أحمد منصور
تصدير المادة
المشاهدات : 3277
شـــــارك المادة
قراءتي لما يحدث في العراق تتجاوز حدود الأمور الظاهرية الجارية للأحداث المتمثلة في تضخيم تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية «داعش» وإثبات أنه تمكن من السيطرة على معظم مدن العراق الشمالية وبعض مدن ومناطق سوريا وأنه بصدد إنشاء دولته التي ظهر حسب بعض الخرائط المسربة أنها تمتد من المتوسط إلى حدود الكويت لكني أتجاوز ذلك إلى حقيقة ما يجرى.
فحقيقة ما يجرى في تصوري ليس نجاح داعش في إسقاط كثير من المدن العراقية لاسيما المدن التي بها نفوذ سني واضح ولكن رد الفعل الأميركي المتخاذل تجاه ما يجرى أكد على أن الولايات المتحدة ضالعة فيما يجرى بعدما فشلت في إدارة احتلالها للعراق، فقررت أن تثير فيه الفوضى ولعل خطاب أوباما أكد على ذلك، أما الانهيار الذي وقع في جيش المالكي فسببه الرئيسي أن المالكي اعتمد في بناء الجيش على تركيبة طائفية خاوية من الجنود لا انتماء لهم ولا مبدأ يقاتلون من أجله أو يضحون لتحقيقه فإن هؤلاء سرعان ما اندحروا وفروا وسقطوا أمام الانتفاضة العارمة التي عمت عموم مناطق السنة في العراق التي انتهزت فرصة وجود تنظيم داعش وانتفضت ضد استبداد المالكي ونظامه. وقد أدى هذا المشهد الفوضوي إلى أن يصادف، هوى في نفوس الذين يرتبون لتقسيم العراق منذ عقود لتكون هذه الفرصة السانحة للقيام بعملية تطهير عرقي وطائفي لمناطق العراق بحيث يتم تهجير مئات الآلاف من الأسر من المناطق التي يعيشون فيها إلى مناطق أخرى مما يساعد في عملية تقسيم العراق التي ربما حان أوانها، حتى تتحول المناطق المختلطة من الشيعة والسنة التي كان يصعب تنظيفها عرقيا من قبل إلى مناطق طائفية عرقية بشكل طبيعي وكأن تنظيم داعش هو المسؤول عنها، ولعلنا لاحظنا عملية النزوح الهائلة التي
تجرى في المناطق التي جرى فيها القتال واعتقد أنه من الصعب بل ريما يكون من المستحيل على أهالي السنة الذي نزحوا من مناطقهم أن يعودوا لها مرة أخرى.
الأمر الآخر الذي يجرى على قدم وساق هي حالة الفزع المصطنعة من قبل الولايات المتحدة التي صنعت هذه الكارثة في العراق، وقيام الإعلام الأميركي مع المسؤولين الأميركيين بتضخيم تنظيم داعش وقدراته ومخاطره، وهذا أسلوب تقوم به الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وهي صناعة عدو وتضخيمه ومن ثم تبرير قيامها بتحطيمه بعد ذلك أو شن حرب عليه أو فتح المجال للحرس الثوري الإيراني كما حدث الآن من الدخول للعراق والسكوت على هذا لتبقي حربا مفتوحة ومدمرة مما يساعد الولايات المتحدة على تحقيق مخططاتها في المنطقة بتقسيم وتمزيق وتدمير كل الدول المحيطة باسرائيل، سوريا والعراق والأردن ومصر، لأن أمن إسرائيل هو أحد مرتكزات السياسة الأميركية في المنطقة، أما المرتكز الثاني فهو النفط ولأن الأهمية الاستراتيجية للنفط أخذت تقل بالنسبة للولايات المتحدة بسبب تنامي قدراتها في إنتاج النفط والغاز فإن تأمين إسرائيل يجب أن يجرى عبر تفتيت وتمزيق دول الجوار وإنهاء وجود
جيوشها وهذا ما يجرى في العراق وسوريا ولبنان ومصر وغيرها، ولعل ما يؤكد كلامي هو أن اسرائيل ليس لها أي وجود في الصراع الحالي في كل تلك الدول كله صراع داخلي يمزقها ويفتتها ويشغلها عن عدوها الحقيقي وعن قضيتها التي عاشت الأجيال من أجلها طوال العقود الماضية وهي قضية فلسطين.
الوطن
هدى الحسيني
زياد الشامي
إبراهيم العلبي
راميا محجازي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة