أحمد موفق زيدان
تصدير المادة
المشاهدات : 3115
شـــــارك المادة
نستغرب ربط أمن وحماية مسيحيي الشرق بشكل عام، ومسيحيي سورية بشكل خاص بالأنظمة، فهل كان المسيحيون قبل هذه الأنظمة عُرضة للخطر والظلم فجاءت هذه الأنظمة وخلصتهم من اضطهاد الشعوب، الكل يعلم التناغم والانسجام المسيحي - الإسلامي على مدى التاريخ العربي، وهذا الانسجام والتعاون في بناء الأوطان لم يمنع شخصية مرموقة مثل: فارس الخوري من تولي رئاسة البرلمان السوري، بل حين زار شيخ السلفية الدمشقية محمد بهجت البيطار ناسياً وضع الطربوش على رأسه، وما إن دلف بيت الشيخ البيطار حتى تفطن للأمر فما كان من الشيخ إلا أن خلع عمامته واضعاً إياها على رأس الخوري ليقول له: "إن هذه العمامة تليق بهذا الرأس..". النظام السوري كان عادلاً في توزيع ظلمه على الأطياف السورية جميعها، فنال المسيحيون ما نالهم؛ ظلماً، وسجناً، وتشريداً، واضطهاداً، ولكنه لا يزال يقدم نفسه على أنه حامي حمى الأقليات، ومنها: المسيحية، والكل يعرف أن هذا النظام عائلي بامتياز، وبالتالي فالإخوة المسيحيون لن يقبلوا بالارتهان والارتباط بهذا النظام، فهو المضر ليس لهم فقط وإنما بسورية ومستقبلها، فالشعب السوري بكافة أطيافه هو الضامن للأقليات وليس الأنظمة، فالأخيرة راحلة اليوم أو غدا أو بعد غد، ولا تبقى إلا الشعوب، ولا يبقى إلا المواقف الوطنية المشهود لها، وهي الحصن الحصين لكل فئة أو شريحة حاضراً ومستقبلاً. حين سقط النظام المصري تكشفت أن فزاعة الطائفية التي كان يروج لها النظام كانت مبرر بقائه، ليتبين ذلك بتورط الداخلية المصرية في زمن مبارك بتفجير الكنيسة، ولا ندري ماذا ستكشف عنه الأيام المقبلة في حال رحيل النظام السوري، ودوره في ذرّ رأس الفتنة الطائفية والنفخ فيها، وهو لا يزال يطرح السهام الموجودة في جعبته، وهي بالمناسبة نفس الأسهم التي طرحها من قبله كل الأنظمة الساقطة في تونس ومصر والآن في ليبيا واليمن، فبالأمس كان محرك المظاهرات شاب مصري عميل وجاسوس، ليتبين لاحقاً كعادة النظام السوري الإفراج عنه دون ضجيج، ودفعاً للحرج في أن يُسأل عن سبب الإفراج عنه إن كان جاسوساً فلماذا الإفراج عنه وعدم محاكمته؟ ثم طرح النظام قضية الفلسطينيين والجزائريين ودورهم في تأجيج المظاهرات، ثم العصابات المسلحة ليتبين أنه في الجمعة الماضية حين كف النظام شبيحته وعصاباته المجرمة لم يسقط قتلى وجرحى؟؟! اليوم يخرج علينا النظام بمقولة السلفية ومجموعات سلفية تطلق النار وهي المسؤولة عما حصل في حمص، وبالتأكيد يروج لذلك وزير خارجية النظام السوري الذي غدا وزير داخلية بنسخة أخرى، ولا ندري ماذا تبقى للنظام من سهام جديدة في ظل افتراءاته على الانتفاضة السلمية التي يسعى بكل أظافره وأسنانه إلى الترويج على أنها مسلحة ليفتك بها كما فتك من قبل بحماة، ولكن إصرار الشعب السوري على التغيير السلمي الهادئ سيكون أكبر صمام أمان لمستقبل سورية، ومستقبل المسيحيين وكل الأقليات التي هي جزء لا يتجزأ من هذه الثورة السلمية الكبرى في سورية الاستقلال الثاني.
سهيل كيوان
برهان غليون
جهاد صقر
أحمد أبازيد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة