..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عِبْرة رحيل الطاغية

مجاهد مأمون ديرانية

١١ يونيو ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3109

عِبْرة رحيل الطاغية
مامون 0.jpg

شـــــارك المادة

قبل ثلاثة عشر عاماً وفي مثل هذا اليوم (10/6/2013) تخلصت الدنيا من أحد أكابر مجرميها، حافظ السفاح، الذي كانت ملائكة العذاب بشوق لاستلال روحه الخبيثة من جسده الخبيث، فما أسرعَ ما قبَضَته وطارت به إلى عذاب البرزخ، وبئس المصير.

 


في ذلك اليوم فرح أهل الأرض وتأذّى أهل السماء، فكأني أسمعهم يقولون (كما وصفهم الحديث الصحيح): "روح خبيثة جاءت من قِبَل الأرض"، وكأني أراهم يغطّون آنافهم من شدة نَتَنها، كما فَعَل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يصوّر فِعْلَ أهل السماء.
إن في هذه الحادثة لعبرة لكل الطغاة، ولكن الطغاة لا يعتبرون لأنهم لا يملكون أجهزة الاستشعار البشرية، ولأنهم نَسُوا الله فنسيهم وأنساهم أنفسهم، فهم كالأنعام أو أضل من الأنعام، لا يفقهون ولا يدركون ولا يعتبرون، ولو اعتبروا لرأوا أن المُلْك لم يبقَ لمن قبلهم ليبقى لهم، وأنهم مهما طَغَوا وبَغَوا فسوف تبلعهم الأرض ويأكلهم الدود.
لنترك الطغاة ولنبحث عن العبرة التي يمكن أن يعتبرها المؤمنون.
لو فكرنا في قوانين الاحتمالات فإن الوضع الافتراضي الراجح كان أن تبدأ الثورة في سوريا والحاكم فيها هو الطاغية الأكبر حافظ السفاح، فإن ملائكة العذاب قبضت روحَه وهو في التاسعة والستين، ولو أنه بقي حتى بداية الثورة لكان في الثمانين.
مبارك (لا بارك الله في مبارك) كان في الثالثة والثمانين عندما ثار عليه أحرار مصر، وفي الدنيا رؤساء وقادة كثيرون بلغوا الثمانين وتجاوزوها حتى قاربوا التسعين، وقد كان بلوغ الطاغية السفاح تلك السن محتمَلاً تماماً، بل مرجَّحاً، وما كان ليترك الحكم لو بقي حياً ولو بلغ المئة!
لكن الله أراد لهذه الثورة أن تبدأ وأن تبقى، فأرسل إليه جندياً من جنوده اسمه سرطان الدم، فأكله وهو في أوج سلطانه، وقبله أرسل جندياً من جنوده أخذ ابنه الأثير الذي أعده لولاية العهد.
فتخلص السوريون من سفاحين داهيتين، وانفتح الطريق لهذا الأخرق، بشار السفاح، الذي لم يترك حماقة إلا ارتكبها، فلم تَمضِ ساعة -من يوم بدأت الثورة- إلا ومُلْكه وسلطانه في نقص، ومُلكها وسلطانها في ازدياد بفضل الله رب العالمين.
لقد كانت هذه الثورة قدراً قدره الله، وإذا أراد الله أن يمضي أمراً هيأ له الأسباب.
لقد بدأت هذه الثورة المباركة بقدَر وستنتهي على قدَر، بدأت على عين الله ومضت برعاية الله، وستنتهي بنصر الله إن شاء الله.
فاصبروا وأحسنوا التوكل، إن العاقبة للصابرين المتقين بإذن الله رب العالمين.
 

 

الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع