..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حوار خاص مع صالح الحموي ( الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية )

المركز الإعلامي السوري

٣ يناير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3951

حوار خاص مع صالح الحموي ( الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية )
العامة للثورة.jpg

شـــــارك المادة

بعد أيام من الاتصالات الصعبة والمتقطعة، والمحادثات الطويلة والانتظار والترقب بسبب الظروف الأمنية الاستثنائية لقادة الثورة السورية، تمكنت العصر، عبر الكاتب والإعلامي د. عوض السليمان، من إجراء هذا الحوار مع الناشط البارز، صالح الحموي، الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، وأرسل لنا الإجابات، بعد عرضها على المجلس الثوري للهيئة للتوافق عليها، فكان لنا معه هذا الحوار:

 

 

العصر: من هو صالح الحموي؟

صالح الحموي: طبعا اسم وهمي، أحد الثائرين في مدينة حماة، كنت شاهدا على مجزرة حماة 2-2-1982م. وشاركت في الثورة السورية الحالية ككل الثائرين، ولا يمكنني إعطاء تفاصيل عني لضرورات أمنية. مساهمتي كانت بالتخطيط الاستراتيجي أكثر من الدخول في التفاصيل الميدانية، بالرغم من مشاركتي فيها مع إخواني.

 

العصر: ما هي أهم وأبرز محطات الثورة السورية؟

صالح الحموي: انتفاضة درعا ثم انتفاضة بانياس، ثم عمت الثورة في المحافظات، فكانت كل محافظة تستلم الراية لفترة: درعا ثم أعادوا احتلالها، وبانياس ثم احتلوها ولا زالت محتلة، ثم حمص ثم احتلوها ثم حماة ثم احتلوها ثم عادت حمص لتستلم الراية، ولا زالت تحمل راية الاستقلال، والكل من ورائها يسعى.

 

العصر: نبدأ من آخر التطورات.. وفد البعثة العربية، كيف ضُلل وماذا يراد منه، وقد يأتي بما لا يشتهيه النظام، ويحقق اختراقا في الجمود العربي بشأن الوضع في سورية، فهل تتوقعون ذلك؟

صالح الحموي: نحن الثوار لا ندخل في التفاصيل. النظام يشن على الشعب حرب استنزاف، لإنهاء الثورة لأنه لا يستطيع أن ينهيها بقوة أكبر. لأجل ذلك كان رهانه على الزمن، وكل مبادرة أو اتفاقية يكسب من ورائها الزمن. من هنا، كسب أكبر وقت ممكن حتى وافق على المراقبين، ثم سيستغل الوقت ريثما تنهي البعثة تقريرها، ثم دراسته ومن ثم تمييع القرار العربي وهكذا.

 

العصر: كيف تقومون الموقف التركي، وهل هناك فعلا دعما تركيا ملموسا لثوار سوريا، وخاصة جنود وضباط الجيش الحر الذين اتخذوا من الحدود التركية ملجأ وقاعدة انطلاق لعملياتهم؟

صالح الحموي: يبدو أن سياسة صفر مشاكل التي يتبعها الأتراك سندفع حسابها نحن، فهي سياسة طويلة الأمد، المستفيد الوحيد منها النظام. والدعم الذي تشكر عليه تركيا، إيواؤها لإخواننا الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق وسماحها بدخول الجيش الحر لأراضيها.

 

العصر: ما حقيقة "الدعم الليبي"، هل هو مجرد جهود وترتيبات فردية ومبادرات شخصية، أم دعم منظم ومنسق؟ وماذا تتوقعون منهم؟

صالح الحموي: أنباء كثيرة ومن الثقات، بأن الليبيين الأحرار يريدون دعم الثورة السورية. وأتصور أن التقصير من قبل السوريين، لأن المحاولات كلها على مستوى فردي، ولم يتم التعامل مع الليبيين –حسب علمي- كتنظيم معتمد من جهة معينة. وأعتقد أن المجلس الوطني تقع على عاتقه مثل هذه المهمة لأنها علاقات دول. وظننا بأحرار ليبيا أن يقدموا لنا كل أنواع الدعم، لأنهم أكثر الشعوب العربية شعوراً بآلامنا لتشابه حالتنا مع حالتهم من حيث شدة القمع والإجرام ومن حيث شدة التوق إلى الحرية والكرامة.

 

العصر: هل الأسد يحكم فعليا الآن أم عشيرته وأخوه ماهر في المقام الأول تقود السفينة المثقوبة؟

صالح الحموي: وما هو إلا من غزية إن غوت غوى. ولم ترشد غزيته قط ليرشد، وليس لديه القدرة على الرشد والسنوات الماضية من حكمه "غير الشرعي" أكبر دليل على ذلك.

وهو وأخوه وعائلته شركاء الإجرام، وبإجرامهم زادوا الثورة اتقادا، لذلك نهايتهم وشيكة وغرقهم محتم بإذن الله.

 

العصر: وما قولكم في "صمود" النظم بعد تسعة أشهر من التظاهرات والاحتجاجات والانشقاقات والتصدعات في كيانه؟

صالح الحموي: هذا النظام مثله كصخرة ملبسة بحديد، تصدعها المظاهرات والانشقاقات والمواقف الدولية، ويبدو للعيان أنه متماسك، لكنه في حقيقة الأمر كيان خرب، فمع كل حدث مما ذكرت تتفتت تلك الصخرة، ولسنا بانتظار سوى ثغرة حقيقية في الحديد المحيط بالصخرة حتى نجد أن ما بداخلها صار رملاً. فالصمود ظاهري، وهم يعلمون ذلك ناظرين إلى تفتتهم، غير أنه أفضل ما يقال عنهم: ونذرهم في طغيانهم يعمهون.

 

العصر: العالم كله متخوف من حرب أهلية تنطلق شرارتها من حمص، كيف تصف الوضع هناك؟

صالح الحموي: من يعرف وعي السنة في سوريا يتعجب من هذا التخوف. فديننا يجعلنا نلتزم بقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى. وكون أعداء الشعب معظمهم من الطائفة العلوية، ليس بسبب مذهبهم، بل لأن النظام يعتمد عليهم في قمع الشعب. وللصدق والشفافية أقول: ربما كانت هناك حالات فردية هنا وهناك، غير أنها لم تشكل ظاهرة تدعو إلى مثل هذا القلق.

 

العصر: البعض يتحدث عن عصابات نهب وسرقة، في المدينة المنكوبة، حمص، وربما في غيرها، وآخرون يتحدثون عن طرف ثالث يفرض حصاره لا هو بالشبيحة ولا بالثوار، فما قصة "الطرف الثالث"، أم هو تمييع للصراع ليس إلا؟

صالح الحموي: يوجد لدينا داخل النظام جنود مجهولون نحترمهم ونجلهم ونعتبرهم من الثوار. هؤلاء سربوا لنا وثائق، مضمونها تشكيل كتائب مسلحة تابعة لقيادات عليا، ولا يعلم تفاصيلها الكثير من قادة الفروع الأمنية، وهي مجموعات مضللة على غرار الكتائب المسلحة التي تشكلت في الثمانينات من القرن الماضي. مهمتها اصطناع هذا النوع من الخلط في الأحداث، وتنفيذ اغتيالات وعمليات للتأليب ضد الثورة، وإقناع القادة الأمنيين وجنود النظام بأن الثوار مجرمون، وتحريضهم ضد الثورة، لأن من هؤلاء القادة من لم يرتكب الجرائم إلى الآن. وهذا الأسلوب ليس بجديد على نظام يجيد خلط الأوراق.

 

العصر: نريد إثباتات لا مجرد صيحات: ما حقيقة دور حزب الله وإيران في إسناد النظام في مواجهة للثورة السلمية، هل هو دعم لوجستي، أم إمداده بالمقاتلين والقناصة، وإلى الآن لم ير العالم ولا صورة واحدة لمندسين إيرانيين أو من حزب الله ألقي عليه القبض من رجال الثورة، ما هي حججكم؟

صالح الحموي: الكل يعلم أن النظام ليس لديه مؤسسة حقيقية، حتى المؤسسة الأمنية –إن صحت التسمية- مبنية على الفساد والرشوة والواسطة، ولهذا فنحن نواجه فوضى أجهزة وتشابك دوائر متنفذة، وفي موضوع التواطؤ، لدينا أدلة ومؤشرات، منها:

- نقل المعتقلون والجنود المنشقون نقلا يرتقي إلى حد التواتر المعنوي أخباراً عن وجود عناصر لا تجيد اللغة العربية في المعتقلات وبعض القطع العسكرية الهامة.

- ما تم تسريبه من الأجهزة الأمنية عن وجودهم، وخاصة عند الحدود العراقية واللبنانية.

- ما وجدناه خلال الثورة من التكتيك المتشابه لإيران في قمع الاحتجاجات ووجود التقنيات العالية لتعقب الناشطين على الانترنت وهواتف المحمول ومن خلال سماع الكثير من المعتقلين.

- تصريحات الإيرانيين وعملائهم بلبنان بأنهم سيقاتلون مع النظام ويدافعون عنه وسيحرقون المنطقة.

 

العصر: هل الثوار مستعدون لتلقي تدريبات ومساعدات عسكرية من بعض دول الناتو ووجود ضباط استخبارات غربية على الحدود مع لبنان وتركيا والأردن، فما حقيقة ما يجري على الحدود؟

صالح الحموي: نحن في الهيئة العامة للثورة وفي بقية الأطر الثورية مستمرون في سلمية ثورتنا مع دعمنا الكامل للجيش الحر، حيث مهمتهم كجيش حماية الوطن والمواطنين، وشأننا التأكيد على عدم تورط المدنيين في الصراع العسكري.

غير أنه ومما يجدر التنبيه إليه، أن عدد الملاحقين من الناشطين يفوق الثلاثين ألفا ولدينا قوائم مسربة بأسمائهم، ومن هؤلاء من يعلم أنه ميت ومطلوب تصفيته، ومنهم من يعلم أنه ربما يموت تحت التعذيب، لذلك لا أستبعد انضمام هؤلاء إلى الجيش الحر. والأمر لا يحتاج إلى تدريبات من الناتو لأن الحرب التي يخوضها الجيش الحر من نوع حرب العصابات البسيطة.

 

العصر: ما موقع العلويين والمسيحيين من الثورة، وهل يمكن توقع حرب طوائف كما حدث في لبنان في سبعينيات القرن الماضي؟

صالح الحموي: العلويون مستغلون من قبل النظام، استخدمهم النظام لأمرين: العاطفية الدينية الطائفية والتخويف من السنة، وأغلب العلويين المستعملين لمثل هذه الأعمال الإجرامية من مناطق يسودها الجهل والتخلف والتعتيم.

وبقطع النظر عن كون هذا مبررا لهم أم لا، ولكني أصف ما حدث ويحدث. نعم انضم للثورة بعض شرفاء العلويين، ولكن للأسف لم يبلغوا الحد الكافي ليبرهنوا كطائفة أن إخلاصهم للوطن أكبر من إخلاصهم للنظام باعتباره ممثل الطائفة. والحقيقة أن بشار الأسد لا يهمه أمر الطائفة، بل مصلحة العائلة الحاكمة وأزلامها.

وأما إخوتنا من المسيحيين، فيشاركوننا في كل نشاطات الثورة بالرغم من أن المخابرات –في حماة مثلا- صارت تداهمهم في بيوتهم وتخيفهم من مستقبلهم مع السنة لو استلموا الحكم. فليس هناك مجال لطرح فكرة الطائفية مع المسيحين لأنهم شركاؤنا في الثورة والوطن.

والحرب الطائفية كما وقعت في لبنان غير ممكنة في سوريا، لأسباب ذكرتها، وأجملها هنا: وعي السنة الديني والفكري، والتوافق بين كل من السنة والمسيحيين في الثورة، إضافة لبعض شرفاء العلويين.

 

العصر: البعض تحدث عن بروز لتوجهات سلفية مع الثوار وحضور ملفت في بعض القرى الثائرة، ومنهم من قاتل في العراق وتسلل إلى بلده بعد تفجر الثورة، فما حقيقة الأمر؟

صالح الحموي: أعتبر نفسي من المطلعين على تفاصيل الثورة في حماة خصوصا وسوريا عموما، بسبب وجودي في الهيئة العامة للثورة، لذا فإني أؤكد أنه لم يتم رصد مثل هذا في الثورة. بل حتى من كان له توجه سلفي قبل الثورة لم يظهر هذا التوجه خلالها. وأما من قاتل في العراق وتسلل، فلم أسمع بذلك.

 

العصر: على ماذا ومن تراهنون لإسقاط النظام؟

صالح الحموي: نعتمد بعد الله عز وجل على سنن الله في أرضه، أو بعبارة أخرى دروس التاريخ: كل الأسباب التي أدت في الماضي لسقوط الطغاة وجدت في سوريا اليوم. الطغيان في البلاد وكثرة الفساد وإرادة الشعب العامة –وأؤكد على كلمة العامة- لإسقاطه وثباتنا كل هذه الفترة الدالة على ما سيكون في الغد من ثبات وانقسامات في الجيش ووجود منشقين سراً ينتظرون الفرصة وتهاوي الاقتصاد والحصار الدولي واستعداد حلفاء النظام لرميه كالخرقة البالية عند أول صفقة تناسبهم ودخول اليأس إلى قلوب الموالين.

نحن لم نعد نقول: النظام سيسقط، بل يسقط الآن، غير أنه لم يصل إلى الأرض بعد، فاشهدوا معنا هذا السقوط.

 

العصر: الجيش السوري الحر والمجلس الوطني السوري، ماذا تمثل لديكم هذه التشكيلات، وهل يمكن الحديث عن ذراع سياسي ممثلا في المجلس وذراع عسكري ممثلا في الجيش الحر لثورة الأحرار في سوريا؟ وماذا لو تضاربت أهدافهم؟

صالح الحموي: هذا دليل آخر على نجاح الثورة، فإن فيها اليوم ثلاثة أذرع: الشعب الثائر والجيش الحر والممثل السياسي. ولو تضاربت الأهداف فالحكم للشعب، لأن المجلس الوطني وكلاء عن الشعب ليعبروا عن إرادته ونعلن من الآن عن رفضنا لحكم العسكر، بل أظن أن الجيش الحر رافض لهذا أيضا.

 

العصر: ماذا تتوقعون لمستقبل الثورة، وهل هناك احتمال إجهاضها وإخمادها، ولو طال بكم الزمن، وصمد نظام الأسد؟

صالح الحموي: نتوقع زمناً طويلاً، وربما لا يكون هناك تدخل دولي، لأنه لا يوجد للدول القوية مصالح تستحق التدخل من وجهة نظرها، إضافة للوضع الاقتصادي السيئ لكثير من هذه الدول مع عدم وجود مطامع اقتصادية حقيقية في سوريا.

وأما إجهاض الثورة وإخمادها، فالموت ولا المذلة ليس شعاراً يتغنى به في المظاهرات، ولا هو مجرد لافتة كتبت، إنها كرامة عشناها حقاً وخالطت لحمنا ودمنا، ونزعها منا بعد تشربنا لها دونه أرواحنا. ولم يدرك النظام بعد أن كثرة الموت تجعله هيناً، وأن الجراح الكبيرة تنسي ألم الجراح الصغرى، وإن يكن للنظام من فائدة فهي تدريبنا على الصمود. عشرة أشهر من الثبات كافية للتأكيد على أن الثورة عصية على الإجهاض ولن تخمد بإذن الله.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع