مهدي الحموي
تصدير المادة
المشاهدات : 7687
شـــــارك المادة
لقد ثبت ما قيل عن أحد الفلاسفة بأن الشعوب تلد ذاتها, فها هي الشعوب تتوق لتحكيم الشريعة التي أبعدوا عنها رغم إبعاد وتصفية حملة هذا الفكر زمناً طويلاً ابتداء من الشهيد المفكر سيد قطب إلى الشهيد القائد مروان حديد ثم إلى الآلاف منهم اليوم.
لا تلومونني أيها الإسلاميون في صراحتي فقد سجنت معكم وكان عمري 15 عاماً وسجنت مدة سنتين في الثمانينات, وأنا مطارد من النظام منذ 32 عاما وأنا اليوم في شدة كبيرة .. بسبب النظام. كما أرجو من العلمانيين أن يعذرونني فقد عرفتهم من خلال أسرتي التي ظلت مشاركة بدور هام في السلطة على مدى ستين عاما من خلال الحكومات العلمانيه.. وأنا معهم اليوم سوياً في المعركة ضد النظام. لقد منع الإسلاميون في الدول العربية العلمانية في ليبيا ومصر والعراق وسورية..) من الانتماء التطوعي كضباط في الجيش لذا لم يكن لهم ليمنعوا تمادي العسكريين بفسادهم ودكتاتورييهم , فمارسوا النضال في فضاء الحياة المدنية, ولكن بعد أن سقطت هذه الحكومات الفاسدة قام الكثيرون بالتنادي لتحكيم الشريعة بالطريق الديموقراطي الذي عبدّه الربيع العربي. وأنا أقر بأن لهم ذلك, ولكن ما هو ومتى وكيف؟؟ وكذلك أؤمن كغيري الكثيرين أن الإلحاد والعلمانية من خلال حزب البعث كانا هما المطّية للديكتاتورية والفساد والتسلط الطائفي, وأنه لو لم يكن هناك حزب علماني يستغله الطائفيون السلطويون الأقلويون لما كان حتى الآن في سوريا 100 ألف شهيد ونصف مليون سجين وملايين المشردين, وقيل لو كنا متمسكين بمبادئ الإسلام لما تسلقت علينا هذه العصابة (هكذا قال لي النقيب السجين البعثي عبد الكريم طعيسان في سجن المزّة) لماذا حكماً إسلامياً؟ ببساطة نجيب: 1ـ إن الله أدرى بعباده الذين خلقهم ووضع لهم مسارات كما وضع للأفلاك مساراتها المحددة فلم يتركها عشوائية كذلك البشر سن لهم الشرائع يهتدون بها, وإن الأخذ بها هو طريقنا للسعادة لكن علينا أن نتأكد من النص, ومن فهم النص؛ حتى نقول أنه حكم الله ونترك الباقي للفتوى الجماعية التي تقدر الزمن الذي نعيشه وكذا المكان والأفراد. 2 ـ لأن الدين في الشرق هو المحرك الأول في؛ لذا يمكن إقناع الشخص بالتضحية بالمال أو النفس أو تقوية الروابط الاجتماعية أو التعلّم أو العناية الصحية من خلال التوجيه الديني الواعي. لماذا الإسلاميون؟ ليس للإسلاميين أن يكونوا هم الحكام الذين يديرون الحكم باسم تطبيق الشريعة, فالشريعة دستور تلتزم به الدولة بعد التصويت لصالحه؛ لكن الإسلاميين كذلك ليسوا جمعية خيرية فقط بعيدة عن ميدان السياسة, فهم يريدون الوصول للحكم لأنهم دعاة لمنهج الذي يدعون إليه بالقول والفعل ويريدون قيادة المجتمع لصالح المجتمع (كما في تركيا مثلاً), لكنهم يؤمنون بسلطة القضاء وبالرقابة وحرية الصحافة لكشف الأخطاء والاختلاسات بالإضافة للوازع الداخلي الرباني. لقد قدم الإسلاميون في الوطن العربي سنيناً ضوئية من السجون (في مجموع السنين لكل منهم) وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء في الشوارع يقاتلون, وعلى المشانق يعدمون, وتحملوا أعباء النضال في تونس وليبيا ومصر الناصرية والسادات ومبارك, وسورية البعثية العبثية الطائفية السلطوية, وكانوا في مقدمة الصراع ضد الظلم دائما, ودفعوا الثمن باهظاً, وطوردوا وعذّبوا وقتلوا وكان في مقدمتهم في سورية الثائر الأول الأبي الشهيد القائد (الشيخ مروان حديد) ويشاركون اليوم في دعم الثورة بصمت في الخارج والداخل لا يطلبون جزاء ولا شكورا بل هو واجب وطني وديني, وهم من أفضل الناس أمانة, وأشجعهم نضالاً, وأكثرهم براً للوالدين, وحباً للقريب والفقير والضعيف. وكان هذا دليل إخلاصهم لدينهم ووطنهم (وليس من شرط الجيدين أن يكونوا منهم حصراً) , وليس هذا تأهيلاً لهم ليُكافـَؤوا بأن تسلم لهم السلطة ليتمتعوا بها, إن الإسلاميين (المخلصين لله منهم) ينتظرون تعويض تضحياتهم من الله في الآخرة وهذا ما يميزهم عن غيرهم, ولكن علينا أن لا ننسى أن في كل منا نفس أمّارة بالسوء مهما كنا مثاليين. بعد كل هذا أسأل البعض من العلمانيين والأقليات لماذا يكرهون الشريعة الإسلامية ؟مع أن الله يحب للناس الخير. ولماذا يحسدون الإسلاميين على شعبيتهم ؟ وأسوق لهم ما يلي: كان الشاعر الفيلسوف ناندي يلقي بشعره الرمزي على عامة الجماهير في بلده السلفادور ويصفقون له مباشرة بعد كل عبارة, فسأله صديقه: هل يفهمون ما تقول؟ فقال لا (إنهم يعلمون أني أحبهم وأعمل من أجلهم ولذلك يصفقون لي ولكل ما أقول), فاكسبوا قلوب الجماهير بخدمتهم الطويلة المخلصة والاستقامة الحسنة كي يحبوا منهجكم, فيصوتوا لحكم الشريعة. أخيراً إن الكتائب المقاتلة التي تتخذ اللحى والصلاة ليست كلها بالتأكيد مع الحكم الإسلامي بالمفهوم الذي يفهمه المتشددون.
أبو أمجد
لبيب النحاس
أبو طلحة الحولي
عبد الكريم بكار
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة