..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اعلام وتراجم

عبد الرحمن رأفت الباشا.. أديب أريحا

رياض القيسي

١١ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9786

عبد الرحمن رأفت الباشا.. أديب أريحا
12.jpeg

شـــــارك المادة

ولد الأديب الراحل سنة 1920م ببلدة أريحا السورية -بالقرب من حلب الشهباء-، ودرس في "إدلب"،  وحصل على المرتبة الأولى في الابتدائية،  ثم حصل على الثانوية العامة من كلية الشريعة الخسروية في حلب سنة 1941م وابتعث إلى الأزهر، حيث واصل دراسته في كلية أصول الدين وذالك في عام 1943م، وفي نفس الوقت التحق بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وحصل على الشهادة العالية لأصول الدين في عام 1945م كما حصل على إجازة للتدريس عام 1947م. وفي عام 1948م حصل على الليسانس في اللغة العربية من جامعة فؤاد الأول ونال جائزة الجامعة لحصوله على المرتبة الأولى، ثم عاد إلى سورية وعمل مدرساً في عام 1949م، ثم مفتشاً للغة العربية في حلب، ثم مفتشاً أول عام 1955م بدمشق، ثم مديراً للمكتبة الظاهرية في عام 1962م، وفي الوقت نفسه عمل محاضراً في جامعة دمشق حتى عام 1964م حيث أعيد للعمل مدرساً في المعاهد العلمية بالسعودية.


وكان قد حصل على درجة الماجستير في عام 1965م من كلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتوراه في عام 1967م، وعمل أستاذاً بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ورئيساً لقسم البلاغة والنقد.
وقد أشرف على العديد من الرسائل العلمية وشارك في عدة مؤتمرات ولجان علمية. وشارك في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي، وانتخب نائباً للرئيس، ورئيساً لمكتب البلاد العربية للرابطة، وعضواً بمجلس الأمناء.
ومات - رحمه الله - عام 1986م عن عمر يناهز 66 عاماً.
أدب الدعوة الإسلامية:
ومع أنه لم يكن هو أول من دعا إلى إيجاد أدب إسلامي يلتزم الإسلام ومنهجاً سلوكاً، فقد سبقه إلى ذلك كثير من المفكرين، وهو يعترف بذلك ويقر بالفضل لأهله.. لكنه استطاع أن يجعل أماني أولئك العلماء حقيقة واقعة، فقد سعى لإيجاد عمل موسوعي يخدم الأدب الإسلامي ويكون له بمثابة الخلفية التاريخية، والقاعدة الصلبة التي ينهض عليها بناؤه؛ ليساعد الدارسين في معرفة هذا الأدب ودراسة خصائصه ورصد موضوعاته.. ومن هنا ظهرت فكرة موسوعة أدب الدعوة الإسلامية التي قامت بإصدارها كلية اللغة العربية بالرياض، وأشرف عليها بنفسه حيث كانت نتاج مادة البحث لطلبة السنة النهائية بكلية اللغة العربية، وصدر منها ستة أسفار هي:
ـ شعر الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، إعداد عبد الله حامد الحامد. 1391هـ - 1971م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر الأموي، إعداد عبد العزيز محمد الزير، ومحمد بن عبد الله الأطرم. 1392هـ - 1972م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الأول، إعداد عبد الله عبد الرحمن الجعيثن. 1396هـ - 1976م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثاني، إعداد عائض الردادي. 1392هـ - 1972م.
ـ شعر الدعوة الإسلامية في العصر العباسي الثالث، إعداد محمد بن علي الصامل، وعبد الله بن صالح العريني. 1401هـ - 1981م.
هذا في مجال الشعر، أما في مجال النثر، فقد صدرت القصص الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين في مجلدين اثنين كبيرين؛ أربى عدد صفحاتهما على الألف، إعداد أحمد بن حافظ الحكمي 1396هـ - 1976م.
وقد كان لصدور هذه الأسفار من الموسوعة أثر ملموس في تغيير بعض المسلمات الأدبية الخاطئة عن الشعر الإسلامي، ولا سيما في عصر النبوة والخلفاء الراشدين.. فلقد كتبت الدكتورة "عائشة عبد الرحمن" -بنت الشاطئ- مقالاً نشر بالأهرام في عدد يوم الجمعة الموافق 11 /7 /1975م بعنوان: الإسلام والشعر والمستوى الفني لشعر الصحابة، وذلك بمناسبة الرسالة التي أعدها تحت إشرافها الأستاذ "محمد الراوندي" المحاضر بدار الحديث الحسنية بالرباط، بعنوان: الصحابة الشعراء، حيث نقلت فيها فقرات من مقدمة الجزء الأول من موسوعة أدب الدعوة الإسلامية في عصر النبوة والخلفاء الراشدين، وقررت أن الجهود الجدية قلبت المُسَـَّلمَات الأدبية السابقة قلباً؛ إذ كان الدّارسون، وهي منهم، يقيمون أحكامهم على حصر شعراء الدعوة بما لا يزيد على أصابع اليدين عدداً.
كما عمل الدكتور الباشا على توسيع نطاق التعريف بهذا الأدب اليتيم ـ كما كان يُطْلِق عليه في بعض المناسبات ـ وذلك من خلال برنامج إذاعي سجلت حلقته الأولى إذاعة الرياض في 30/4/1395هـ، وقد أربى عدد حلقاته على [240] تحت اسم: مع أدب الدعوة الإسلامية.
وقد قام وحده برسم منهج إسلامي في الأدب والنّقد، وعمل على إرساء قواعده، وتبنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه الفكرة الرّائدة، وأوسعت لها في المحاضرات الجامعية.. حتى قيض لمادة منهج الأدب الإسلامي أن تقف على أرض صلبة قوية، وأنشئ على أثرها أول قسم خاص بها في العالم الإسلامي.. وقد عبر عن ذلك سماحة الشيخ "أبو الحسن الندوي" في التقديم الذي كتبه لكتاب "نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد" حيث قال: "كان الدكتور عبد الرّحمن ممّن يتصف بالعمل والتطبيق، فلم يستجب لهذه الفكرة استجابة فكرية فحسب، بل سبق إلى تنفيذها وتجسيدها خلال تدريسه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإشرافه على البحوث الأدبية، ثم تطورت آماله إلى تأسيس رابطة تُعْنى بهذا الموضوع، وعقد ندوات حول الموضوع، والتف حوله أساتذة وكتاب كان بينهم انسجام فكري، وتحولت هذه الفكرة إلى منظمة عالمية".
رابطة الأدب الإسلامي العالمية:
لقد مر إنشاء هذه المنظمة التي دعيت بـ (رابطة الأدب الإسلامي العالمية) بمراحل عديدة؛ كان أهمها ذلك الاجتماع الذي انعقد في منزل الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا في مدينة الرياض عام 1400هـ - 1980م، والذي تم فيه تكوين هيئة تأسيسية لهذه الرابطة برئاسة سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي.. ثم كانت الندوة العالمية للأدب الإسلامي برئاسة سماحة الشيخ أبي الحسن الندوي في "لكنو" في شهر جمادى الآخرة عام 1404هـ - 1981م، حيث دعي إلى هذه الندوة عدد كبير من رجالات العالم الإسلامي المهتمين بالأدب، واختير الدكتور الباشا نائبًا لرئيس الرابطة، ورئيساً لمكتب البلاد العربية.
كما شارك الدكتور الباشا في العديد من اللّجان والنّدوات، وناقش وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدّكتوراه.
من مؤلفاته:

صور من حياة الصحابة:
وفيه يعرض صورًا من حياة مجموعة من نجوم الهداية التي نشأت في أحضان المدرسة المحمدية؛ بأسلوب جمع بين البلاغة الأدبية، والحقيقة التاريخية… فيجد طالب الأسلوب الإنشائي في هذا الكتاب بغيته، وناشد الفن القصصي طُلْبَتَهُ، والساعي إلى التأسِّي بالكرام ما يرضيه ويغنيه، والباحث عن الحقيقة التاريخية ما يفي بغرضه.
صور من حياة الصحابيات:
هذا الكتاب يجوب بنا في رحاب حياة المرأة المسلمة التي عاشت في كنف الرَّسول الكريم، من خلال صور متعددة تعبر عن المنهج الإسلام القويم الذي وضع الأسس لحقوق المرأة وواجباتها… فَتَحْتَ ظِلِّهِ بايعت على ما بايع عليه الرجال، ورسمت أسمى معاني البذل والعطاء في سبيل ذلك. ولم تقتصر خصائل المرأة المسلمة على أنها مؤمنة راسخة الإيمان، وزوجًا وأمًّا من الطراز الأول، ربت فأحكمت وأصيبت فاحتسبت… بل كانت فوق ذلك كله مجاهدة في سبيل الله فخاضت المعارك وضمدت الجراح، وحملت الزاد وأصلحت السهام، وسكبت الماء في حلوق العطاس وهم يجودون بنفوسهم في سبيل الله… إنها حياة المرأة المسلمة بكل ما فيها من سمو وفخار.
صور من حياة التَّابعين:
يعرض الكتاب صورًا واقعية مشرقة من حياة مجموعة من أعلام التَّابعين الذين عاشوا قريبًا من عصر النبوة، وتتلمذوا على أيدي رجال المدرسة المحمدية الأولى… فإذا هم صورة لصحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، في رسوخ الإيمان، والتعالي عن عَرَض الدنيا، والتفاني في مرضاة الله… وكانوا حلقة مُحكمة مُؤثرة بين جيل الصحابة -رضوان الله عليهم- وجيل أئمة المذاهب ومَنْ جاء بعدهم. وقد قسمهم علماء الحديث إلى طبقات، أولهم مَنْ لَحِقَ العشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم مَنْ لَقِيَ صغار الصَّحَابة أو مَنْ تأخرت وفاتهم.
نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد:
هذا الكتاب سلاح لمقاومة ما نتعرض له من غزو فكري ووجداني وحضاري… ودرع واقٍ يقف في وجه التيار الجارف للمذاهب الأدبية المنبثقة عن نظرة أصحابها إلى الإنسان وما حوله… لقد عرض المؤلف - رحمه الله - أهم المذاهب الأدبية وموقف الإسلام منها، وموقف الإسلام من الأدب بعامة ومن الشعر بخاصة، والخصائص العامة لهذا المذهب الأدبي الذي نسعى له. بتحليله العلمي الدقيق، ومعلوماته الموسوعية الشاملة النابعة من الكتاب والسنة، وبأسلوبه الأدبي المميز. وقد خلص المؤلف - رحمه الله - إلى رسم منهج لمذهب إسلامي في الأدب والنقد يُيَسِّر لنا وضع المعايير والمقاييس؛ لمعرفة الغث من الطيب.
أرض البطولات:
رواية تاريخية تعرض قصة من قصص كفاح أمتنا كتبها شعبنا المؤمن بشفرات السيوف، وحَبَّرها بزكي الدماء ضد المستعمر الفرنسي… ليس فيها من خيال القاص إلا ما يربط بين الوقائع، ولا من خلق الكاتب إلا ما تستدعيه طبيعة العمل القصصي لتصوير الأحداث… فزمنها هو ربع القرن الذي أعقب الحرب العالمية الأولى، ومكانها هو تلك الربوع الشامية، وأشخاصها مواطنون معروفون. وقد كُتِبَتْ هذه القصة بلغةٍ فصحى ليكون في ذلك بلاغ لأولئك الذين يشيعون بين الناس إلى هذا الفن من القول لا يسلس إلا للعامية، ولا يُؤَدَّى إلا بها.
العدوان على العربية عدوان على الإسلام:
نبه إلى أنّ لُغتنا العربية ليست ملكًا لشعبٍ بِعَينه… وإنما هي تراث العرب والمسلمين جميعًا على اختلاف ديارهم وأقطارهم. وبَـيَّنَ تَفَرُّد هذه اللُّغة وتَـمَـيُّزها عن غيرها من لُغات الأرض، وقدرتها على الوفاء بمطالب الحياة، والنهوض بأعباء الحضارة. كما ألقى الأضواء على الحرب التي شنها الأعداء على لُغة القران؛ تارةً في السِّرِّ وأخرى في العَلَنِ… وناقش الـحُجَج التي أطلقها الخصوم تحت ستار التجديد والإصلاح… وكشف المقاصد التي تَكْمن وراء هذه الحرب. كما وضـّح المؤلف - رحمه الله - حق أبنائنا علينا في توضيح السبل إلى حماية لُغتهم، وصيانة فُصحاها من إلى تمتدَّ إليها يَدٌ بالتحريف والتبديل… وان نجاهد من أجلهم كما جاهد آباؤنا من أجلنا. لان العدوان على هذه اللُّغة إنما هو عدوان على الإسلام.
وفاته:
توفي - رحمه الله - في يوم الجمعة 18 /7 /1986م الموافق 11 من ذي القعدة 1406هـ، وسُجِّيَ جثمانه بمقبرة الفاتح هناك؛ حيث يرقد كثير من الصّحابة والتّابعين الذين أحبهم في حياته وجاورهم في مدفنه.

المصدر: منتديات الدرر الشامية

تعليقات الزوار

..

د.محمد عبد القادر الشواف - سوريا

٢٨ ٢٠١٢ م

هو أستاذي الكريم الفاضل
ندرة الرجال العظماء ذو علم وأدب وفضل
وروحانيات عجيبة .. كان كالشمعة يذوب ليضيء الدرب
لطلابه..كنا نستفيد من كل لحظة في المحاضرة
حتى صمته يمنحنا آفاقاً من التأمل
أكتب ودموعي تغطي الحروف عني
كان لايسمح بالدخول بعد بدء المحاضرة إلا لعذر قاهر
يقتنع به.. وتأخرت مرة عن محاضرة منهج الأدب
وكانت الأولى صباحاً.. غامرت وقرعت الباب ونظرت إليه
دون كلام .. قال لي : مالذي أخرك ؟ 
فقلت: أوصلت طفلتي إلى مدرستها وحبسني الزحام !
ماكنت أريد أن أعترف أني طالب متزوج :)
تأملني رحمه الله بأبوة حانية ثم قال لي: ادخل
كتب صوراً من حياة الصحابة والتابعين
وهو من أعظم صور العظماء المعاصرين
اللهم اجزه عني أحسن الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى
أشكركم

..

حسان الجاجه - سورية

١ ٢٠١٢ م

هنيئاً لك أخي د. محمد الشواف بهذا الأديب المربي .. وهنيئاً لأجيالنا بصور من حياة الصحابة والتابعين .. 
كشفناك متزوج مبكراً :)

 

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع