..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الحل العربي وهمٌ وخيالْ

رضا خليل الجروان

١٤ ديسمبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6950

الحل العربي وهمٌ وخيالْ
العربي.jpg

شـــــارك المادة

تبين للجميع أن الشعوب العربية راقية كل الرقي ومحترمة وتحب بعضها بعضاً وأفضل بكثير من هؤلاء الساسة والحكام الذين استلموا زمام العرب وعجزوا عن اتخاذ القرار ولم يكونوا معتصماً أو مرواناً أو على أقل تقدير حجاجاً يستنصرون فينصروا.
تحرك العرب -عفواً ساسة العرب- أخيراً تحت ظل جامعة عربية ظنناها شجاعة ومتوازنة في ظل الربيع العربي، وأصدرت عقوبات سياسية واقتصادية، وفرضت شروط وقرارات أذعنت لها عقول العقلاء لكنها سرعان ما تراخت وأخذت تسابق الأرنب، وهل للسلحفاة الهرمة أن تسبق الأرنب القمعي الدموي السوري إلا في قصص الأطفال.
مهل مهل ووقت غير مستحق يمنح للنظام السوري، فما كان من هذا الأرنب الجبان إلا أن سبقها في الأخذ والرد وتفسير الشروط والمقابلات ويضاعف القتل والقمع ولكن بشرعية جديدة للنظام؛ "إنها سياسة المهل العربية" التي زادت عدد الشهداء إلى خمسة ألاف شهيد، ويا ليتنا بينهم.
الجميع يعرف أن نظام الأسد أفلس سياسياً واقتصادياً، لا بل تعدى ذلك للإفلاس الإنساني والتردي الأخلاقي، وهو الآن في أشد الارتباك أمام المواقف العربية العاجزة والغربية والعالمية ذات المصالح النفعية إلا أنه يسارع في الإبادة الجماعية والعمليات الوحشية لقمع التظاهرات والاضطرابات وإخماد الثورة أسوة بولاية الفقيه الذي قمع الثورة الخضراء في إيران ثم بعد ذلك يبدأ الأسد بمصالحة جيرانه العرب كما يظن.
إن الشعوب العربية وضعوا حكامهم أمام مسؤولية تاريخية في سبيل وقف السياسة التعسفية البشعة والقوة الغاشمة القمعية التي تواجه الشعب الأعزل، إلا أن هؤلاء الحكام رموا هذه المسؤولية على عجوز هرمة اسمها الجامعة العربية، تصدر قراراتها كسلحفاة معمرة لكنها كريمة أشد الكرم في منح النظام الأسدي كرماً مفقوداً من عهد حاتم وسخاء لا نظير له. مهلة تلو مهلة، ومبادرات وبروتوكولات... وغير ذلك من الأسماء التي عجزنا عن ذكرها. إنها السياسة الجديدة لقتل أكبر عدد من الأرواح البريئة؛ أطفال، ورجال، ونساء -أرجل منكم- في أخذ قرارهم بالشهادة والتظاهر من قادة الجامعة العربية المسلحفة.
لماذا أوهمتمونا بالحل العربي منذ البداية؛ أحرصاً على حياة السوريين؟ أم تريدون أن تبقونا في قبضة إبليس الذي يصدر للعالم أبشع الجرائم وصور القتل والقمع ونحن لا ندري؟ لا بل أن سقوط السفاح السوري خيارنا الأفضل كسوريين، وخياركم الأمثل كعرب، والكل يعرف ذلك. فسقوط هذا الدكتاتور هو سقوط للهلال الشيعي وكيانه بين الدول العربية، وهو مطلب كل عربي حر خوافاً على دينه وعروبته، إلا أن هذا الحل والموقف اهتز وتزعزع ليكون خيبة أمل على السوريين في الداخل والخارج.
أيها الشعب السوري:
إنكم تطلبون المدد من الله في مظاهراتكم؛ "يا الله ملنا غيرك يا الله"، فثابروا على ذلك واطلبوا المدد كذلك من الشعوب العربية لا من جامعتها؛ فهي تمثل الأنظمة والحكومات ولا تمثل شعوبها.
لا بل الجامعة العربية أعجز بكثير من الحكومات التي تمثلها، فبعد تسعة أشهر من الثورة انكشف بوضوح تواطؤ وتحالف بعض الأنظمة العربية مع النظام السوري الخائن لشعبه.
أيتها الجامعة العربية الهرمة:

إنني مواطن سوري أحب بلدي، بدأت أرى فيكِ صيغة التأمر والتحالف مع القتلة، تتحركين سعياً للاتفاق مع النظام العميل، وتوجهين له رسائل الولاء والارتياح خوفاً من قوة إسرائيل وإيران، يجب أن ترفعي مطالبنا للاتجاه الرأسي مباشرة، وتدولي القضية أو أن تمارسي دورك في الحياد والمهنية على أقل تقدير.
هنا راجعت نفسي قليلاً فقلت لها: إن الأرانب التي تحيط ببشار الأسد حتماً أذكى من مخططي مبادرات الجامعة العربية؛ وإلا لما استطاعوا كسب شهرين من المهل تعلمنا فيها كل أدوات الاستثناء الفصحى، وأن الجامعة العربية خلقت مع الزواحف لا مع الطيور، وتنظر لقضايانا كأشجار الزينة لا كشموخ النخيل، وإلا كيف تقايض المصالح الإقليمية بالدماء؟ فأنت أيتها الجامعة العربية أعجز من حياكة المؤامرات وصنع القرارات، نطلب منكِ أن ترفعي يدكِ لتبقي الشعب السوري بطلاً صامداً في تظاهراته رافعين شعاره: "مالنا إلا الله".
عذراً منكم بني يعرب.. فنحن أهل الشام عروبتنا في سلم أولوياتنا منذ عهد بني أمية الذين منعوا دخول الأعاجم دمشق خوفاً على العربية، فكيف تطيب لكم أنفسكم وتجعلوا بلادنا مسرح للأعاجم وتحالفاتهم الطائفية الصفوية.
 

المصدر: موقع أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع