عوض السليمان
تصدير المادة
المشاهدات : 6838
شـــــارك المادة
ليست الجامعة العربية من منح مقعد سورية للمعارضة. وليست الجامعة العربية من قرر السماح لأعضائها بمساعدة الشعب السوري بالطرق العسكرية المناسبة، إنما هو الجيش الحر، الذي منح المعارضة السياسية هذا الحق وذلك المقعد.
عندما تُحرر الرقة ويسقط صنم هبل فيها على رأسه، ويبال عليه، وعندما يسيطر الجيش الحر، على الطرق المؤدية إلى ساحة العباسيين في دمشق، وتخرج جوبر من قبضة النظام.
عندما تستمر معركة تحرير درعا بهذا الزخم، ويقوم الثوار بتحرير الجامع العمري من عصابات الأسد، وعندما تصل جبهة النصرة إلى حمص فتقتل على الفور أربعمائة شبيح، وتنسف حاجزين وتدمر ثلاث دبابات، فهذا يعني أن الثوار هم من ضغط على الجامعة العربية ومنح المعارضة السورية هذه الحقوق التي جاءت متأخرة على كل حال.
وهذا يعني أن الجامعة العربية تبحث عن إرضاء الثوار أكثر من بحثها عن إرضاء بشار الأسد، لأن المستقبل سيكون لهم لا لقاتل تيقنت الجامعة من قرب سقوطه. علينا أن نتساءل، لماذا لم يمنح مقعد الجامعة للشعب السوري قبل عام، عندما رفض الأسد القرارات العربية الداعية لوقف إطلاق النار، وأحبط كل محاولة لحل الأزمة في البلاد.
ولماذا لم تتكرم الجامعة على الشعب السوري فتفضح ما قام به الدابي ومن بعده كوفي عنان، وما يفعله الآن الأخضر الإبراهيمي من موبقات تمس الشعب السوري في دمائه.
المسألة واضحة، لأن الجامعة العربية، اللهم إلا بعض أعضائها، تابعة للمجتمع الدولي الخبيث الذي سعى لتكريس حكم حافظ الأسد وولده من بعده والذي خطط ربما لتوريث حافظ الثاني.
ولما كان الجيش الحر قبل عام أقل عدداً وعدة، صمتت الجامعة عن مطالبه، وذهبت كل محاولات قطر والسعودية لتسليح الجيش الحر هباء.
ومع أن الدول العربية كافة ادّعت زورا أنها مع الشعب السوري، لكنها سعت على الدوام لإحباط أي محاولة لتسليح الجيش الحر وتمكينه من رأس الأسد. اليوم اختلفت الأمور، وإن كان الإعلام المعادي العربي أو الصهيوني أو العالمي يدافع عن بشار بطريقة غير مباشرة، ويحاول أن يظهر أن المعركة متكافئة وأن لا حل عسكريا للأزمة، إلا أن أعضاء الجامعة يعلمون علم اليقين أن الثوار على أعتاب القصر الجمهوري وأن مشنقة الأسد بدأت تنصب. ولهذا فهم يريدون أن يخرجوا بماء الوجه على الأقل. لقد فشلت الجامعة العربية على مدار ستين عاماً من إدارة أي أزمة، وساهمت في ضياع فلسطين والعراق، وساهمت بلا شك في دماء الشعب السوري. فلم تتحرك وهي ترى ضياع فلسطين، ولم تبعث جيشا للعراق بل سهلت لأمريكا احتلال بلاد الرافدين.وسكتت عن استخدام الطائرات وصواريخ سكود ضد الشعب السوري الأعزل. ثم يأتي نبيل العربي اليوم، ليقول من غير المعقول أن يطلق الأسد صواريخ سكود على شعبه، فهل من المعقول أيها الأمين أن يقتلهم بالطائرات وهم يشترون الخبز ويمثل بجثثهم ويدمر حياتهم ويشردهم في كل مكان. إن من يسكت عن هذه الأفاعيل، لا يهمه أن تحصل المعارضة على مقعد سورية في الجامعة، ولكن الجيش الحر المتقدم بلا هوادة في الداخل أجبر الجامعة على هذه الموافقة. مسألة أخرى، فإن الجامعة العربية شعرت بشكل واضح أن الأزمة خرجت من يدها وأنها أصبحت على الهامش، بينما ذهبت روسيا وإيران وقوى غربية للسيطرة على الموضوع والتحكم به لدرجة أن لافروف وصالحي يصرحان بدل الأسد، ويعتبران سورية جزءا من بلادهما. فأرادت الجامعة أن تشعر الغرب بوجودها، وتستعيد زمام المبادرة. الذي أخشاه، هو ما صرح به نبيل العربي في نهاية مؤتمره الصحفي حول مسألة تمثيل سورية، فقد قال إن الجامعة لن تمنح المعارضة ذلك المقعد إلا بعد أن يقوم الائتلاف الوطني بتشكيل هيئة تنفيذية تمثل أطياف الشعب السوري كافة، وهذا يذكرني بالحديث عن حجّة توحيد المعارضة السورية التي كانت ذريعة وكذبة كبيرة للحيلولة دون تمكين الثوار. الأمين العام لا يتحدث فقط عن هيئة تنفيذية ولكنه يتحدث عما يشبه المجلس الانتقالي وربما سنقع في ورطة جديدة، فهل المجلس الجديد سيحل محل الائتلاف، أو ينبثق عنه، وهل سيقبل أعضاء الجامعة كلهم بالهيئة المولودة. وهل هناك معايير واضحة تحدد فيما إذا كانت الهيئة المطلوبة تمثل الشعب السوري بالفعل أو لا. في الأحوال كلها، فإن الجيش الحر على أبواب إعلان النصر النهائي. وبمجلس جديد أو من دونه، سيحصل الشعب على حقوقه المحلية والدولية أيضاً.
العصر
أحمد موفق زيدان
مجاهد مأمون ديرانية
ياسر المقداد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة