محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 7187
شـــــارك المادة
لقد كان شعار (وما النصر إلا من عند الله) الذي رُفع منذ أكثر من سنة، ومع ذلك ما زال القتل والتدمير يزداد شراسة وعنفًا على أهلنا في سوريا، واستبطأ الثوار النصر؛ ولكنني أؤكد لأحبابنا الثوار ولجميع من يقف مع الثورة أؤكد أن النصر قادم بإذن الله لا محالة لأن الله لا يخلف الميعاد وهو القائل في كتابه العزيز ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) .
ولكن يجب أن يعلم الجميع ، جميع الثائرين ومن يقف معهم أن هذا النصر مشروط بقوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم)، إنّ حرف شرط وجواب الشرط يتحقق عندما يتحقق فعل الشرط ، فما هي يا ترى شروط النصر ؟
الشرط الأول: هو أن يكون العمل خالصا لله تعالى، لأن الله تعالى لا يقبل عمل العبد إلا بشرطين:
أن يكون صحيحًا وفق كتاب الله وسنة رسوله و أن يكون خالصا لا تشوبه شائبة رياء لقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، فالصالح هو الصواب والخالص هو الذي لا تشوبه شائبة من حظوظ الدنيا.
فالصحابة رضي الله عنهم الذين هم أطهر مجتمع عرفته الدنيا، فعندما التفت عدد قليل من مقاتلي الجيش الإسلامي في غزوة أحد للدنيا عوقبوا وعوتبوا في صريح القرآن (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) فانقلب النصر الذي تحقق في بداية المعركة إلى خسارة في نهايتها.
فعلى حملة السلاح في الثورة السورية أولا والداعمين بأموالهم ثانيا وكل من يدعم الثورة بأي نوع من أنواع الدعم أخيرا أقول:
المعركة قاسية وشرسة ومصيرية فسوريا لا مكان فيها للحلول الوسط فإما للمجوسية والإلحاد والصليبية و إما للإسلام . وبما أن المعركة غير متكافئة ماديا على الإطلاق فطرف يملك كل مقومات القوة المادية، السلاح والمال، وهو المستعمر الإيراني المجوسي و أداته المجرم بشار. ويدعم هذا الاستعمار كل العالم الإلحادي والصليبي الغربي والصهيونية العالمية بل ويدعمه كل من فقد ليس دينه فقط بل كل مقومات الإنسانية والكرامة من حثالات الأمة العربية، والطرف الثاني هو الشعب السوري الأعزل. فما بقي من معين ولا مغيث إلا الواحد الأحد الذي لا يعجزه شيء، ولكن يجب أن نتجه إليه بقلوب لا تخضع إلا لجبروته وعزته و أن نحقق قوله تعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) فعندما نكون أوفياء لهذا الشراء ولا تلتفت نفوسنا إلى المكاسب أو المغانم ولا إلى الجاهات والوجاهات عندها يتحقق الشرط الأول من شروط النصر . وإنني أسوق لكل أحبابي المجاهدين حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عن الثلاثة الذين أدركهم المبيت عند سفح جبل ودخلوا غارا عند هذا السفح وما لبثت أن هبطت صخرة من أعلى الجبل فأغلقت عليهم فوهت الغار، صخرة لا يمكن لقوتهم أن تحركها أو تزحزحها فأيقنوا بالهلاك وتدابروا أمرهم بينهم فما وجدوا من ملجأ إلا إلى الله عز وجل فتقرب كل واحد منهم بأخلص عمل عمله في حياته والحديث بطوله يعرفه الكثير منكم، فالأول دعا بعمل خالص يتعلق ببر والديه فانفرجت الصخرة قليلا ولكنهم لا يستطيعون الخروج، والثاني تقرب بعفته عن الحرام عندما تمكن منه، والثالث تقرب برد الحقوق إلى صاحبها و لو بعد حين من الزمن. فانفرجت الصخرة عنهم وخرجوا من هذا المأزق. فحالنا في سوريا أشبه بهؤلاء الثلاثة ، فسوريا هي الغار والثلاثة نفر هم شعب سوريا والصخرة هي العالم الذي أجمع على حربنا واستئصال شأفتنا، فلا بد من اللجوء إلى الواحد الأحد لجوء المضطر (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) ، (وقال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين) ونبينا عليه الصلاة والسلام الحبيب المصطفى عندما كان مع صاحبه الصديق -رضي الله عنه- في الغار وقريش تبحث عنهم واتبعت أثرهم حتى وصلت إلى فوهة الغار، فبكى أبو بكر -رضي الله عنه-، فقال الرسول عليه -الصلاة والسلام-: ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال والله يارسول الله لو نظر أحدهم -أي المشركون- إلى موضع قدمه لرآنا، فقال النبي -عليه السلام-: ما ظنك باثنين الله ثالثهما. فنزل قوله تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا). ولا يكمن أن نُهزم عندما يكون الله معنا ولكن الله تعالى قال في كتابه الكريم (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، فالتقوى أن نكون وقافين عند حدود الله والإحسان أن نؤثر غيرنا على أنفسنا، فهل نحن فاعلون؟ عسى أن يكون ذلك. وإلى الحديث عن الشرط الثاني من شروط النصر في معلم من معالم على طريق الثورة بإذن الله .
عبد المنعم زين الدين
أبو أمجد
أحمد أبازيد
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة