الجزيرة نت
تصدير المادة
المشاهدات : 2843
شـــــارك المادة
قالت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير حصري لها: "إن دبلوماسياً رفيع المستوى في السفارة السورية بالعاصمة لندن يدير حملة لترهيب الناشطين المعارضين للنظام". وقالت الصحيفة: "إن المسمى الوظيفي للدبلوماسي السوري محمد الساموري هو نائب القنصل، ولكن أفراداً من الجالية السورية بلندن أكدوا لها أن الساموري هو رجل المخابرات في البعثة الدبلوماسية السورية". وكتبت الصحيفة متهكمة: "إن شبكة السلطات الأمنية السورية قد اكتسبت سمعة سيئة في الشهور الماضية، حيث قادت حملة لقمع المحتجين على نظام الرئيس بشار الأسد، أسفرت إلى حد الآن عن مقتل ما يقدر بألف وأربعمائة شخص. إلا أن ما لم يتصوره البريطانيون هو وجود شبكة من جهاز الأمن السوري تعمل في بريطانيا وتتخذ من لندن مقراً لها، ويرأسها السيد الساموري". رئيس قناة بردى المعارضة التي يديرها مالك العبدة المعارض السوري المعروف قال: "إن الساموري اتصل بأحد موظفيه السابقين العام الماضي ووضعه أمام خيارين؛ إما أن يترك العمل في القناة، أو أن يصبح جاسوساً للدولة السورية، وينقل للسلطات معلومات عن القناة ومديرها". وتقول الصحيفة: "إن الموظف شعر بالخوف على حياته وحياة أسرته، فاختار ترك القناة والتحق بالعمل في طاقم السفارة السورية بلندن". وتنقل الصحيفة أيضاً عن شخص وصفته بأنه ناشط سياسي سوري سابق اشترط عدم الكشف عن هويته: أنه ذهب إلى السفارة السورية ليبلغها أنه ترك العمل السياسي ويود العودة إلى الوطن، لكن الساموري قال له: "إن عودته لن تتحقق قبل أن يعمل جاسوساً للسفارة". وقال الناشط السابق: "قال لي إنني ارتكبت خطأ جسيماً بالعمل ضد النظام (السوري)، وإنه الشخص الوحيد القادر على محو ذلك الخطأ من سجلي". وقال الناشط: "إن الساموري عرض عليه أموالاً نقدية لكنه رفض أخذها، إلا أنه وافق على كتابة تقارير عن الناشطين السوريين في لندن، وخرج في مظاهرات ضد النظام السوري ليتعرف على هويات المشاركين فيها". وكانت التايمز قد ذكرت الثلاثاء الماضي أن سوريين شاركوا في مظاهرات ضد النظام في لندن، أفادوا أنهم تعرضوا للتهديد والترهيب عن طريق مكالمات هاتفية وأشخاص زاروهم في منازلهم، هذا بالإضافة إلى تعرض عائلاتهم في سوريا إلى الممارسات نفسها. الصحيفة تقول: "إن المواطنين السوريين أفادوا أن تلك الحملات التي تشن ضدهم ينفذها أعوان الساموري الذين يأتمرون بأمره". وتعتبر العاصمة البريطانية من أكبر مراكز تجمعات المعارضين السوريين الذين ينتمون إلى أحزاب وتيارات سياسية ممنوعة في سوريا، حيث يوجد فيها أعضاء بارزون في حركة الإخوان المسلمين السورية، وأشخاص منشقون عن عائلة الرئيس الأسد نفسه. وتقول الصحيفة: "إن الساموري هو مسلم سني متزوج من سيدة سورية تنتمي إلى الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، وإنه تدرج في المناصب في سلك المخابرات قبل أن يرسل إلى البعثة الدبلوماسية السورية في لندن". وتنقل الصحيفة قول العبدة لمراسلتها لاورا بيتل: إن الساموري شخصية معروفة بين أفراد الجالية السورية بلندن، وهو "شخص يخشى منه؛ لأن بإمكانه أن يرسل تقريراً إلى المخابرات السورية يقول: إنك -أي المراسلة البريطانية- منخرطة في معارضة النظام السوري أو إنك من منتقدي النظام". من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية: "نعلم أن هناك تقارير صحفية تقول: إن موظفي السفارة السورية يرهبون المواطنين السوريين في المملكة المتحدة. أي عمل من هذا القبيل هو عمل خاطئ وغير مقبول". وأضاف: "لقد اتخذنا إجراءات في السابق بحق دبلوماسيين قاموا بنشاطات غير مناسبة وضد مصالح المملكة المتحدة، وسنتخذ مثل تلك الإجراءات مجدداً. إننا نحقق في تلك الادعاءات وتحدثنا إلى الشرطة يوم الأربعاء. ونود أن نستمر في التأكيد على أي شخص يتعرض إلى التهديد بالتوجه إلى الشرطة لعمل اللازم". السفارة السورية من جهتها أنكرت الادعاءات وقالت في بيان لها: "إن السفارة تنفي جملة وتفصيلاً تلك الادعاءات الكاذبة. السفارة كانت تعمل وستستمر في العمل ضمن القوانين والأعراف الدبلوماسية المرعية".
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة