..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإبراهيمي وسيطاً... يا للمسخرة!

راجح الخوري

٣١ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2696

الإبراهيمي وسيطاً... يا للمسخرة!
خوري000.jpg

شـــــارك المادة

أقيل قدري جميل من منصبه نائبا لرئيس مجلس الوزراء السوري لأنه همس لروبرت فورد أنه مستعد للقبول بمرحلة انتقالية لا يكون لبشار الأسد دور فيها.
حدث هذا مع عودة الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق بالعاً هذه المرة لسانه ولاحساً كل تصريحاته السابقة ومستعيراً منطق وليد المعلم وحماسة فيصل المقداد في الهتاف: "الاسد رئيسنا الى الابد"!

 

سواء نفى الإبراهيمي ما قاله لمجلة "جون افريك" أم لا، فإن تصريحات وليد المعلم التي استقبلته في دمشق تمثل إسقاطاً واضحاً، ليس لمهمته التي باتت أشبه بالمسخرة، بل لمؤتمر جنيف الذي يريده النظام السوري مناسبة للعودة بسوريا إلى ما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام، أي أن على السوريين أن يدفنوا قتلاهم وينسوا بيوتهم المدمرة لينتظموا في صفوف تهتف: بالروح بالدم نفديك يا بشار!
لا معنى لفظاظة ما قاله الإبراهيمي لتعويم الأسد الغارق في دماء السوريين وتنصيبه "شريكاً بعدما كان منبوذاً" لمجرد أنه قبل أن يسلم ترسانته الكيميائية، ولكأن قتل أكثر من مائة ألف سوري وتدمير سوريا على رؤوس أهلها لا يجعله منبوذاً.
أما إذا كان الإبراهيمي يظن أن الاتفاق الروسي-الأميركي حول الكيميائي انتهى بتعويم الأسد، فإنه واهم لأن الأسد عائم فوق دماء السوريين الذين يقتلون بمساعدة ميدانية من إيران و"حزب الله" و"كتائب أبي الفضل العباس" العراقية.
لقد سمع الإبراهيمي من الأسد ما قاله المعلم من أن سوريا تشارك في مؤتمر جنيف ولكن "انطلاقاً من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته بعيداً عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي، وأن الحوار سيكون بين السوريين وبقيادة سورية"، بما يعني أن الأسد هو الذي سيدير الحوار، طبعاً في وجود حلفائه وداعميه عسكرياً الذين سيتولون التصفيق له، أي الروس والإيرانيين.
هكذا يريد النظام أن يعقد جنيف وهو ما يدفعني إلى طرح السؤال: إذاً ما الحاجة إلى جنيف ولماذا لا يعقد المؤتمر المهزلة في قصر المهاجرين؟
لست أدري لماذا يصل العمى والافتئات بالأخضر حد الزعم أن السعودية والإمارات ودول الخليج تعارض عقد المؤتمر، خصوصاً إذا كانت المعطيات سلبية ومشوهة إلى حد أن الذين يقاتلون مع الأسد في المتاريس وخصوصاً الإيرانيين، سيجلسون إلى جانبه في المؤتمر، بما يمثّل ترجمة فضائحية للقول المعروف: أنت الخصم والحكم!
وإذا كانت المعارضة السورية من الإرهابيين كما يزعم النظام، وإذا كان الإبراهيمي يقول أن السوريين هم الذين سيحددون المرحلة الانتقالية وما بعدها ولست أنا، أفلا يكون وسيطاً سخيفاً وربما متآمراً يحاول حذف نص"جنيف-1" عن الانتقال السياسي من "جنيف-2"؟!

النهار

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع