المسلم
تصدير المادة
المشاهدات : 2989
شـــــارك المادة
أكد الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أ.د ناصر بن سليمان العمر أن من الدول العربية من تتآمر على الثورة السورية خوفاً من أن يدركها الربيع العربي, ولكي تجعل من الشعب السوري عبرة لشعوبها قبل أن تطالها رياح التغيير التي طالت الدول الأخرى.
وأبان الدكتور العمر خلال وقفته الأسبوعية في مسجد خالد بن الوليد بالعاصمة الرياض, أن الأمور ومع أنها تسير لصالح الثورة السورية على أرض الواقع, ومع أن النظام أصبح يترنح الآن, إلا أن العالم كله يقف مع هذا النظام بطريقة أو بأخرى, سواء بشكل مباشر كالصين وروسيا وإيران, أو بشكل غير مباشر كغالبية الدول التي لم تلتزم الحياد وذلك بصمتها على ما يجري في سوريا أو التآمر عليها.
وأضاف: " كما أن المؤامرة على سوريا تجري بتواطؤ من دول عربية خوفا من الربيع العربي, فهم يريدون أن يكون الشعب السوري عبرة لبقية الشعوب كي لا يكون مآلها إلى مثل ما يحدث الآن في سوريا, وأضاف " يريدون أن يغلقوا ملف ما يسمى بالربيع العربي من خلال إطالة مدة الصراع وإنهاك الشعب السوري وتدمير ممتلكات ومقومات البلد".
وأشار د. العمر إلى خبر أوردته صحيفة أمريكية أسمت فيه دولاً عربية تنتظر موافقة أمريكا لدعم المعارضة في سوريا بالأسلحة الثقيلة, وتساءل مستنكراً "هل نحن بحاجة إلى موافقة أمريكا حتى ندعم إخواننا في سوريا "؟
مؤكداً أن أمريكا والغرب هم متواطئون ضد سوريا, يريدون تدميرها, وإضعاف المجاهدين وإضعاف الشعب السوري.
وأشاد فضيلته بالموقف البطولي لأبناء الشام و جهادهم وصبرهم على بطش النظام النصيري قرابة العامين وقال " أبشركم بأن ما يجري في الداخل لا علاقه له بكل هذه المساومات, فهم يقاتلون باليسير وبما يغنموه من أعدائهم, ومع كل هذه المؤامرة الكبرى , فالنظام يضعف والمجاهدون يتقدمون".
كما شدد على ضرورة دعم جهادهم بالمال والسلاح والدعاء, فهم في أمس الحاجة إلى هذا الدعم, خاصة في هذه المرحلة, مبينا أن دعمهم بالمال هو الأكثر تأثيراً الآن "فبالمال يشترى السلاح".
وأضاف د. العمر والأعظم من المال هو الدعاء لهم بالنصر والغلبة على أعدائهم فالانتصار له ما بعده من العزة والتمكين والهزيمة لا قدر الله لها ما بعدها, فلو حدث هذا فسوف يقود ذلك إلى استباحة الدولة المجوسية للأمة بأسرها وليس فقط الدول العربية.
ونبه إلى أن على الدول الآن أن تدرك الخطر المحدق بها, وأن تسعى للدفاع عن نفسها قبل دفاعها عن الشام, وأضاف " وكذلك الحال معنا نحن, فإن دعمنا لإخواننا في الشام ليس منة منا وإنما هو دفاع عن أنفسنا".
ودعا إلى القنوت لهم، مستنكراً ما حدث من التوقف عن القنوت بالكلية, وقال "يسألني الناس عن القنوت, فأقول لا مانع أن يقنت الإنسان بين حين وآخر , وخاصة في صلاة الفجر, ولا يلزم في كل وقت كما كان سابقاً, أما قطع القنوت بالكلية ففيه نظر".
ثم تحدث فضيلته عن زيارته التي قام بها مؤخراً إلى مصر مع عدد من العلماء من بينهم الشيخ عبد الرحمن المحمود وغيره ضمن جهود رابطة علماء المسلمين واجتماعهم في الإسكندرية وإلقائهم عددا من خطب الجمعة والدروس والمحاضرات, مشيداً بالتحول العظيم الذي بدا على تلك البلاد بعد الثورة وانتخاب الرئيس الحالي ومن ذلك التحول العودة إلى الله عز وجل.
وقال فضيلته, جئت للإسكندرية قبل 40 عاما وكانت مظاهر الانحلال فيها كبيرة بحكم تاريخ المدينة وقربها من الساحل وتوافد السياح عليها من كل مكان, مؤكداً أنه كان من النادر حينها أن ترى امرأة محجبة أو شابا متديناً, بخلاف ما هو عليه الوضع الآن ولله الحمد.
وأورد مثلاً لهذا التحول المبارك لمصر وأبناءها قائلاً "إخواننا في الدعوة السلفية في الإسكندرية يشرفون على 3000 مسجد وذلك خلافا للمساجد الأخرى, مبيناً أن مثل هذا العدد من المساجد والذي يشرف عليه من نحسبهم على منهج صحيح لهو انتصار عظيم جداً.
وأوضح الشيخ العمر" لقد سقت مدينة الإسكندرية مثالاً وقد تكون المحافظات الأخرى بنفس القدر من التحول لكن بالعموم فإن الأمة فيها خير, وهي مقبلة بإذن الله, والمنهج المنتصر الآن والذي يشق طريقه بعد أن كتب الله له القبول هو مذهب أهل السنة والجماعة".
لكنه حذر من أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية في مصر وتونس وليبا الذين يحيكون المؤامرات في مثل هذه الظروف, مبيناً أنهم حينما خرجت الأمور من أيديهم وسارت خلاف ما يتوقعون, بدأوا يحيكون المؤامرات ويحركون جنودهم وفلولهم من المنافقين والعلمانيين, فيضعون العراقيل أمام أبناء تلك الدول.
وأضاف الشيخ العمر " لا شك أن الأعداء يتحركون ويعملون, ولهم في كل بلد عملاء من أبناء جلدتنا يتكلمون بلغتنا وبألسنتنا يثيرون الفتن والقلاقل ويدعون للاختلاط وللسفور ويزعزعون الأمن, مؤكداً على وجوب التيقظ والتنبه وأن لا يستخدم الشباب من حيث لا يشعرون أدوات لهؤلاء بالحماس والاندفاع والغلو والإفراط أو التفريط , بل لا بد من الاعتدال والصبر والتحمل وحسن الظن.
وكان الأمين العام لرابطة علماء المسلمين قد أكد في كلمة سابقة أن دول العالم المتآمرة على الثورة السورية تسعى لإطالة أمد الحرب لتدمير المقدرات في سوريا حتى لا تؤول هذه المقدرات إلى المسلمين في حال سقوط النظام النصيري.
وكشف فضيلته عن السبب المباشر لهذه النوايا, وهي أن يبقى اليهود في مأمن على أنفسهم بعد انتهاء الحرب, إذ لن تشكل أي جهة تتولى الحكم في سوريا خطراً على اليهود بعد تدمير سوريا ومقوماتها.
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
صالح بكر الطيار
حسين عبد العزيز
أكرم البني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة