..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ألم يأن لأهل الشام أن يتوكلوا على الله تعالى حق التوكل؟

مصعب بن محمد حواري

٢٥ يونيو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3553

ألم يأن لأهل الشام أن يتوكلوا على الله تعالى حق التوكل؟
64.jpg

شـــــارك المادة

(إذا كان الحكام متخاذلين، فأين الشعوب؟)…
ما زالت العديد من المظاهرات تخرج بهتافات من قبيل (خذلتونا يا عرب)…
ما زال الكثيرون ممن يُقتل أحبابهم وأقاربهم يظهرون على الشاشات يبكون ويقولون: (أين العالم؟)…


بل إن مقاطع فيديو لمقاتلين على هذه الجبهة أو تلك تظهرهم يستغيثون بهذا الحاكم أو ذاك، بأسمائهم أو بكنياتهم، ويمدحوهم، ويطلبون منهم العون والمدد…
يا إخواننا في أرض الشام، من باب المناصحة، على قسوتها، اسمعوا لقولي وإني لكم ناصح أمين:
(1) ذُبح إخوانكم في فلسطين المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(2) ذُبح إخوانكم في لبنان المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(3) ذُبح إخوانكم في أفغانستان المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(4) ذُبح إخوانكم في العراق المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(5) ذُبح إخوانكم في الصومال المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(6) ذُبح إخوانكم في الشيشان المرة تلو الأخرى ولم تحركوا ساكنا لعقود…
(7) وغيرها كثير…
فاتركوا عنكم طلب الغوث من البشر، اتركوه أبداً، لأنكم عشتم عقوداً طوالاً تعلمون معنى أن يُستغاث بكم فتعجزوا عن الغوث.
واسمعوا لحادثتين تلخصان لكم ما أنتم فيه:
(1) قيل في بعض كتب التفسير أن زوجة أيوب عليه السلام، لما اشتد البلاء بهما، اشتكت لزوجها شدة البلاء والعسرة، فقال لها أيوب عليه السلام: (ويحك، مكثنا في النعمة سبعين عاماً، فانتظري حتى نمكث في البلاء سبعين عاماً).
(2) قيل في بعض كتب التفسير أن الذي جعل يوسف عليه السلام يمكث في السجن بضع سنين هو قوله للذي ظن أنه ناج من صاحبيه في السجن (اذكرني عند ربك)، وروي أن الله تعالى أوحى إلى يوسف عليه السلام: (من استنقذك من القتل حين هم إخوتك أن يقتلوك؟) قال يوسف: (أنت يا رب)، قال: (فمن استنقذك من الجب إذ ألقوك فيه؟) قال يوسف: (أنت يا رب)، قال: (فمن استنقذك من المرأة إذ همت بك؟)، قال يوسف: (أنت يا رب)، قال: (فما لك نسيتني وذكرت آدمياً؟)، قال يوسف: (جزعا، وكلمة تكلم بها لساني)، قال: (فوعزتي لأخلدنك في السجن بضع سنين)، فلبث يوسف عليه السلام سبع سنين في السجن لأنه طلب عونا من آدمي بثلاث كلمات (اذكرني عند ربك)، والرب هنا هو ملك مصر.
فيا إخوتنا في أرض الشام:
(1) مكثتم عقوداً طوالاً لا تغيثون إخوة لكم يستغيثون بكم، والآن تسلقوهم بألسنة حداد؟
(2) مكثتم عقوداً طوالاً يتجرأ الطفل الصغير في بلادكم على الذات الإلهية سباً وشتماً ولا تأخذون على يده، والآن تريدونها سهلة رطبة في عام واحد أو عام وبضعة أشهر؟
(3) منذ أن انطلقتم في ثورتكم وأنتم، تارة تطالبون بتدخل دولي وتارة بتدخل عربي، ورأينا سعادتكم بالمراقبين العرب ابتداءً وبالمراقبين العجم انتهاءً؟
(4) ما زلنا نسمعكم تهتفون (يا الله، عجل نصرك يا الله) والله تعالى ينهاكم عن هذا بقوله: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه)؟
يا إخوتنا في أرض الشام:
(1) ليس لكم أن تشترطوا على الله تعالى.
(2) ليس لكم أن تستعجلوا الله تعالى.
(3) ليس لكم أن تعلموا كيف يجري الله تعالى المقادير.
(4) ليس لكم أن تسلقوا إخوتكم بألسنة حداد.
يا إخوتنا في أرض الشام:
(1) إن صدقتم في مقالتكم (هي لله هي لله) و(لبيك يا الله) و(يا الله، ليس لنا سواك يا الله)، فعليكم أن تقرنوا هذه المقالة بعظيم صبر تخر من وطأته الجبال.
(2) إن صدقتم في مقالتكم (هي لله هي لله) و(لبيك يا الله) و(يا الله، ليس لنا سواك يا الله)، فعليكم أن تقرنوا هذه المقالة بعظيم توكل على الله تعالى وتوقف كامل عن طلب العون من غيره.
(3) إن صدقتم في مقالتكم (هي لله هي لله) و(لبيك يا الله) و(يا الله، ليس لنا سواك يا الله)، فعليكم أن تقرنوا هذه المقالة بعظيم توبة عن عقود سبقت منكم ظهر فيها الكثير مما يغضب الله تعالى.
واعلموا أن الله قدر في هذه الدنيا المقادير، وسنّ فيها السنن، وهي لا تتخلف، ومن ذلك أن الله يجري الأمور الحسية بمقتضياتها، لا بالغيبيات التي لا يعلمها إلا هو، فحتى مريم لم ينزل الله عليها الرطب من النخلة إلا بعد أن هزتها، وحتى جيش أبرهة لم يمحقه الله ولكن أرسل عليه طيراً، وكذا عاد وثمود وقوم نوح وقوم لوط: تدميرهم كله كان بأمور حسية، فتمعنوا بقوله: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم) لا بيديه ولا بملائكته ولا بـ (كن فيكون)، بل بأيديكم، وإياكم والدروشة والتواكل، وأخلصوا الإخلاص الخالص الكامل النقي الزكي لله سبحانه، واصبروا، واصبروا، واصبروا، واجأروا لله بالتوبة عن العقود التي سبقت منكم، واجأروا بطلب السماح من إخوتكم الذين استغاثوكم في دابر الأيام ولم تغيثوهم، عسى الله تعالى أن يجعل لكم فرجاً، وقاتلوهم، قاتلوهم، (قاتلوهم، يعذبهم الله بأيديكم، ويخزهم، وينصركم عليهم، ويشف صدور قوم مؤمنين).

 

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

..

مروان عبيد - بلاد الشام

٨ يوليو ٢٠١٢ م

اخانا الدكتور كفاك تنظيرا اولا ارجع الحديث  ما من امرء بخذل امرأ ..........ولا داعي لتصفية حسابات فلسطين والصومال الخ......الا اذا كنت تخشى ان يصيبك الحديث السالف الذكر.......ثانيا النبي عليه الصلاة.. قال ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد........وقال لمن تكلني........ولكن عافيتك هي اوسع لي...ثالثا الثورة السورية تزداد نفاءا كل يوم الأن هي لا تطرح التدخل الخارجي الخ ..........ثورةتقية نقية تصلح لمشروع دار الاسلام والسلام عليك

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع