أبو أمجد
تصدير المادة
المشاهدات : 6794
شـــــارك المادة
لم يكن من المتوقع ولم يكن أحد يتوقع وخاصة من الشعوب التي تعودت أن ترى الهزائم قبل بدء المعركة، أن يحدث ما حدث بين غزة ودولة الاحتلال الاسرائيلي. لقد فوجئ الجميع كيف رضخت حكومة الاحتلال الصهيوني للشروط التي فرضتها المقاومة الإسلامية حماس. والسؤال المهم هنا!
ألا يستطيع الجيش الحر فرض شروطه على المجرم بشار الأسد، بعد أن وصلت جرائمه إلى مستوى أثار إعجاب حاخامات اليهود في دولة الاحتلال الإسرائيلي ؟ لدرجة أنهم أوصوا نتنياهو بأن يكون مثل بشار في ضرب غزة. إن الدعم المحدود جدا الذي لقيته غزة من بعض حكومات الدول العربية ذات التوجه الإسلامي إضافة إلى تركيا و(إيران). وبالنسبة لي لا أعتبر دعم إيران لغزة دعما حقيقيا، فمن يقتل شعب سوريا بهذه الوحشية لا يمكن أن يدافع عن شعب آخر إلا إن كان له مصلحة ومطامع دنيوية سياسية. أما قضية السلاح الإيراني، فحماس تستفيد أحيانا من سلاح الاحتلال نفسه حيث أن بعض اليهود يبيع السلاح للمقاومة من أجل المال وليس حبا في انتصار المقاومة. كما هو الحال مع إيران فلا أعتقد أن الرافضة يحبون السنة قط فهم يعتبرون السنة أحد أعدائهم. بينما الدعم المحدود الذي لقيه أهل غزة فدافعه رابطة الدين والعقيدة، وبقدر قوة هذه الحكومات كان هذا الدعم وكان هذا النصر، ولنا أن نتخيل كيف لو كانت هذه الحكومات ذات التوجه الإسلامي قوية بما فيه الكفاية، أعتقد بأن النتائج ستكون أكبر من هدنة بين الطرفين وفك للحصار. ألا يستطيع الرئيس مرسي ومن كان معه في غزة بأن يكرروا نفس السيناريو مع دمشق عاصمة الخلافة ومركز الفتوحات الإسلامية. ألا يستطيع قادة تركيا الكرام أحفاد الخلافة العثمانية زيادة الدعم ولو ببضع صواريخ مضادة للطائرات للتخفيف من القصف الوحشي الهائل الذي طال حتى المستشفيات والمخابز . الجميع يلاحظ دعما يصل إلى الثورة في سوريا ولكن ملموسه على الأرض بسيط جدا، ولا يكاد يذكر . ويرجع ذلك إلى الوحشية المتزايدة لدى النظام السوري، التي تجعل المعاناة في أشدها فلا تغني المساعدات ولا المبادرات. ولا المساعدات الانسانية. ولكي يتضح لك أخي القارئ الفارق بين وحشية بشار الأسد ووحشية الاحتلال الصهيوني. كنت جالسا أستمع إلى الأخبار من قناة الجزيرة في التاسعة ليلا من يوم الخميس. وكان مراسل الجزيرة يقرأ تقريره من غزة ويعمل مقابلة مع رب أسرة تهدم منزله تماما بسبب قصف الطائرات الإسرائيلية, وذكر صاحب المنزل الذي تهدم، أن اتصالا ورده من جيش الاحتلال الصهيوني يحذرونه من البقاء في منزله لأنه سيتم قصفه وكان هذا الاتصال قبل دقائق من القصف وكان سببا في نجاته هو وعائلته من موت محقق. لقد دهشت فعلا من مثل هذا التصرف الصادر من جيش الاحتلال بغض النظر عن تفاصيل الموقف... طبعا نحن ننكر القصف والاعتداء أصلا. لكننا إذا صوبنا أنظارنا إلى سوريا لا نجد إلا الموت المحقق وقصف البشر والحجر بدون سابق إنذار. بل ما يجعلك تفقد صوابك وعقلك هو قصف المظاهرات بصورة متعمدة والمستشفيات والمخابز كذلك والتعذيب للأحياء والأموات بدون رادع من دين أو خلق أو إنسانية. خلاصة الكلام: نتمنى من الدول التي شاركت في انتصار غزة. أن تشارك في انتصار سوريا، فما يعانيه الشعب السوري أشد وأنكى مما يعانيه شعب غزة في الوقت الحالي. ويمكن المشاركة في إنقاذهم بنفس الطريقة أو بأي طريقة أخرى، ولا أعتقد أن شعب سوريا سينسى الجميل لهذه الدول. وأن يكون الدعم من الأخوة والأصدقاء أولى من أن يأتي من فرنسا وبريطانيا لأن مشاركة هذه الدول مشاركة طمعا في سوريا وفي ثرواتها وخيراتها وخدمة لإسرائيل وليس حبا فيها. "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
عمر كوش
فيصل القاسم
غازي دحمان
سعد محيو
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة