زياد الشامي
تصدير المادة
المشاهدات : 3161
شـــــارك المادة
لم يكن الشعار الطائفي "لبيك يا حسين" الذي رفعته الرافضة أمس للإعلان عن بدء عملية استعادة محافظة الأنبار ومدينة الرمادي من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية – حسب الظاهر – هو الأول من نوعه أو الوحيد، فقد رفعت الرافضة هذا الشعار من قبل في مدينة القصير السورية، بل وفي أكثر من معركة على أرض الشام المباركة، وهو ما يشير إلى أن الحرب التي تشنها هذه المليشيات باسم مكافحة "الإرهاب"....
ما هي في الحقيقة إلا حرب ذات طبيعة وخلفية طائفية بامتياز، وأن ما عداها من الشعارات والعناوين الأخرى مجرد قناع وغطاء للمشروع الطائفي الصفوي في المنطقة.
نعم...... لقد أعلن المتحدث الرسمي باسم ميليشيا "الحشد الشيعي" أحمد الأسدي عن طبيعة الصفة الطائفية لحرب الرافضة ضد أهل السنة في العرق بإطلاقه اسم "لبيك يا حسين" على معركة استعادة محافظة الأنبار، دون أي تردد أو خوف من اتهامه بالعنصرية أو الطائفية من قبل المنظمات أو الحكومات الغربية، فالطائفية صفة وسمة لا يُتهم بها إلا أهل السنة على ما يبدو، رغم أنهم لم يرفعوا يوماً شعاراً طائفياً في معاركهم مع خصومهم المعتدين.
وباستثناء انتقاد خجول وشكلي من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" على هذا الشعار الرافضي الطائفي، واكتفاء تعليق المتحدث باسم البنتاغون العقيد "ستيفن وارن على هذا الشعار بالقول: "أعتقد أن هذا لا يساعد....." لم يصدر أي تعليق أو حتى انتقاد من أي حكومة أو منظمة غربية لهذا الشعار، وهو ما يعني أن ضوءاً أخضر ممنوح للمليشيات الرافضية باستخدام أي شعار أو عنوان للمعركة ضد أهل السنة في العراق أو سورية أو غيرهما.
ولم يتوقف الأمر عند منح الغرب الضوء الأخضر للصفويين باستخدام شعاراتهم الطائفية لرفع معنويات مقاتليهم، ودفعهم لقتل أهل السنة باعتبارهم العدو الأول والأوحد كما هو معلوم في عقيدة الرافضة المسطرة في كتب أهم مراجعهم الدينية، بل تجاوز الغرب ذلك بمنح طهران الضوء الأخضر لتمرير 100 صاروخ سكود إلى المليشيات الرافضية في العراق، لاستخدامها ضد أهل السنة في محافظة الأنبار، ولتدمير مدينة الرمادي فوق رؤوس سكانها.
ولعل التنسيق العالي الذي حدث بين الحرس الثوري والحشد الشعبي مؤخراً عقب سقوط الرمادي، والمعلومات التي تشير إلى أن الأوامر تصدر للحشد من قيادة الحرس الثوري مباشرة، وخاصة في كيفية استعمال هذه الصواريخ، وتنقل قادة في الحشد الشعبي مؤخراً - هادي العامري ونافع عيسى - بشكل ملفت للنظر ما بين طهران وبغداد... ما يؤكد هذا الخبر ويدعمه.
لم يغب الشعار الطائفي عن كل معارك الرافضة ضد أهل السنة منذ الإعلان عن إيران الصفوية عام 1979م، وإذا كان هذا الشعار قد خفي في معاركها السابقة أثناء توغلها في بلاد أهل السنة تقية، فإنه قد أضحى اليوم علانية بعد أن انكشفت حقيقتها، و سقط قناعها الكاذب مع بداية الثورة السورية.
نعم ...لم تكن الشعارات الزائفة من أمثال: "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".... إلا غطاءً لشعارات الرافضة الحقيقية الطائفية التي ظهرت للعلن مؤخراً ضد أهل السنة، ففي الوقت التي بدأت فيه طهران بإزالة لافتات "الموت لأمريكا" من شوارعها، ها هي اليوم ترفع شعار "لبيك يا حسين" الذي يشير إلى أن عدوها الحقيقي هم أهل السنة.
والغريب في شعارات الرافضة الطائفية أنها مخالفة تماماً للحقيقة والواقع التاريخي والموضوعي، فالرافضة هم أول من خذل الحسين بن علي رضي الله عنه، بعد أن كاتبوه واستقدموه من المدينة إلى العراق، ليتخلوا عنه في أصعب الظروف و أحلكها، وهي حقيقة يعترف بها حتى الروافض أنفسهم، بل إن السيد محسن الأمين الرافضي يعترف ويقول: "بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه "أعيان الشيعة 1/34
ولكن الغرابة قد تزول إذا علمنا أن تلك الشعارات ما هي إلا لإثارة عواطف عامة الرافضة لقتال أهل السنة، على اعتبار أنهم من قتل الحسين بن علي رضي الله عنه حسب زعمهم، بينما الحقيقة أن الروافض هم من قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن خذلوه، وهم من خذل الحسين بن علي رضي الله عنه حتى استشهد في كربلاء.
ولعل الغرب والأمريكان والصهيونية العالمية قد وجدوا في الرافضة بغيتهم لإثارة حرب طائفية لا تبقي ولا تذر في المنطقة العربية والإسلامية، مستغلين الموروث الطائفي الكبير ضد أهل السنة الذي ورثه الرافضة جيلاً بعد جيل، فلم يجدوا خيراً منهم مطية لتحقيق أهدافهم ومصالحهم في المنطقة.
لقد حاول أهل السنة مراراً وتكراراً تفادي المعركة الطائفية التي تسعى الرافضة لفرضها في المنطقة منذ سنوات بدعم غربي واضح، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، ولم يبق أمامهم إلا المواجهة أو القبول بالهيمنة الصفوية ومشروعها الخبيث في المنطقة.
المسلم
عابدة فضيل المؤيد العظم
خالد أبو أنس
وصفي عاشور أبوزيد
عباس شريفة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة