..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ويل للعرب من شر إيران الذي اقترب!

مهدي محمود

١٥ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6555

ويل للعرب من شر إيران الذي اقترب!
00000000.jpg

شـــــارك المادة

أن يُسمح لإيران بإقامة دولة إسلامية تلعن وتسب إسرائيل منذ يوم أول من تأسيسها، فهذا شيء مريب وله دلالات كثيرة، فأكثر التنظيمات تطرفًا لم تفعلها، وأن ينتصر حلف إيران على مناوئيه دائمًا، فهذا أيضًا له دلالات كثيرة بدءًا بغزو طالبان التي أعيت أذرع إيران في أفغانستان، ثم الإطاحة بصدام حسين قاهر الفرس الذي كان شوكة في ظهر إيران وقد كبدها ثماني سنوات من الدمار والخراب لتأتي أمريكا منتقمًا لإيران وتسلمها بغداد على طبق من فضة، ثم الرضا بما تفعل إيران في سوريا بدءًا بالجسر الجوي والمليشيات المرتزقة التي استجلبتها إيران إلى سوريا، ثم نفخ الروح في أذرع إيران اليمنية عبر عبدالملك الحوثي، وتمكين الفرق الإيرانية من حماية حدود الكيان الصهيوني، فهذا هو التحالف الأمريكي الفارسي، الذي سقطت كل أقنعته، وبدا واضحًا للعيان، أن أمن الكيان الصهيوني وامتيازات النفط مقابل إطلاق يد إيران في بلاد العرب تحت عباءة الدين والتدين، هذه هي مفاجأة أمريكا راعية الديمقراطيات والحريات في العالم، التي تتباهى بتمثال الحرية وتكره أن تصل الحرية للمظلومين والمقهورين في العالم العربي، تريد احتكار الحرية لشعبها فقط، أما العرب فقد وضعتهم أمام خيارين إما الرضا بالذل والمسكنة والظلم، وإما نيران إيران الصفوية المجوسية.

لا غرو أن الربيع العربي قد أقض مضاجع صناع القرار في النظام العالمي، فأن تتحرر الشعوب العربية وتختار حكامها ودساتيرها وعلاقاتها وشراكاتها فهذا ممنوع لأن الاستعمار وسنوات الانتداب لم تنتهِ بعد، والاستقلال والتحرر العربي لم تأتِ ثماره بعد، إنها حرب الوكالة وفصل من فصول الاستعمار فلقد ارتأت أمريكا أن تدخل اللاعب الجديد بعد فترة إحماء وتأهيل، ذلك اللاعب الفارسي ذا الطموح والجموح الشديدين مشفوعًا بالمباركة الأمريكية والصهيونية، وهو لن يكون أوفر حظًا من سابقيه «لأن إيران دولة تتمدد كي تتبدد شأنها شأن الاتحاد السوفيتي»، هذا اللاعب هو محتل لأرضنا بطبيعة الحال يريد هتكًا لعرضنا وقتلًا لشبابنا وتجويعًا لأطفالنا وهدمًا لمساجدنا وتمزيقًا لمصاحفنا، فهل سنكون أهلًا لإيقافه؟

التحرر يحتاج إلى وقفة جادة وصادقة بعيدًا عن المهاترات والمزايدات، والكل في ميدانه بدءًا بالعلماء نبراس الأمة، وإعداد النخب الواعية، والقوى الثورية الحقيقية التي هدفها الأول والأخير توحيد الصفوف، والتعالي على توافه الأمور.

في الأمس القريب التقى وإلي الإقليم الفارسي السوري بشار الأسد، الجعفري وزير خارجية والي الإقليم الفارسي العراقي، ليبرهنا على ولائهما لملالي إيران، ويؤكدا على صمود الشعبين السوري والعراقي في وجه «الإرهاب» وانتصاراتهم المتلاحقة، تحت قبة إيران العابرة للقارات.

أن يصرح مسؤول صفويّ رفيع المستوى بأن سوريا المحافظة رقم 34 في الدولة الفارسية، وارتفاع أصوات تنادي بجعل بغداد عاصمة الدولة الفارسية، فهذا يقلق الأحرار في كلا البلدين بقدر ما يطمئن الواليين الأسد والعبادي أن ولي نعمتهما علي خامنئي راضٍ عنهما أتم الرضا ولن يتخلى عنهما، أبدًا فهل يتحمس شباب الأمة لطرح  الاستعمار ونبذ والاحتلال الجديد؟ وكما قيل إن «الأوطان لولا شبابها ما تحررت ولولا حكماؤها ما تعمرت»، فكان الله في عون شباب الأمة، الذين ابتلوا بهذا النوع من الطواغيت بدءًا بعلي صالح الذي تحالف مع إيران ليعود للسلطة، إلى باني سورية الحديثة ورجل المقاومة والممانعة الذي تشبث بإيران لتبقيه زعيمًا!

وهذا واضح للعيان أن كل ديكتاتور مبتلى بأمراض نفسية وعقلية متفاقمة ليس أولها الشخصية النرجسية وجنون العظمة وانفصام الشخصية، وليس آخرها الاختلاجات العقلية التي تراودهم، ونوبات الصرع التي تحل ضيفًا على حضراتهم، فلقد وجد في مذكرات أدولف هتلر أن قوات التحالف بدأت تتقدم إلى وسط برلين والفوهرر يُعّد خطاباته الحماسية، يعد فيها شعبه بالنصر وإسقاط العواصم الأوربية تباعًا، وهو لا يريد أن ينظر إلى بُعد كيلومترات ولا يريد أن يفهم أن عدوه قد حسم المعركة، وفي عصرنا الحديث كانت كتائب ثوار ليبيا تقترب شيئًا فشيئًا من العاصمة طرابلس والقذافي يعدهم بالمفاجأة وبالزحوف «ومعي ملايين»، وكذا سفاح سوريا الذي لا يمتلك عصا سحرية للإصلاح ولكن يمتلك قدرة على حماية مصالح أعداء الأمة، فلقد صرحت وكالة CAA الأمريكية على لسان أحد المسؤولين الإيرانيين أن الأسد لا يستطيع أن يحمي مؤخرته فضلًا عن أن يحمي مصالح إيران في سورية، هؤلاء الطواغيت الذين ألبسهم الله لباس الذل والمسكنة فالأموال التي سرقوها من الشعب الأعزل الآن يدفعونها لتكون حسرة عليهم، باعوا كل شيء واشتروا به أسلحة وذممًا وتحالفات علّها تقيهم نقمة المظلوم وغضبة الحليم.

ولن يكون هناك نصر إلا إذا نبذنا التعصب الأعمى والفهم العقيم، وعدنا إلى منابع أصول ديننا الحنيف بعيدًا عن التجديف والتطرف والتأويلات والمبايعات العمياء التي دورها تمزيق أواصل هذا الشعب أكثر فأكثر، أن نعود لأصولنا وقيمنا بدون إفراط أو تفريط، إن دخولنا في تيّه التعصب الأعمى سيبعد النصر عنا لسنوات وربما لعقود طويلة.

 

 

مجلة البيان العدد: 336

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع