..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تفجيرات دمشق وإرهاب النظام

بدر الدين حسن قربي

٣١ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7761

تفجيرات دمشق وإرهاب النظام
111.jpg

شـــــارك المادة

تفجير سيارتين مفخختين من قبل القاعدة حسب الرواية الرسمية، صباح الجمعة: 23/ كانون الأول- ديسمبر- بالقرب من مركزين أمنيين في قلب العاصمة دمشق، وذلك في اليوم الأول لوصول طليعة بعثة المراقبين العرب لتطبيق مبادرة الجامعة العربية، أمر يبعث على الألم من جهة، والسخرية من جهة أخرى أياً كان المنفذون والمتهمون، لأنه يظهرهم بمثابة دراويش يريدون بيع الماء في حارة السقايين، فالإرهاب اغتيالاً وتفخيخاً أصله أَسَدي، ومثل هذه الأعمال هي من تخصص نظامه على امتداد أكثر من أربعين عاماً بما يمتلك من أجهزةٍ أمنية متغوّلة متوحشة، وشبكات من رجال مالٍ وأعمال أشبه ما تكون بمافيات، وشركات ومكاتب تغطي الأعمال والمهمات والعمليات، تتعدد جنسياتهم بتعدد الحلفاء والمحازيب، بعضهم يعرف الدور القميء المطلوب منه، وبعضهم من المخدوعين بشعارات زائفة من المقاومة والممانعة.
ولئن اتّهم النظام تنظيم القاعدة، فإن الملاحظ أنها المرة الأولى التي لم يُعلِّق مثل هذا العمل على المشجب الإسرائيلي، بل حتى حزب الله تجنّب ذلك واتّهم أمريكا، والشيخ البوطي لحق به مخالفاً أيضاً فاعتبرها هدية غليون المعارضة للسوريين.
ولئن كان العمل الإرهابي مداناً مهما كان حجمه وشكله ومكانه وفاعله، فإننا بدورنا ندين تفجير السيارتين كما ندين الأعمال الإجرامية للنظام، التي كانت قبلها بيومين في جبل الزاوية والتي نتج عنها مئات الضحايا، وغيرها من آلاف الجرائم التي تشكل كربلائيات السوريين على امتداد الأشهر الماضية لثورتهم الموت ولا المذلّة. وندين أيضاً مرسوماً إرهابياً رسمياً تشريعياً برقم 14 لعام 1969م لدى النظام يقضي بعدم جواز ملاحقة أي من العاملين في إدارات المخابرات وأجهزة الأمن عن الجرائم التي يرتكبونها أثناء تنفيذ المهمات الموكلة إليهم، لأنه يحصّن أجهزة قمعه واستبداده ويمنع مساءلتهم مهما قتلوا ومهما ارتكبوا من جرائم، وهو شكل من أشكال التوحش والوحشية التي أقام بها النظام قلاعاً للرعب وجدراناً للخوف، أصلها ثابت في قلب كل مواطن معتّر غلبان يتجاوزه أيضاً إلى شقيق لبناني وآخر عراقي ليس له من حياته مع النظام الأسدي إلا القمع والذلّ، وفروعها في جهات الوطن الأربعة تمنعه من الاقتراب إلى محرمّات النظام السياسية باعتبار لا صوت يعلو على صوت المعركة.
جديد الوضع مع مستجدات الربيع العربي وخروج المارد السوري من قمقم القمع والإرهاب والبطش، هو تحطّم هذه الجدر التي تعب عليها النظام وشقي فيها عقوداً ظناً أنها مانعته من الناس، باستمرار التظاهرات والاحتجاجات السلمية بمئات الألوف يومياً لمتظاهرين، الواحد فيهم بمثابة استشهادي لما يواجهه من توحش القمع والقتل بتهمٍ تتغير من مندسين إلى سلفيين وعرعوريين، أو إرهابيين طائفيين ومسلحين، رغم أن حقيقتهم طلاب حرية وكرامة، حطّموا أصنام الوهم وتماثيل القمع، وكسّروا جداريات القهر وهتافاتهم اليومية للحرية ورحيل النظام.
إن بلداً محكوماً بآليات شمولية، وتدار أموره بنظام العصابة والمافيا، وطرق التشبيح على كافة الأصعدة، ويرتكب كل الموبقات في شعبه الثائر، فبالله عليكم ماذا يعني أن يذهب العشرات فيه ضحايا تفجير نسبه النظام إلى القاعدة في حين يعتقد الناس أنه من فعل النظام الإرهابي نفسه؟ دعونا نصدّق النظام الكاذب ولو مرة أن من قتل هؤلاء هو تنظيم إرهابي، ليكون سؤالنا عن الإرهابي قاتل الآلاف على مدار الشهور الماضية، والذي يحرك عشرات الآلاف من قوات أمنه وقمعه ومئات الدبابات في طول الوطن وعرضه توحشاً في القمع وقتلاً لجماهير الثائرين…!!؟

المصدر: ورد وشوك 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع