عبد الغني حمدو
تصدير المادة
المشاهدات : 6989
شـــــارك المادة
"شو بدك أترقع لترقع يا قدسية، موخلصت من ترقيع الطبل، حتى أجاك أترقع الطبال". صوت وصورة وكلام واضح، وليس فيه خطأ في الترجمة من الانكليزية للعربية، لو كان حديثك يا بشار بالعربي، كنت قد ألف وأدور وأقول: هو تحريف بالترجمة، أو قصور عند المترجم والجملة تحمل أوجه كثيرة، أو كما يقولون: "حمالات أوجه".
هي مقدمة بسيطة، وعودة للحدث: الشيء المثير للشفقة، بالنسبة لمحمد عبيد على سبيل المثال، الشبيح اللبناني، والصحفي الكذاب المدعي، لو اطلعت على داخله، لوجدته يحترق غيظاً من مقابلة طبالة بشار، هو يعتبره مثله الأعلى، وقد يكون عنده رب يعبد، وينحدر لهذا المستوى من الغباء، فهل هناك رجل يحكم دولة، قتل بأوامره الآلاف من شعبه، أن يقول: كل من يقتل شعبه، أو يقتل المتظاهرين فهو مجنون، فقد اعترف بنفسه أنه مجنون بالفعل، ويعرف المقربين منه أنه بقي سنتين في بريطانيا يتعالج في مستشفياتها من مرضه النفسي، وقد تظهر لنا الأيام القادمة، أن شهادته بالطب، ما هي إلا شهادة من نفس المستشفى، على أنه لا يمكن علاجه، والأولى أن يبق تحت رعاية زويه، ولكي لا تكون هنالك فضيحة، فاخترعوا له شهادة طبيب العيون، بينما هو يحمل شهادة مجنون، لم ندعي عليه، بل هو من قال ذلك. والكل يعلم هو الحاكم المطلق الصلاحية في سورية، رئاسة الجمهورية وجميع السلطات بيده، والجيش، والقضاء، والحزب، وهؤلاء هم من ينفذون القتل، والمعلوم أن العناصر أو المرؤوسين لا قدرة لهم على تنفيذ أي قتل بدون أوامر الرئيس، نجد هنا حالتين: الأولى: قد يأتي وقت عندما يقف أمام المحكمة بعد انتصار الثورة، ويتقدم محاموه للدفاع عنه، ويقولون: هذا ليس مسئولاً عن تصرفاته، وهذه شهادات بجنونه، وبالتالي يكون حسب القانون بعيداً عن المحاسبة، ونطلب إطلاق سراحه. الثاني: هناك يدور في الأفق صفقة ما، تدار وراء الكواليس، من قوى دولية وفعاليات من المعارضة بالتوجه للحل السلمي، وإيقاع المسئولية الكاملة على وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، وقيادات حزب البعث الدنيا، وتبرئة بشار والمقربين منه، ليكون هنالك تلاقي بين المعارضة وهؤلاء، وتقسيم السلطة، كالذي يحصل في اليمن حالياً. وهنا سيتخلص بشار وعائلته من أقرب الداعمين له، كما فعلها أبوه من قبل، في التخلص من أقرب المقربين عنده، وكما عبر عنها المجرم عمه منذ أيام، في تحميل كامل المسئولية لمصطفى طلاس، وعبد الحليم خدام لمذابح الثمانينات من القرن الماضي. فلو نظرنا لكلام بشار من ناحية بعيدة عن مواطن السخرية والتهكم، نجد في كلامه رسالة رمزية، في قبوله الحل الروسي الأمريكي والعربي، وأنه مستعد لتحميل المسئولية عن الجرائم التي ارتكبت للقيادات الأمنية المتمثلة بوزارة الداخلية، والقيادات العسكرية الممثلة بوزارة الدفاع، وكتائب حماية النظام والشبيحة، الممثلة بقيادات من حزب البعث. من ناحية أخرى، لقد اعتقد بشار أنه أمام مجلس الشعب في هذه المقابلة، ولم يدر أنه أمام هذه الصحفية العملاقة (باربرا والترز)، عندما كان يحاول الجواب مع ضحكته المغموسة بالدم، على شعوره بالذنب على الذي جرى ويجري من سفك الدماء، فيبدو عليها الجدية والتأثر ومعرفة الحقيقة، وهو يحاول مزج ذلك بضحكات اعتاد عليها في مجلس الشعب، ولكنها كانت صارمة، ولم تستجب له ولو بابتسامة ذات طابع مجاملة، وكيف تبتسم أمام من يقول: "لا أشعر بأي ذنب تجاه آلاف الناس قتلوا بأوامري من شعبي"، ومن ثم يدعي لا علاقة له بمقتلهم، لذلك لا يشعر بالذنب. والحقيقة أيها المجرم، إنك لا تشعر بالذنب، لأنها أوامرك الشخصية فقط، ولذلك وجدت الصحفية نفسها أمام أكبر مجرم عرفته البشرية. لقد سقطت يا بشار، وأسقطت قبلك المجرمين الذين من حولك، فحاولت تبرئة نفسك، واتهامهم، فهل يع هؤلاء القتلة أن سيدهم القاتل قد تخلى عنهم؟
المصدر: موقع سوريا المستقبل
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة