علمتنا الأيام أنه من يقترب من ساعة الرحيل عن الدنيا لساعة لقاء الله يكن أكثر شفافية وصدق وتقرب لله عز وجل لأنه يعلم أن أيامه في الدنيا أصبحت معدودة ولابد له من إعداد عدته للقاء ربه بعمل صالح وقلب نظيف فما بالك إن كان هذا الرجل قد لبس عباءة الدين طيلة أيام حياته لكن الله يأبى إلا أن نعرف الحقائق فالأعمال بخواتيمها.

بوطيهم يغضبه حقن لدماء السوريين غضب شديد فأظن أن بوطيهم اعتاد أن يرى الدماء تسيل بغزاره على أراضي المدن السورية من غربها لشرقها فشراهة النظام لاحتساء دم الشرفاء من أبناء الشعب السوري قد انتقلت عدواها لأبواق النظام فأصبحت لا تستكن نفوسهم إلا إذا رأوا القتلى على جنبات الطرقات قد ترامت أطرافها ولا يجرئ احد عن لم شتاتها ودفنها.
في كل جمعة يعتلى بوطيهم المنبر وهو غاضب أشد الغضب ويتكلم بلهجة صاحب القلب المنفطر فقد أحزنه حزناً شديداً .
سبحان الله بأي منظور ينظر هذا البوطي ولأي حكم يستند ألحكم الجاهلية يدعونا بوطيهم أم أراد لنفسه مقام هامان لدى فرعون فسيبني صرحاً لإلهه الأسد فيرى إن كان لله نور أم لا لقد أفاض على الناس بكلمات حق أراد بها باطل.
لله درك ياشام هل ثكلن نسائك من إنجاب العلماء حتى نرى الجهلاء والمرتزقة وأصحاب المصالح الجزئية يعتلون المنابر فينصرون الباطل ليدحضوا به الحق هل فكر هذا البوطي برحيله لله وماذا هو قائل عند الله لكن من تألي على الله وجزم الجنة لعبد وجعل القتلة واللصوص بمرتبة الصحابة ليس ببعيد عنه أن يجزم النار لعباد ما أرادوا إلا أن يقولوا كيف تستعبدوننا ولقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ليس ببعيد عن هؤلاء الشيوخ معذرة أقصد أشباه الشيوخ بان يتفوهوا بمثل تلك العبارات.
يا كبيرهم: هذا الشارع لم يعلن الجهاد فلعل شيخوختك صارت تسمعك كلمات ليست لها من الواقع أصل وهؤلاء الشرفاء الذين رأيتهم وأمثالك أنهم حثالة لم يحملوا السلاح ولم يقتلوا ولم يدمروا إنما خرجوا يطلبون الكرامة والعيش الأبي.
لم نعلن الجهاد إنما أعلنا أن سورية لم تعد حكراً على سارق وأموالنا وأبناءنا وعقولنا ملك لنا وليست ملك لأسيادك وولاة أمرك, سبحان الله كيف لك أن تتلون كما يتلون الثعبان بملمسه الناعم ثم تحاول تفسير الأمور كما تريد (آسف) أقصد كما يفسرونها لك أسيادك القابعين في داخل الأقبية الأمنية يوجهونك كيفما يشاءون.
يا بوطيهم أسألك بالله إن كنت تعرفه أن تخلوا بنفسك في غرفة ظلماء ليوم واحد وتراجع مسيرة حياتك مذ وافت المنية أباك لتعرف أين أنت اليوم عند الله وأخيراً أذكرك بحديث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي لو أنك ناظرت المرأة لرئيت نفسك في هذا الحديث (عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.