..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سوريا تنزف.. فأين المشمرون؟

سالم عبد المجيد البيض

١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8268

سوريا تنزف.. فأين المشمرون؟
19.jpeg

شـــــارك المادة

"حِمْص" مدينةٌ من مُدن سوريا، خرجَتْ تُطالب بِحُريَّتها من النِّظام المستبِد، وهو مطلبٌ وحيد لها، النِّظام فَهِم ذلك المطلَب، فوفَّر لهم مطلبَهم بقصفٍ عنيف بالطائرات والرشاشات، والأسلحةِ الثقيلة، هذا في "حمص"، ناهيك عمَّا يحدث في إدلب، وحماة، ودرعا، وريف دمشق.

 


"حمص" - حوالي شهر كاملاً - أشبَعَها قصفًا متواصلاً، فقتل مَن قتل وجرح من جرح، قتلى وجرحى بالمئات والآلاف، والدَّمار واسعُ الانتشار، والإحصائيَّات ما زالت في ازدِيَاد، هذه الأخبار وافَتْنا بها وسائل الإعلام من تلك الدِّيار!
نظَرْنا إلى الوضع السياسيِّ العربي، فوجَدْناه قد هشَّ هشاشة ما بعدها هشاشة، على بصيص أمَلِ استشفائِها؛ فدائمًا ما نرى مؤتمراتٍ وقِمَمًا وندوات، لكن لم نرَ تحرُّكًا سريعًا يحتوي الأزمة، بَيْدَ أن الأزمة قد بلغَتْ مداها، واستفحل أمرها في سوريا الشَّام، فأصبح المُواطِنُ السوريُّ نازحًا عن بلده ومدينته، يترك الأهل والأحباب، ويسكن المخيَّمات؛ خوفًا على نفسه وأطفاله من وحشية النظام المجرم، بيدَ أنَّه قد رأى وحشيَّة هذا النظام بمن كان قبله من تعذيب وقتل وذبحٍ حقيقي لا مجازي.
إخوتي في سوريا الشام، صبرًا؛ فالنَّصر قريب، وبِشاراته قد لاحَتْ في الأفق، لكن؛ {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 141]، وكونوا على ثِقَة أنَّ الله ناصِرُكم، كيف لا وقد قال نبِيُّكم محمَّد - صلى الله عليه وسلم -: ((طوبَى للشَّام))، قيل: "ولم ذاك"؟ قال: ((إنَّ ملائكة الرحمن باسطةٌ أجنِحَتَها عليها))، وقال - صلى الله عليه وسلم - لأحَد الصَّحابة: ((عليك بالشَّام؛ فإنَّها صفوةُ الله من أرضه، يَسوق إليها صفوته مِن خلقِه)).
فأنتم صفوة الله مِن خلقه، فوقَ صفوته من أرضه، فأَبْشِروا بالعزِّ والتَّمكين، والله معكم ولن يَخْذلكم.
ثُم هذه هَمْسة لكم، معشرَ الحُكَّام العرب: تاريخنا حافلٌ بالانتِصارات والإنجازات، التي سطَّرَها أجدادُنا القدماء، وسلَفُنا الخلفاء، فكلمة هي مَن حرَّكت جيش المعتصم، والعزَّة والإسلام هما من حرَّكَت طارق بن زيادٍ لِنَشر الإسلام، فلا يَصْلح لنا أن نَبْكي على الأطلال، ونكتفي بالإشادة بالآباء والأجداد، ونندب حظَّنا، ونضَع كُرةَ عجزنا في مرمى غيرنا، نريد أن نُعيد بناء أنفُسِنا من جديد، ونُسجِّل انتصاراتنا وإنجازاتنا، ونحن نملك المَخْزون الدينِيَّ والتاريخي الناصِع، والَّذي يعيد مجدَنا وعِزَّتنا، كم تحتاج الأمَّة إلى الإصغاء! كم هي بحاجةٍ إلى كل شهم، فأين المشمِّرون؟!

المصدر: موقع الألوكة  

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع