..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

جمعة الغضب.. تربك النظام ولا عجب

حسان الجاجة

٢٩ إبريل ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7027

جمعة الغضب.. تربك النظام ولا عجب
13.jpeg

شـــــارك المادة

إنها جمعة الغضب!! هكذا سماها السوريون! ولا عجب..
• وهل يبقى ذو شرف ونخوة يرى حصار منطقة كاملة برجالها ونسائها وأطفالها وقطع كل مقومات الحياة عنها، وتعتيم كامل على ما يرتكب بحق أهلها من جرائم قتل وسحق وإذلال، ثم لا يغضب؟
• هل يبقى ذو شرف ومروءة يرى ويسمع ما حل من مجازر وحشية مطلع الأسبوع الماضي عمت كثيراً من المحافظات، وأطلق على العزل رصاصات تفجر الرؤوس والأحشاء، ثم لا يغضب؟
• هل يبقى ذو شرف وشهامة يرى تجاوز الإعلام السوري حد الفجور في الكذب، وقتل الجنود والضباط الشرفاء ثم الخروج بجنازاتهم، وقلب الحقائق وتزييفها، وإجبار المعتقلين الأبرياء على الاعتراف على شاشات العار السورية بقصص مفبركة مزورة وسط مسرحيات مهلهلة تمجها النفوس والطباع السليمة، ثم لا يغضب!
لقد آن أوان الغضب الذي يقتلع جذور شجرة النظام الخبيثة في سوريا، ويفضح زيفه وعواره، ويبدد دعاواه ومزاعمه الزائفة على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية.
لقد أعطى السوريون النظام الفاسد واللاشرعي المزيد من الوقت ليثبت حسن النوايا وصدق الدعاوى، لكنه يزداد يوماً بعد يوم في إثبات إجرامه وبطشه ولا أخلاقيته.
لم يعد غريباً علينا ما يرتكبه النظام السوري من جرائم يومية ضد شعبه الأعزل، فمن تجويع النساء والأطفال والشيوخ وقطع الماء والكهرباء عنهم لما يقارب أسبوعاً حتى الآن، تحت القصف المدفعي والقتل العشوائي والاعتقال بالآلاف، إلى إطلاق النار عشوائياً على المتظاهرين السلميين الذين هبوا من قرى حوران لفك الحصار عن أهاليهم في درعا، إلى قتل الأبرياء في مناطق مختلفة من القطر السوري الحبيب.
كل هذه التصرفات الحمقاء تدلنا على مدى ما وصل إليه النظام السوري من إفلاس.
فهو كالحمار المذبوح الذي يخبط بأطرافه ذات عشواء يصارع البقاء؟!
لقد حان حَينكم واستئصال شأفتكم يا مجرمي الشام، ولن تفلتوا من العقوبة والخزي والعار في الدنيا قبل الآخرة على يد الشرفاء، بعون الله - تعالى -.
وإننا وبعد ما شاهدناه في جمعة الغضب من هبة الشعب الأبيّ الوفي في جميع أنحاء سورية الحبيبة وقفة وتضامنا مع أهلنا المحاصرين في درعا، وما رأيناه من تخبط النظام وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في التعامل مع هذا الشعب الكريم، نوجه نداءات صادقة لكل ذي عقل ولب:
ـ إلى كل ضابط وجندي شريف في الجيش والأمن السوري.. لقد آن الأوان أن تنزعوا يد الطاعة من هذا الطاغية، وتنضموا إلى إخوانكم وآبائكم وأبنائكم في مطالبتهم بالحرية، وتحموهم من عصابات المافيا الإجرامية الأسدية والإيرانية وحزب الشيطان.
ـ إلى كل شيخ ومفتٍ وداعية في سوريا لا يزال يطبل لهذا النظام، ويبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، أو لا يزال ساكتاً عن الحق. فما بين شيطان ناطق وشيطان أخرس. لقد آن الأوان لأن تؤدوا أمانة العلم التي حملتموها، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، وسيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فنهاه وأمره فقتله. وشر العلماء من يكون علمهم وبالاً عليهم وحجة عليهم يوم القيامة، شر العلماء من يشرعنون للطاغية طغيانه وللمجرم إجرامه، ولا تأخذهم الحمية والشهامة لنصرة المظلومين من بني جلدتهم وهم يرون ويسمعون ما يحل بهم من حصار وبطش وقتل وتنكيل وتعذيب.
ـ إلى كل بوق وطبل من أبواق النظام، إلى كل منافق يعبد هواه، ويدافع عن النظام الفاجر وهو يعلم في حقيقة نفسه أنه كاذب، يخادعون أنفسهم ويكذبون على العالم كله، ابتغاء رضوان المجرمين. أيبتغون عندهم العزة؛ فإن العزة لله جميعاً. لقد آن الأوان أن ترفعوا عن أنفسكم وصمة العار قبل أن يزاح الستار عن عصبة الأسد المجرمة وتذهبوا معهم إلى مزابل التاريخ.
ـ إلى كل حر شريف في سوريا لم يتحرك بعد، ولم يتمعر وجهه لما يرى من مصاب إخوانه، يؤثر راحة نفسه وسلامتها، ومؤانسة زوجه وملاطفتها، وحساب تجارته وأرباحها، لقد آن الأوان أن تتبرأ من هوى نفسك والشيطان، وتساند إخوانك في الخروج السلمي لنصرة المظلومين، ورفع العار عن هذا البلد المنكوب والشعب المكلوم. آن الأوان لأن تساهم في شرف التغيير وإسقاط النظام الجاثم على قلبك وقلب إخوانك نصف قرن من الزمان. آن الأوان لأن تقف موقف الشرفاء لا موقف المتخاذلين، وما من مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. فاختر أي الفريقين تحب أن تكون.
ـ إلى كل شريف وصاحب رسالة، لم ترهبه آلة الطغيان وجبروتها، وخرج ينادي بالحرية والكرامة، لقد رفعتم رؤوسنا عالياً، وبعثتم العزة والكرامة المودة في نفوسنا، وقد قاربتم على الوصول لذروة النصر والعزة، فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تتراجعوا. فإنكم الآن تصنعون مجدكم وتاريخكم وعزكم، ولم يعد هناك مجال للعودة للوراء، والمسألة أصبحت نكون أو لا نكون، فلا يخذّلكم المتخاذلون، ولا يفتّ من عزيمتكم المتقاعسون، فسيروا على بركة الله وأملوا منه النصر والتمكين، وانظروا إلى المستقبل المشرق أمامكم لتطمسوا به الماضي المظلم وتدعوه خلفكم.
ـ إليكم أيضاً أيها الشرفاء، حافظوا على ما مضيتم عليه من سِلمية في التعبير عن مطالبكم، إياكم أن يستجركم المجرمون إلى صراع مسلح فتفقدوا المزيد من أرواحكم الغالية علينا، ووقوف كثير من الناس معكم وتتضرر قضيتكم العادلة. إياكم ثم إياكم وحمل السلاح، فمطالبكم سلمية وعادلة وستنالون بها عزكم ومجدكم عاجلاً غير آجل -إن شاء الله تعالى -.
ـ إلى كل سوري حر شريف في الخارج، لم يستطع أن ينال شرف المشاركة في التغيير وصناعة المستقبل المشرق لسوريا في الداخل، عليكم حمل كبير، وأمانة عظيمة، في نشر قضيتكم والدفاع عن إخوانكم ونصرتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً، فهم منكوبون في أهليهم وأموالهم وأرزاقهم وإعلام فاجر كاذب يشوه صورتهم ويقلب الحقائق. ولا معين لهم بعد الله إلا أنتم.
ـ إلى كل سوري حر في الداخل والخارج، إلى كل مسلم في أصقاع الأرض، يجب أن يكون يقيننا بالله - تعالى - وثقتنا به وتوكلنا عليه ولجوؤنا إليه، فلا نصر ولا تمكين إلا منه - سبحانه -، والله - عز وجل - يحب الملحّين بالدعاء، المظهرين لفقرهم وفاقتهم وحاجتهم إليه. فالدعاء الدعاء الدعاء، ما استمطرت السماء واستنزل النصر إلا بالدعاء. هو سلاحكم الأمضى من كل سلاح، به ترضون ربكم وترهبون عدوكم.
ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.  

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع