بِدَويّ للرصاص الحي ضجت أسماع من في درعا البلد فجر الأربعاء الثالث والعشرين من آذار على إثر أنباء تؤكد اقتحام مقر الاعتصام من قبل الجيش، وسمعت انفجارات في محيط الجامع العمري تكشف عن مذبحة بداخله من قبل الجيش، وأطلقت القوات القنابل المسيلة للدموع لمواجهة استجابة الأهالي لاستغاثة المعتصمين في الجامع العمري في حادثة هي الكاشفة لنوايا النظام الذي لم يرعَ للمسجد ولا للأبرياء إلا ولا ذمة، ومن هذا قطعه للاتصالات ووكالات الأنباء عن التغطية للحدث، وقطع الكهرباء عن درعا بكاملها إنهاكا للمواطنين وإيقافا لأذان المساجد.. ولا تعود الكهرباء إلا لكشف أماكن المعتصمين وملاحقتهم.

فيما أسفرت هذه المجزرة عن العشرات ما بين جرحى وقتلى إثر إطلاق عشوائي للنار من قبل قوات الجيش السوري، والمعتصمون من النساء والأطفال والشيوخ وجميع الأهالي يرددون: طاب الموت ، طاب الموت ، ويهتفون بنداء الله أكبر ، الله أكبر .. لا يملكون سوى أن يرجموا قوات الجيش السوري بالحجارة.
وأكد شهود عيان أن النار لا يستثني جريحاً ولا مسعفاً إذ منعت سيارات الإسعاف التي تسعى لنقل المصابين، والجثامين ملقاة على الشوارع لا يتمكن أحد من الوصول إليهم..
هذا وقد تداعى آلاف الأهالي والأطباء والمسعفون في مدن وقرى حوران للتوجة إلى درعا البلد..
وفيما تراجعت القوات إلى الشوارع المحيطة وردت أنباء بملاحقتهم للأهالي في الشوراع وإطلاق النار عليهم.

وذكرت بعض المصادر: أن أكثر من 5000 عنصر جيش وسرايا دفاع انتشرت بالمدينة وتم إفراغ الجامع العمري وإعلان حظر التجول في درعا البلد عبر مآذن المساجد ومنع تشييع الجنازات ودفن الشهداء حتى إشعار آخر، كما تم منع الدخول والخروج ، وعمليات مداهمة للمنازل و حملة اعتقالات واسعة.
كما تم نشر دبابات وقوات الحرس الجمهوري ووحدات الأمن الرئاسي لمحاصرة مدينة درعا. وتمركز قناصة على سطح بناية البريد وسطح الجامع العمري وفوق بعض المنازل المحيطة.
وذكر شاهد عيان للعربية: ارتفاع عدد القتلى إلى 40 قتيلاً، ووجود عناصر تتكلم الفارسية.

الجانب الرسمي:
من جانبه أكد التلفزيون السوري على أن كل شيء على ما يرام في درعا، وقال المراسل: إنه كان هناك قرب الجامع العمري منذ قليل وكل الأمور تمام التمام.
وادعت السلطات السورية أنهم قتلوا أعضاء من عصابة مسلحة في درعا تخزن أسلحة وذخيرة في الجامع العمري، وعلى هذا القول يبقى السؤال مطروحاً: ما مبرر إقالة محافظ درعا؟ أهذا جزاؤه أم هو محاولات النظام لاحتواء الأزمة؟.
وفي رواية مقابلة لما يجري نقلا عن شهود عيان بدرعا: ضباط الجيش السوري رفضوا إطلاق النار على المواطنين فقامت وحدات خاصة تابعة لماهر أسد وأجهزة أمن بشار المجرم باقتحام المدينة وتدنيس المسجد العمري فقتلت 15 مواطناً وليس 5 كما قيل، واعتقلت العشرات وهم يسبون الله والدين والأمهات والأعراض ويهددون بسحق المدينة كلها.
هذا وقام أهالي درعا بمناشدة جميع علماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي بإدانة هذه الأعمال وإصدار فتوى في حق من يقف وراءها كائنا من يكون من مسؤولين وإعلام..

وعلى الصعيد الدولي :

 قال أردوغان: حذرت في الماضي الأسد من احتمال اندلاع التظاهرات ودعوته إلى استخلاص الدروس مما حصل في المنطقة.

كما صرح الناطق الرسمي باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتور هيثم مناع: سيتم ملاحقة الجناة بالمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ..
وصرح متحدث رسمي من باريس: ندعو دمشق للحد من استخدام القوة.
كما أدان بان كي مون سقوط القتلى في مدينة درعا.
وفي الإمارات تمت الموافقة الأمنية من قبل السلطات على التظاهرة السلمية عند قنصلية السفارة السورية بدبي نحو تغير سلمي وحضاري والدعوة إليها لنصرة المعتصمين في درعا الصمود والتصدي.

وعلى الصعيد الاقتصادي:

كانت هذه الأحداث في درعا وغيره من المدن السورية قد أثرت سلباً على السوق السورية حيث هبطت العملة السورية وتراجعت أسعار الأسهم في بورصة دمشق مما يهدد المستثمرين ويقلق نفوسهم.

وفيما يلي أسماء شهداء درعا لهذا اليوم:
- الشهيد البطل الدكتور علي غصاب المحاميد .
- الشهيد البطل عمر عبد الوالي .
- الشهيد البطل طاهر المسالمة .
- الشهيدة البطلة إبتسام المسالمة .
- الشهيد البطل محمد أبو نبوت .
- الشهيد البطل حميد أبو نبوت .
- الشهيد البطل بلال أبو نبوت .
- الشهيد البطل عزيز أبو نبوت.
- الشهيد البطل رائد أحمد الحمصي.
- الشهيد البطل خالد عبد الله المحاميد.
- الشهيد البطل نايف حسين الأبازيد.
- الشهيد البطل معاذ نايف الأبازيد.
- البطل الشهيد مالك محمود مفضي الكراد.
- الشهيد البطل رائد أكرم.
- الشهيد البطل المدرس الفاضل محمد رشراش الجراد.
كل هؤلاء وآخرون غير مرفقة أسماؤهم انضموا إلى قائمة الشهداء البالغ عددهم في الستة الأيام الماضية: 100 شهيد في درعا، مع تضارب كبير في عدد الشهداء لهذا اليوم.

المصادر:
البي بي سي العربية.
الجزيرة نت.
الفرنسية 24 نت
موقع سيريا نيوز.
شبكة شام.