذه العِصَابَةَ الَّتي بالشَّامِ ومِصرَ في هذا الوَقتِ هم كَتِيبَةُ الإِسلامِ، وعِزُّهم عِزُّ الإِسلامِ، وذُلُّهم ذُلُّ الإِسلامِ، فلَو استَولَى عليهم التَّتَارُ لم يَبقَ للإِسلامِ عِزٌّ ولا كَلِمَةٌ عَالِيَةٌ، ولا طَائِفَةٌ ظَاهِرَةٌ عَالِيَةٌ يَخَافُهَا أَهلُ الأَرضِ تُقَاتِلُ عَنهُ،.."!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع