..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سوريا تغرق.. والعالم يتفرج

الوطن القطرية

١٨ مارس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2770

سوريا تغرق.. والعالم يتفرج
تغرق1.jpg

شـــــارك المادة

بعد سنتين من الخلافات والتردد والتصريحات التي لا طائل منها وبعد أن تحولت حركة الاحتجاج السلمية في سوريا إلى حرب أهلية دامية، بدأت تصدر عن الدول الكبرى بادرات تنم عن اهتمامها بلعب دور أكبر في النزاع، ولكنها تأخرت كثيراً، كما يرى محللون.

 

 

ويجمع كل العائدين من سوريا على الحديث عن «تصعيد رهيب» للعنف، بعد أن بلغت حصيلة القتلى أكثر من سبعين ألفا، مع وضع إنساني كارثي. وفي الخارج، أكثر من مليون لاجئ وخطر زعزعة إقليمية كبرى.

وأمام هذه الكارثة، بقيت الدبلوماسية الدولية عاجزة وغارقة في انشقاقاتها.

واعتبر كريستوفر فيليبس من جامعة لندن، أن داعمي الرئيس السوري بشار الأسد- الروس والإيرانيون والصينيون- وداعمي المعارضة السورية، غير مهتمين فعلياً بالسلام، إنهم يريدون التأكد من أن أياً كان من سيصل إلى السلطة في سوريا سيكون إلى جانبهم.

لكن الحرب لا تزال مشتعلة، ولا يبدو أن أي طرف من المتحاربين قادر على تحقيق نصر حاسم على المديين القصير أو المتوسط.

وأمام هذا الواقع، رأى الباحث اللبناني جوزف باحوط أن الدول الداعمة للمعارضة ربما بدأت تستفيق.

إنها «استفاقة» تتبدى في زيادة المساعدات المقدمة إلى المعارضة المسلحة، ويمكن اعتبارها، في قراءة ما بين السطور، بمثابة مقدمة لتقديم شحنات أسلحة أعلنت الدول الغربية حتى الآن رفضها تقديمها خشية أن تقع بين أيدي متشددين إسلاميين.

وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي: لقد أدركنا جميعاً أنه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي من دون تعديل ميزان القوى على الأرض.

وأضاف هذا المصدر: لا توجد سوى طريقة واحدة للتحرك، تعديل ميزان القوى هذا لصالح المعارضة سياسياً وعسكرياً في الوقت نفسه، لأنه، نعم ينبغي أن تشعر دمشق بالخوف، ونعم، ينبغي أن تفهم موسكو أن الوقت حان لتغيير موقفها، والتخلي عن الأسد.

لكن المحلل الكسي مالاتشنكو من مركز كارنيغي للأبحاث في موسكو، اعتبر أنه كلما طالت الحرب، كان من الصعب على روسيا التخلي عن الأسد.

يبقى أن تغيير اللهجة ممكن وخصوصاً لدى الطرف الأميركي.

وبإعلانه أخيراً تقديم مساعدة مباشرة ، لكن غير قاتلة، للمرة الأولى إلى المعارضة، وبموافقته الضمنية على شحنات أسلحة سبق وقامت بها دول الخليج، وبإعلانه أن دولاً عدة تدرب المسلحين المعارضين، جعل وزير الخارجية الأميركي جون كيري من موضوع كان يبحث حتى الآن في الكواليس، شأناً علنياً.

من جهتها، خطت لندن خطوة بإعلانها الرغبة في زيادة مساعداتها للمسلحين المعارضين، وخصوصاً تزويدهم آليات مدرعة وسترات واقية من الرصاص.

وأقر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، بأن فرص تحقيق تقدم سريع على الصعيد الدبلوماسي ضعيفة.

ويأتي هذا الإعلان بعد بضعة أيام من مصادقة الاتحاد الأوروبي على استثناءات للحظر المفروض على إرسال أسلحة إلى سوريا، وسمح خصوصاً بتزويد المعارضة بتجهيزات غير قاتلة وبمساعدة تقنية.

وبين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ، فإن لندن وباريس وروما هي التي تدفع أكثر باتجاه لعب دور أكبر بحسب مصدر دبلوماسي أوروبي، لكن أي تخفيف للحظر يتطلب إجماعاً.

وأعلن سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز في الدوحة: إننا نتجه ربما إلى ذلك «تسليم شحنات الأسلحة»، لكنها مسألة عدة أشهر، وهذا وقت طويل جداً بالنظر إلى الوضع الميداني.

وأكد باحوط أن الأمور تتحرك، لكني أخشى أن نقترب من لحظة يكون فيها قد فات الأوان، ورسم صورة سوداء للحالة بقوله: حالة مزرية، دولة تنهار، مجتمع ممزق، مجموعات مسلحة لا يمكن السيطرة عليها، بيئة إقليمية منقسمة.

وحذر قائلاً: في غضون بضعة أسابيع، سيكون قد فات الأوان، فالعنف ينهش كل شيء.

 

 

الوطن

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع