مزمجر الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 11365
شـــــارك المادة
مجموعة تغريدات عن مسيرة التنظيم في سويا بعد التطورات الأخيرة ، وبعد تناقل روايات وأخبار غير دقيقة من بعض وسائل الإعلام :
1-لمعرفة جذور تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا سنأخذكم بدايةً إلى عام 2004 حيث شهد هذا العام حدثين ألقيا بظلالهما لاحقاً على مستقبل هذا التنظيم ومسيرته في سوريا :
2-الحدث الأول : إلقاء السلطات الإيرانية القبض على أبرز قادة تنظيم قاعدة الجهاد بعد دخولهم إلى إيران قادمين من أفغانستان ، من بينهم سيف العدل المصري المسؤول العسكري العام لتنظيم قاعدة الجهاد
3-وأبو الخير المصري مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم ، وأبو محمد المصري القيادي البارز و عضو شورى تنظيم قاعدة الجهاد ( ابنته متزوجة من حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن )
4-إضافةً إلى أبو عبدالكريم المصري عضو مجلس شورى التنظيم أيضاً ، وأبو قسام الأردني (خالد العاروري) نائب أبو مصعب الزرقاوي و مرافقه في أفغانستان ، وأحد قادة معسكر هيرات الشهير
5-حيث توجه أبو القسام الأردني برفقة أبو مصعب الزرقاوي إلى أفغانستان عام 1999 ، دون الانضمام لتنظيم قاعدة الجهاد ، وشكلا بالقرب من الحدود الإيرانية مايعرف بمعسكر هيرات للمقاتلين العرب
6-بعد الغزو الأميركي لأفغانستان وانحياز معظم قادة القاعدة من أفغانستان ، إما باتجاه باكستان ( منطقة القبائل) ، أو إلى إيران ، توجه كل من الزرقاوي و أبو القسام الأردني إلى إيران ، ومنها توجه الزرقاوي إلى العراق وبقي أبو القسام في إيران
7-في العراق أسس الزرقاوي مايُعرف بجماعة " التوحيد والجهاد" وهي جماعة لم يقتصر وجودها على العراق ، فقد امتدت لتشمل سوريا "وبلاد الشام" ، وكان مسؤولها في فترة ما أبا محمد الصادق ( المسؤول الشرعي لأحرار الشام سابقاً، ذا الأصول الكردية)
8-الحدث الثاني في عام 2004 : هو توجه الجولاني من سوريا إلى العراق ، في فترة شهدت ذهاب آلاف الشباب السوريين للانخراط في صفوف المقاومة العراقية ، إبان الغزو الأميركي للعراق
9-التحق الجولاني في بداية مسيرته في العراق بفصيل مغمور يدعى سرايا المجاهدين ، بزعامة أبو طلحة العراقي وأبو بكر خاتون ، والذي بايع لاحقاً تنظيم قاعدة الجهاد في العراق
هنا تجد تفاصيل أكثر عن مسيرة الجولاني في تغريدات لي سابقا
http://syrianoor.net/article/17774
10-وفي أولى مهام الجولاني الميدانية تم إلقاء القبض عليه من قبل القوات الأمريكية بالقرب من الفلوجة ، أثناء زراعته للعبوات الناسفة ، و تم إيداعه في سجن بوكا ، الذي حوى أبرز الشخصيات التي تزعمت لاحقاً تنظيم داعش
11-في عام 2011 ومع انطلاق شرارة الثورة السورية ، أفرجت القوات الأمريكية عن مئات المعتقلين المتشددين ، من بينهم الجولاني وكبار الشخصيات التي شكلت لاحقاً عماد تنظيم داعش أمثال أبو مسلم التركماني و أبو أيمن العراقي وغيرهم ..
12-كلّف البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الجولاني بتأسيس جبهة النصرة في سوريا أثناء الحراك الثوري فيها ، ثم أرسل البغدادي أبو علي الانباري ( العفري) إلى سوريا للاضطلاع على واقع جبهة النصرة وقائدها الجولاني بعد شهور من تأسيسها
13-الانباري جاء إلى سوريا والتقى عدداً من الشخصيات ، و زار عدة مقرات لجبهة النصرة ، ثم جمع تقريراً مفصلاً للبغدادي أبرز ما جاء فيه :
14-إن الجولاني شخص ماكر يحب نفسه ولا يبالي بدين جنوده ، يطير فرحاً كالأطفال إذا ذكر اسمه على الفضائيات ، وهو على استعداد ليضحي بدماء جنوده من أجل الظهور والشهرة !
15-وبعد الخلاف الشهير الذي وقع بين البغدادي والجولاني ، اضطر الجولاني لإعلان ارتباطه مباشرة بالقاعدة الأم ، حيث وجد الجولاني في القاعدة "ركناً شديداً يأوي إليه" بعد انفضاض معظم قادة وجنود جبهة النصرة عنه لصالح البغدادي
16-كما قامت أحرار الشام بإيواء الجولاني ومده بمبلغ مالي كبير لمساعدته على النهوض مجدداً ، وخشيةً من التحاق المقاتلين بداعش حاول البغدادي السيطرة على قطاعات جبهة النصرة لصالحه ، تارة بالقوة والبطش ، وتارة بالإغراءات
17-لم يصمد من تلك القطاعات مع الجولاني إلا قطاع درعا الذي يتزعمه إياد الطوباسي ( أبو جليبيب الاردني) ، وهو مقاتل سابق في دولة العراق الإسلامية، وقطاع القلمون بزعامة أبو مالك التلي (جمال زينية)
18-لم يكن أبو مالك التلي من أنصار تنظيم القاعدة قبل أن تعتقله قوات النظام عام 2004 بتهمة الانتماء لجماعة الدعوة والتبليغ ، والتي كانت على خلاف كبير مع منهج القاعدة ، وبعد سنوات في سجن صيدنايا خرج أبو مالك التلي "قاعدياً قحّاً"
19-قَبِل أيمن الظواهري بيعة الجولاني رغم أن الأخير مجهول تماماً بالنسبة له ، بعد تراجع تأثير التنظيم عالمياً وخفوت نجمه ، وذلك اعتماداً على مراسلات الظواهري مع أبي خالد السوري ، الذي تم تكليفه من قبل الظواهري بالتحكيم بين البغدادي والجولاني
20-ورغم دور أبو خالد السوري ( القيادي السابق في أحرار الشام) بتثبيت قدم الجولاني لدى القاعدة الأم ، إلا أن الأخير كان يرى في أبي خالد السوري مصدر قلق وتهديد بسبب اسمه اللامع وحظوته عند أيمن الظواهري !
21-فكان الجولاني أول من كشف اسم أبي خالد السوري - الذي كان يعرف في سوريا بأسم أبي عمير الشامي أمير أحرار الشام في حلب- مما سهّل اغتياله لاحقاً من قبل داعش
22-لم يكن أبو خالد السوري مصدر القلق الوحيد للجولاني ، فقد شكّل قدوم "جماعة خراسان" (وهي عدة شخصيات قدمت إلى سوريا أبرزهم الكويتي محسن الفضلي ، والسعودي سنافي النصر ، والسوري أبو أسامة الشهابي ، وأبو يوسف التركي ) إلى سوريا مصدر قلق جديد !
23-نظراً "للتاريخ الجهادي الكبير لتلك الشخصيات ، وتاثيرها في صناعة قرار القاعدة الأم ، فالجولاني ذو "المخزون الجهادي الضحل" و التجربة الضعيفة والاسم المغمور ، كان يخشى دائماً من الشخصيات ذات الوزن الجهادي الكبير
24-ولعل هذا مادفع الجولاني إلى تهميش "جماعة خراسان" داخل جبهة النصرة ، و التضييق عليهم في بعض الأحيان ، فقد تم اعتقال بعضهم من قبل جبهة النصرة في قطاع الحدود ، الذي كان يتزعمه حينها أبو أحمد زكور ، وزج بعضهم في معارك عبثية مع الكُرد
25-وخلال فترة قصيرة تمكنت أمريكا من تصفية جميع الخُراسانيين - رحمهم الله - عدى واحد منهم ، عبر ضربات جوية دقيقة ، رغم أن اسماءهم وصورهم مجهولة لمعظم قادة جبهة النصرة ، فضلاً عن عناصرها ، فضلاً عن بقية فصائل الثورة أو حتى الشعب السوري !
26-كما نجى أبو الهمام السوري أحد أبرز وجوه القاعدة من أكثر من محاولة اغتيال وماكان هذا ليحدث لولا وجود اختراق على أعلى المستويات داخل جبهة النصرة ، سهّلت لامريكا تصيّد تلك الشخصيات بدقة !
27-بمقتل أبو خالد السوري ، وجماعة خراسان - رحمهم الله - تنفس الجولاني الصعداء ، وخلت ساحة القاعدة في سوريا من أية أسماء أو شخصيات قد تشكل خطرا على زعامة الجولاني للقاعدة ، واستمر الوضع على ماهو عليه حتى عام 2015
28-في عام 2015 حدث منعطف هام في مسيرة تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا ، حيث أفرجت السلطات الإيرانية عن عدد من كبار قادة تنظيم القاعدة ممن كانت تحتجزهم لديها ، أبرزهم سيف العدل ، أبو الخير ، ابو محمد ، ابو عبدالكريم - وكلهم مصريين - إضافة إلى أبو القسام الأردني
29-جاء إفراج السلطات الإيرانية عن هؤلاء القادة عبر صفقة مع تنظيم القاعدة في اليمن ، وقد تضمن الاتفاق أيضا السماح لبعض هؤلاء القادة بالسفر إلى سوريا ، فجاء منهم أبو الخير و أبو عبدالكريم المصريين ، و أبو القسام الأردني
30-يعتبر أبو الخير المصري المرشح السابق لتولي قيادة تنظيم القاعدة خلفاً لأسامة بن لادن ، كونه من مؤسسي تنظيم القاعدة مع بن لادن في مطلع الستعينيات ، قبل أن يلتحق الظواهري مع جماعته "الجهاد" بالتنظيم ويصبح اسمه تنظيم قاعدة الجهاد
31-وبعد الإفراج عنه من قبل السلطات الإيرانية قامت جهة ثالثة بإدخاله إلى سوريا ، ولم يكن الجولاني حينها يعلم بقدومه أو بدخوله ، أو ملماً بأي شيء عنه
32-مع وصول قيادات القاعدة من إيران تم تعيين مجلس شورى للتنظيم في سوريا ، ضم في عضويته كلاً من أبو الخير و أبو عبدالكريم المصريين ، و أبو القسام الأردني ، وبدأ هذا المجلس في التضييق على الجولاني والتدخل في صلاحياته ، ولم يكن راضياً عن الكثير من تصرفات الجولاني
33-بدأت المشاكل فعلياً بين الجولاني و قادة القاعدة الوافدين حديثاً عندما بدأ "مجلس القاعدة" يميل إلى أبي هاجر الحمصي ، أحد أبرز قادة جبهة النصرة ، وقائد جيش الفتح ، لتصديره ليكون بديلاً للجولاني في زعامة النصرة
34-لم يخفِ أبي هاجر الحمصي طمعه "بكرسي الجولاني" وبدأ التخطيط للإطاحة به إلا أن أحد المقربين منه وشى به للجولاني ، فقام الجولاني بعزله وحبسه ثم أفرج عنه قبيل أن يلقَ حتفه بغارة لطيران التحالف ( بحسب إعلام النصرة) فتخلص الجولاني مجدداً من أحد منافسيه ومصادر قلقه (أيضاً بالصدفه)
35-بينما كانت هذه الأحداث على مسرح الشمال السوري ، كان الجنوب السوري ساحة لأحداث مهمة ألقت بظلالها أيضا على مسيرة التنظيم ففرع القاعدة في الجنوب السوري والذي كان يتزعمه كل من أبو جليبيب الاردني كمسؤول عام ، و سامي العريدي كمسؤول شرعي ، وأبو المقداد الأردني كمسؤول أمني
36-بدأ بالتصدع إثر خلافات حادة بين أبو جليبيب و سامي العريدي ، أسفرت عن اعتزال الأخير لمهامه ، ومع وصول أبو ماريا القحطاني إلى درعا إثر طرده من قبل داعش في ديرالزور ، ازدادت التصدعات والصراعات في التنظيم
37-فقد سرب أبو المقداد الأردني - المسؤول الأمني للقاعدة في الجنوب - للقحطاني تسجيلا صوتيا يثبت تورط أبو جليبيب الاردني في محاولة اغتياله ، فيما اتهم أبو جليبيب القحطاني بالفساد ، ومحاولة تأليب جنود جبهة النصرة عليه في درعا
38-مع تعاظم الخلافات داخل فرع القاعدة في الجنوب السوري ، استدعى الجولاني جميع الأطراف من الجنوب إلى الشمال ، لكن أبو جليبيب لم يبد تحمساً للخروج من درعا ، حتى حفزه الجولاني وأخبره بأنه سيتم تكليفه بمهمة هامة في الشمال
39-مع خروج أبرز شخصيات القاعدة إلى الشمال السوري بمرافقة قوات الأسد وحمياته ، شكل الجولاني محكمة للفصل بين القحطاني وأبو جليبيب ، اتهم فيها القحطاني أبا جليبيب بمحاولة اغتياله ، واتهم أبو جليبيب القحطاني بالفساد على إثر بيع الصحفي الأمريكي بيتر إلى أمريكا بعد خطفه من تركيا
40-حرص الجولاني على إرضاء طرفي الخلاف والحكم عليهم وفق شريعته ! ، فقام بإسقاط التهم عنهما ، وبتكليف عصبة القحطاني بإمارة قطاع البادية ، وتكليف أبو جليبيب بإمارة قطاع الساحل
41-شعر أبو جليبيب أنه تم خداعه من قبل الجولاني، حيث أن قطاع الساحل كانت قد خسرته جبهة النصرة في معظمه لصالح النظام ، ولم يعد له أي أهمية تذكر ، فقدم أبو جليبيب استقالته بعد أسبوعين من تكليفه فقط وجلس في بيته
42-مع ضغوط "مجلس القاعدة" على الجولاني ، ووصول تحذيرات جدّية إلى الجولاني من "دول معينة" عبر وسطاء ، تؤكد نية التحالف بضرب مواقع جبهة النصرة بشكل مكثف ، بدأت تنضج فكرة "فك الارتباط عن القاعدة" في عقل الجولاني
43-عرض الجولاني المقترح على قادة القاعدة في سوريا الذين أبدوا تحفظهم على الأمر ، فبدأ الجولاني بالضغط على أبو الخير المصري الذي أرسل رسائل أيضاً إلى كل من سيف العدل وأبو محمد المصري واللذان ابديا تحفظا على خطوة الجولاني ، وأشارا لضرورة موافقة الظواهري شخصياً على هذا المقترح
44-استمر الجولاني بالضغط على أبي الخير المصري مستغلاً انقطاع التواصل بين قادة القاعدة والظواهري لأكثر من سنتين أبو الخير أخبر الجولاني أنه ليس من صلاحياته اتخاذ هذه الخطوة ، فأكد الجولاني له ولأبي الفرج المصري أنه إذا رفض الظواهري هذه الخطوة سوف يتراجع عنها نهائيا
45-تمكن الجولاني أخيراً وبعد شهور من المحاولات والضغوط من انتزاع موافقة مبدأية من أبو الخير المصري ، الذي أكد للجولاني أنه سيشكل " ستين قاعدة" في حال أمر الظواهري بذلك وعارض فكرة فك الإرتباط
46-إصرار الجولاني على أخذ موافقة أبو الخير في خطوة فك الارتباط ، مرده إلى علم الجولاني أن فك الارتباط دون موافقة قادة القاعدة سيؤدي إلى انشقاقات كبيرة داخل جبهة النصرة ، وأن فك الارتباط حين يصدر من أبي الخير شخصياً سيخفف من حدة الاعتراضات داخل جبهة النصرة
47-ومع ذلك - وكإجراء احترازي - فقد أمر الجولاني قبيل إعلان فك الإرتباط بسحب السلاح الثقيل من كافة قواطع جبهة النصرة في الشمال ، و وضع يده عليه ، خشيةً من حدوث انشقاقات داخل تلك القطاعات
48-خطوة فك الارتباط لاقت معارضة كبيرة من " الجناح الأردني" الذي يتزعمه أبو القسام داخل جبهة النصرة ، بحكم تواصله مع قيادات القاعدة في إيران ، فأعلن مع أبي جليبيب وعدد من القادة الأردنيين ترك العمل في جبهة النصرة
49-بعد خطوة فك الارتباط عاد التواصل مجدداً بين قيادات القاعدة والظواهري ، الذي ابدى رفضه الشديد لخطوة فك الارتباط ، وأمر الجولاني العودة بجبهة النصرة إلى ماكانت عليه ، و وبخ أبو الخير المصري وأكد له أن ليس من صلاحياته إتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية
50-الجولاني حاول التملص من ضغوط الظواهري بالقول إن خطوة فك الارتباط "إعلامية تكتيكية" فقط ، وإنه مايزال يدين ببيعة سرية للظواهري والقاعدة الأم تطمينات الجولاني لم تلقَ آذان صاغية عند الظواهري وبقية مجلس شورى التنظيم في إيران ..
51-فطالبوا الجولاني بشريط فيديو يؤكد فيه الجولاني بيعته للقاعدة ، حتى لا تقع القاعدة فيما وقعت فيه سابقاً من تنصل البغدادي من بيعتها مطالب الظواهري وضعت الجولاني في موقف محرج ، فقرر الهروب إلى الأمام عبر تشكيل هيئة تحرير الشام و قطع ارتباطه بشكل كامل بالقاعدة
52-خطوة الجولاني تلك زادت التوتر بين الجولاني والظواهري ، خاصةً أن تشكيل هيئة تحرير الشام لم يستشر بها الجولاني قادة تنظيم القاعدة في سوريا أو إيران ، وسمعوا بها من الاعلام فقط ، فقررت القاعدة التصعيد ضد الجولاني عبر مسارين :
53-أولاً: مسارإعلامي: حيث خرجت عدة تسجيلات للظواهري أكدت بطلان خطوة الجولاني بفك الارتباط عن القاعدة ، وأنه ناكث للبيعة ، وعبر خطب ومحاضرات ومقالات من منظري وشيوخ القاعدة كالمقدسي وغيره هاجمت فيها الجولاني
54-ثانياً: مسار ميادني:
حيث قام عدد من قادة القاعدة في سوريا كأبي القسام الأردني والعريدي بجولات على مقرات ومواقع هيئة تحرير الشام ، محرضين عناصرها على الانشقاق عن الجولاني والرجوع إلى بيعة القاعدة
55-في هذه الأثناء أصبحت شرعية قرار الجولاني بفك الارتباط عن القاعدة - والتي اضفاها كل من أبي الخير المصري و أبي الفرح المصري - في خطر بعد عودة التواصل مع الظواهري ، وتأكيد كل من أبو الخير و أبو الفرج التزامهما بأوامر الظواهري كلياً
56-وبالصدفة أيضاً، فتم اغتيال كل من أبو الخير المصري، وأبو الفرج المصري، (غارة جوية-عبوة ناسفة) فتنفس الجولاني الصعداء مجدداً بتخلصه من الشهود الوحيدين على مراسلاته ووعوده للظواهري بالرجوع إلى القاعدة !
57-تصعيد القاعدة ضد الجولاني رد عليه الأخير بتصعيد إعلامي مماثل عبر عدد من شيوخ وقادة الهيئة، فقد أتهم الغزي - أحد شرعيي الهيئة - فرع القاعدة في الصومال بالانحراف وارتكاب الجرائم ، كما وصف أبو الحارث المصري - أحد شرعيي الهيئة - الظواهري في مقال له "بالأمير المسردب" !
58-كما شكك عبدالرحيم عطون - حبر الجولاني الأعظم - بحكمة توجيهات الظواهري ، وأتهم مسؤولي الإرتباط في القاعدة بخيانة الأمانة وتحريف الرسائل . فتحول الظواهري بين ليلة وضحاها لدى الجولاني والنصرة من "حكيم الأمة" إلى " سفيه وأمير مسردب " !!
59-وتحول الجولاني في نظر القاعدة من "الشيخ الفاضل" و " القائد المظفر" والحكيم إلى ناكث للعهد وغادر ، كما وصفه البغدادي سابقاً ! ولا عجب من ذلك في جماعات يكون الولاء والبراء فيها على التنظيم !
60-تصعيد الجولاني و"كهنته" ضد القاعدة لم يقتصر على الإعلام فقط ، فقد أمر الجولاني باعتقال رموز القاعدة في سوريا ممن يشكلون خطراً على تماسك هيئة تحرير الشام ، كما أراد الجولاني إيصال رسالة للخارج أنه يحارب التطرف وقد خلع ثوب الجهاد العالمي، ويمكن التفاهم معه
61-حملات اعتقال قادة القاعدة في سوريا جرت على عدة مراحل ، انتهت باعتقال كل من خلّاد السعودي ، أبو جليبيب الاردني ، سامي العريدي ، فيما فشل أمنيو الجولاني في اعتقال القسام الأردني ، و اكتفوا بمصادرة محتويات منزله وسرقة مراسلاته مع القاعدة
62-حملات الاعتقال التي نفذها الجولاني بحق رموز القاعدة في سوريا أدت إلى نتائج عكسية على غير مايشتهي الجولاني ، فقد أدت إلى موجة سخط عارمة في صفوف هيئة تحرير الشام ، وانشقاقات واسعة على مستوى القادة و التشكيلات داخلها
63-من أبرز تلك الانشقاقات، جيش الملاحم، جيش البادية، قاطع البادية، أنصار الفرقان ، جيش النخبة، كما أسفرت عن انشقاق عدد من القيادات منهم: أبو المقداد الأردني ، أبو القسام ، حسين الكردي ، عبدالرحمن الشيشاني ، أبو بصير البريطاني ، وأبو مالك التركماني
64-وكان قد انشق سابقا أيضا أبو أنس السعودي ، وأبو مختار التركي ، وأبو الهمام السوري ، إضافة إلى عدد من القيادات العسكرية والميدانية لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً . حجم الانشقاقات تلك و تهديد قيادات أخرى بالانشقاق عن الجولاني ، دفعت الأخير إلى إطلاق سراح قيادات القاعدة المعتقلين
65-والاستجابة لمبادرة " والصلح خير " التي تم تشكيلها لحل الخلاف بين الجولاني والقاعدة ، وكان من أبرز أعضاء تلك المبادرة : أبو قتادة الألباني، أبو عبدالكريم المصري ، أبو الهمام السوري ، إضافةً إلى أبي مالك التلي كممثل عن الجولاني في المحادثات
66-حيث اتفق الجانبان على وقف التصعيد الميداني بينهما ، وعدم سعي القاعدة لأخذ بيعات جديدة من عناصر هيئة تحرير الشام ، لوقف النزيف الحاصل لصالح القاعدة ، كما قدم الجولاني مبلغاً جيداً من المال لقادة القاعدة في سبيل إنفاذ هذا البند
67-مؤخراً : تم تكليف أبو الهمام السوري زعيماً لتنظيم القاعدة في سوريا المتمثل في "جيش البادية" ، على أن يكون أبو القسام الأردني قائداً عسكرياً للتنظيم ، و يضم في مجلس شوراه كلاً من أبي عبدالكريم المصري ، و سامي العريدي ، و أبي جليبيب الأردني
68-يبلع العدد الكلي للقاعدة ( جيش البادية وبقية المجموعات) 1700 عنصر ، بدون أسلحة ثقيلة حيث قام الجولاني بالتضييق على القاعدة وسحب سلاح جيش البادية ، ومنع الحزب التركستاني من مؤازرتهم في ريف حلب الجنوبي أثناء هجوم النظام ، كما منع أحد فصائل "الموم" من إعارة دبابة لجيش البادية
69-وإن بدت اليوم تتوضح ملامح "القاعدة الجديدة" في سوريا ، فقد بدأ أبو الهمام السوري أيضاً في مواجهة متاعب - كما هو متوقع - من التيار الأردني داخل التنظيم ، الأمر الذي قد يهدد تماسك القاعدة الوليدة في المستقبل
70-فالتنظيم الوليد أمام تحديين كبيرين أولهما: العلاقة مع الجولاني:
فالمبادرة التي تم تشكيلها للصلح بين الطرفين هشة ، ومن المحتمل أن تنفجر الصراعات بينها في أي وقت ، خاصة مع تعنت كل من الجولاني من طرف الهيئة والتيار الأردني من طرف القاعدة
71-ومحاولة القاعدة العودة مجدداً إلى الجنوب السوري من بوابة درعا ، وهو ما يرفضه الجولاني بشكل قاطع ، حيث أن القاعدة تطمع بالعودة إلى الجنوب مستغلةً علاقات أبو جليبيب سابقاً بالمحافظة التي بقي أميراً عليها لسنوات
72-التحدي الثاني: وهو قدرة أبو الهمام السوري على كبح جماح "التيار الأردني" المتشدد داخل التنظيم ، فرموز القاعدة من الأردنيين لم يكونوا راضين عن تسمية أبو الهمام أميرا للقاعدة ، ثم قبلوا به على مضض
73-كما تبرز خلافات بين الجانبين "أبو الهمام والتيار الأردني" حول المرجعية الشرعية للتنظيم ، حيث يرى التيار الأردني في المقدسي مرجعاً شرعياً له ، في حين يرى أبو الهمام خلاف ذلك
74-المشاكل التي يسببها التيار الأردني متوقعة ، ولعلّ هذا مادفع أحرار الشام سابقا لرفض انتساب أي مقاتل أردني إلى صفوفها - على خلاف بقية الجنسيات - ، بأمر من - حسان عبود رحمه الله - ، لغلبة الغلو أو الاختراق المخابراتي فيهم .
75-أخيراً فإن "جماعة الملاحم" - المنشقة عن الجولاني - بقيادة كل من أبي حمزة اليمني وأبي عبدالرحمن المكي ( السعودي ) ، وإن كانت مقربة من القاعدة ، إلا أنها لم ترتبط بها بشكل رسمي بعد ، وهو أمر متوقع أن يحصل لاحقاً
أحمد موفق زيدان
مؤمن مأمون ديرانية
ممدوح جنيد
المصادر: حساب الكاتب على تويتر
حساب الكاتب على تويتر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة