النورس
تصدير المادة
المشاهدات : 3463
شـــــارك المادة
لقد انطلت عليكم اللعبة، إنها بعض تلكم العمائم السياسية الفاجرة التي تدينون لها أو قد تدينون لها بالولاء والتبعية، أتكونوا مساكين مغفلين أم شياطين حمقى؟!
لا أراكم كذلك إلا إذا أيدتم القمع الخبيث واستمرأتم القتل كما استمرأه الذين ينكلون بالبشر في أرض سورية الحبيبة. إن أيّدتم من ارتكب المجازر ودافعتم عنهم دفاعاً مستميتاً فكيف تواجهون ربكم يا من تدّعون حب آل البيت وحب الدين وحب الحياة الكريمة العادلة؟!
تعالوا نعبد الله الواحد الأحد، ومن يعبد الله يستنكر القتل ويستهجن الظلم، فبدل أن يعبد العباد حافظاً أو بشاراً أو العمائم السود والبيض السياسية عليهم عبادة رب الأرباب، فالولاء الخالص هو لله من دون الناس وبالأخص هؤلاء الذين أساؤوا وارتكبوا المجازر والفظائع ونكلوا بالبشر أو أيدوا تلك الفعال وباركوها على الملأ وفي المحافل الخاصة والعامة. القصد ليس الإنقاص من شأنكم أو شتم قادتكم ولكنهم إن كانوا شركاء في الجريمة فعليكم الأخذ على أيديهم أو خلعهم، وعليكم لزاماً نصرة الحق على الأرض مهما كان ولو بالفكر والتنظير إن كنتم مؤمنين بالله، ولكم الفضل إن فعلتم وأخذتم على أيديهم. فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. قالوا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً. قال: تأخذون على يده. )) فكونوا قوامين بالقسط ولو على عمائم قادتكم أو أنفسكم، كيف تتعاونون مع الظلام الدامس وتساعدون الفجرة القائمين على الإثم والعدوان وقتل الأبرياء من الناس وتهديم البيوت فوق رؤوس أصحابها، أم كيف ترضون برمي البراميل المتفجرة فوق القرى الآمنة وقصف الأطفال والنساء بالقنابل الفراغية والفوسفورية، أم كيف تحادّون الله ورسوله في نصرة الظالم الطاغية، فاعتبروا وانظروا إلى ما ينتظر جميع البشر من حساب وصراط! وأحسبكم واعين وسترجعون. إنكم تعلمون أنهم يفترون علينا وعليكم وعلى البشرية، فما أجرأهم على الكذب والتلفيق والمماطلة والخداع، هؤلاء السفهاء من القادة المستكبرين الحاقدين على الإنسانية، ألا إنهم هم السفهاء وهم يعلمون لأنهم بعد القمع والتنكيل لا طريق لهم إلا طريق جهنم وبئس المصير بإذن الله الواحد القوي المتعال. نشر هذا النظام النجاسة في جميع أنحاء البلد، ونشرها في أرجاء المعمورة، شغل أمرُهُ العالمَ بأسره وكلف الدنيا أموالاً طائلة من النقاشات والبث التلفزيوني والاجتماعات الأممية والإقليمية وغيرها من التكاليف الباهظة الظاهرة والباطنة، وما المهجرين واللاجئين إلا جزء من هذا الأمر، وما الدمار الإنساني والمادي عنكم ببعيد. أيها الشيعة، أيها الأخوة، ألا تعرفون أن الصلاة ممنوعة في الجيش السوري والصيام أيضاً منذ سنين، ومسبة الله ورسوله على كل لسان، وبالأحرى إن لم تسبهم صباح مساء فأنت لا تنتمي إلى المجموعة، والتقارير جاهزة للتحقيق معك وضابط الأمن على أهبة الاستعداد لحبسك يومين أو ثلاثة دون حق فقط لأنك تبدي أنك تعرف نبذة عن الدين أو الأخلاق الفاضلة، هذا على أقل تقدير، فكيف يدّعون أنهم من شيعة آل البيت -رضوان الله عليهم-، إنه افتراء وكذب ودجل وممانعة زائفة ومقاومة خلبية وصمود شائن. نعم الصلاة ممنوعة ومن يصلي ترفع فيه التقارير، اسألوا من خدموا في الجيش السوري وقواته الأمنية، مهانة الله ورسوله على كل لسان من النصيريين ومن جاراهم، وهنا يستوقفني قول زعيم حزب الله اللبناني الإيراني لأنصاره حسب زعم بعضهم أن اذهبوا للقتال إلى جانب النظام السوري الشيعي فيستجيبوا بكل سرور واعتقاد جازم بأنهم يحاربون كفاراً، ولكن تعلمون أن التحالف استراتيجي ومصلحي وليس ديني لأن النظام السوري ليس شيعياً بالملة والاعتقاد.
إنها ليست دولة شيعية بل نظام علماني مدعوم من الطائفة النصيرية بشكل أعمى وهم ليسوا شيعة، فاستفيقوا من سباتكم يا أنصار الحسين -رضي الله عنه وأرضاه-. أنتم تعرفون أن الناس لم تخرج في سورية ضد أي دين أو ملة، ولم تخرج الحناجر هدارة ضد العمائم والسياسات الإيرانية أو حزب الله، وإنما كانوا يريدون كرامة ويهتفون للحرية ولكن مع الأسف بدأت الأطراف الإيرانية ومن كان معها بالتصدي للمتظاهرين وقتل الأبرياء مع قوات النظام من البداية، فصبر الناس عليها ثم ما لبثوا أن ضاقوا ذرعاً بالقتل والتنكيل والقمع وكل السياسات اللئيمة والإجراءات الظالمة من أي جهة كانت، واستحالت بذلك النفوس تحمل ما تحمل وبالأخص بعد الدعم الشعبي الشيعي بشكل عام لنظام الممانعة الخلبية حتى بعد القتل الرهيب والذبح للأطفال وتهديم البلد العزيز، أفلا ترون الحقيقة! ألّهوا بشاراً ومن قبله حافظاً فهل هذا من العقل في شيء، إنها دولة فاسدة ونظام كافر لا دين له ونحن نعرف ذلك ولكن الذين ينتمون لبلدان أخرى إنما هم مغرورون بما يسمعون من قادتهم بما يسممون أفكارهم ويقودونهم إلى هاوية سحيقة في الدنيا قبل الآخرة، أيها الأخوة ألا أخوّة في الدين أو في الإنسانية! ماذا دهاكم لتنقموا كل هذه النقمة وتحملون الحقد ضد الأبرياء من الناس في سورية عندما طالبوا بكرامتهم الإنسانية من بين براثن طاغية متجبر. لماذا خلقتم كومات الحقد ورفعتم رايات العداء لشعب هو منكم ولكم، ألا تعودون؟! أدعوكم إلى التعقل والتوجه إلى ما تعبدون، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، اطلبوا منه الصفح على تأييدكم للكافر الأرعن المستعلي في الأرض دون حق، لا تستمعوا إلى العمائم الرذيلة وليس كل العمائم رذيلة بالطبع وإنما أقصد هؤلاء الذين يتاجرون بدماء الشعوب ويصطنعون المقاومة والصمود وهم يقتلون الناس بظلم أو يؤيدون قتل الناس وقمعهم، الذين يدّعون الممانعة وهم في العمالة غاطسون وفي امتصاص خيرات الشعوب بارعون. قل لي لماذا كل هذا القتل والإجرام؟ لماذا كل هذا التهجير والتشرد؟ عليكم وعلينا التفريق والتمييز ما بين الممانعة والمقاومة المزعومتين وما بين قتل الأبرياء الوادعين، مافائدة أن أقاوم العدو الصهيوني أو أدّعي ذلك وفي الوقت نفسه أقتل ناسي وأهلي وشعبي وأدمر بلدي، أفلا تعقلون! النظام لا يصلح للمصالحة الحقيقية قبل الثورة، وما أحداث حماة وغيرها من العسف والجور والظلم عنا ببعيدة، فما أدراك بعد كل هذا القتل على الملأ دون رحمة، ومن لم يتذكر جيداً فالثلاثون سنة الماضية حاضرة والمجازر والسجون شاهدة على ذلك أبى من أبى واعترف من اعترف، والحقائق واضحة لا لبس فيها ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يعلمون ظاهراً من الأمر بما يسمعون وبما يُعطى لهم ويقدَّم إليهم من وجبات فكرية وإيديولوجية مطبوخة جاهزة. تعرفون أنَّ التحالف الإيراني مع النظام السوري هو تحالف استراتيجي وليس في الحقيقة ديني بحت بما نعرفه عن العقائد وأصولها ونشأتها وتعاليمها، وإلا فأعلمونا أنها تغيّرت ونحن ندرك ذلك، فالنصيرية ليست من الشيعة. أيها الشيعة، مكر بكم بعض أصحاب العمائم، أخذوكم على حين غرة بالعاطفة الدينية القوية وقد استرهبوكم وقالوا إما أنتم وإما الآخرين فلم يتركوا لكم مكاناً للتعايش حتى مع أنفسكم فعاقبتموها وندبتم ندباً شديداً، فلماذا تحملون على الناس وعلى الماضي وعلى كل شيء؟! اتقوا الله وارشدوا وكونوا عباد الله إخواناً مع إخوانكم ومواطنيكم، تعالوا إلى كلمة فيها التعايش والوئام وعبادة الواحد الديان ورفع الظلم عن الإنسان. الثورة السورية ليست ضد الشيعة ولم تفكر يوماً بذلك حتى اصطف الشيعة وراء زعمائهم الماكرين، فلماذا وقف مجمل الشيعة على وجه الأرض ضد الشعب السوري عموماً؟! أرجوكم ألا تتقون؟! ولم تقم المظاهرات ضد إيران أبداً حتى شعر الناس أن إيران تقمعهم مع النظام والحق يقال أن الكره الآن ليس للشعب الإيراني وإنما لتلك الحكومة ومن والاها من العمائم السياسية الإرهابية، ولم تخرج الثورة ضد الشيعة أو العلويين (النصيرية) أو من والاهم وإنما ضد الظلم والفساد والقمع والجور والديكتاتورية الفظة، تلك التي استولت على أرزاق العباد وهجّرت البشر ونهبت الثروات وأنهكت البلاد. لماذا يدعم الشيعة في العالم هذا النظام القاتل؟! ألا تخشون من الصفحة السوداء التي تتشكل (وقد تشكل معظمها) أن تنسفكم وتكون وبالاً عليكم وعلى أولادكم الذين هم أولاد الأمة جميعاً، ولماذا تكرهون هذا الشعب العظيم فجأة؟ هل لأنه أراد التحرر من النظام الفاجر؟ (ولم يكن النظام يوماً شيعياً أو دينياً)
إنما هي ترهات أقنعكم بها السياسيون الذين اتخذوا الدين وسيلة، وقد مكروا بكم ومكروا على أنفسهم وعلى الناس أجمعين في دعم الظلم، ولكن الله خير الماكرين، فأنقذوا أنفسكم، وفي الحقيقة هذا تحذير لكم ليس مني وإنما من الله الحكيم العزيز العليم، إنما الوقائع واضحة فالقتل والتدمير المنهجي من قبل النظام باد للعيان والحق واضح جلي في هذا الأمر فلا تتعاموا عن الحق ولكم في الحياة عبرة كما هي للجميع. أيها الشيعة في العالم: إنه نداء المظلومين ولعلكم تعرفون ما معنى الظلم وخيبة الأمل في المناصرة والمناشدة، لا تقفوا مكتوفي الأيدي، ولذلك أملنا أن تقفوا مع الحق ضد الظلم والطغيان أياً كان مصدره وكيفما كان وجاء، فلا تنتظروا من يقول لكم الحقيقة لأنكم لستم أغبياء على ما أعلم، وتعلمون معنى الثورة على الظلم فلا تبخسوا الشعب السوري حقه السليم في التحرر من الظلم والفساد والمقامع والتنكيل، لا تصطفوا مع صف الظالمين الباغين وإني أحذركم من قارعة الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً يليق بجلاله وقوته وهو العلي العظيم. ألا يكفينا ما نحن فيه من الظلم والمآسي، ألا يكفينا ما حل بنا وبديارنا، وإن كنتم تحلمون بالحكم فإن الحكم لله وحده، ألسنا إخواناً في البقعة الواحدة من البسيطة، وإن بقيتم على دعمكم اللامتناهي لهذه العصابة الآثمة فإنكم قوم تجهلون وستعلمون ما أقول لكم؟
نعم ستعلمون آجلاً أم عاجلاً، فلا الدنيا تنصر الظالم أبداً على ظلمه المستمر ولا استمرار إلا للحق لو كنتم تعلمون، وقتل الناس والظلم الكبير ليس ظهيراً للحق أبداً، وأنتم تعرفون أننا لم نصطف طائفياً في تموز من ألفين وستة وإنما كانت قلوب الناس مع الحق ضد العنجهية الصهيونية الغادرة، ولن نصطف طائفياً على الإطلاق وخصوصاً في حالات الظلم والخداع والعدوان، فلماذا نصّبتم أنفسكم محامين عن هذا النظام الجائر الفاسد وناصبتم العداء لأهل سورية. أيها الأخوة، تعالوا إلى الأوطان، تعالوا إلى إعمار البلاد والعباد، تعالوا إلى الحرية من قبضة الطغاة كيفما كانت أشكالهم بربطة عنق أنيقة أم عمامة ملفوفة مخادعة، فما خاب من حمل لواء العدل، وإن أبيتم فأنتم بدعم الظلم ظالمون، وأنتم بعنادكم هذا ضالون عن الجادة الصحيحة في حركة شعب أراد التنفس من رحم الحرية والرضاعة من كبد الكرامة، فإن اعتذرتم اليوم فلا خلاف، ولا عدوان إلا على الظالمين. الفيتو الروسي والصيني في كفة ودعمكم في الكفة الأخرى أسوأ ويؤلم أكثر بكثير فمصالحهم استراتيجية ومصالحكم طائفية ولكنكم مخدوعون فالنظام ليس من ملتكم ولكننا نحن الشعوب من تريدون صفاً واحداً معكم في طريق الحرية والعدالة في المنطقة للجميع دون مواربة في الحقوق والواجبات ودون تمييز في المواطنة. أراكم تخدمون الصهيونية ودول الاستكبار التي تدّعون عداءها ومحاربتها.
أيعقل أن يفنى الشعب السوري وتزعل إسرائيل؟ ماذا دهاكم؟ عودوا للرشد وكللوا مواقفكم بالرجولة والشرف والعدالة الإنسانية والدينية كما تدّعون وكما ترغبون. لماذا تكرهون الشعب السوري العظيم وهو الذي آوى ونصر وحمل همَّ الأمة جميعاً؟ لا تدعوا الأحقاد تنفذ إلى صدوركم وتستقر في قلوبكم ولا تتركوا الفتن تأكل من أطراف البلاد والعباد وتنخر لبها وجنانها، ألا تتقون؟! هو النظام ومن لف لفّه ومن سار معه، القمع الرهيب ديدن لن يحيدوا عنه، هم يعرفون أنهم يكذبون ويكذبون، يدركون أنهم خائبون ويكذبون، قاتلهم الله إنهم في الحياة كاذبون. إنهم يحادّون الله ورسوله، أيرضى آل البيت رضوان الله عليهم بظلم على العباد مسلمين أو غير ذلك؟ إسألوا أنفسكم من الداخل والخارج، أيرضى آل البيت رضوان الله عليهم ببخس حق العباد؟ ألا تتقون؟؟!!
عبد المنعم زين الدين
أبو عبد الله عثمان
مجاهد مأمون ديرانية
أسامة شحادة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة