..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

ناجٍ من مجزرة القبير بريف حماة يروي تفاصيلها

عبد الرزاق الصبيح

٨ مارس ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8394

شـــــارك المادة

عادت إلى الواجهة مجزرة قرية القبير في ريف حماة والتي ارتكبتها قوات النظام وميليشياته قبل حوالي أربعة أعوام، في (6 حزيران/يونيو) من عام 2012، ولكن برواية مغايرة للحقيقة، تتهم فيها روسيا جبهة النصرة بارتكاب المجزرة، والتي راح ضحيتها 48 مدنياً جلّهم نساء وأطفال.

قبل أيام، زار وفد روسي مع عدد من عناصر قوات النظام وميليشياته قرية القبير في ريف حماة الجمعة (4 آذار/مارس) لتقديم المساعدات لأهلها، وعرضت قناة روسيا اليوم تسجيلاً مصوراً من داخل القرية لضباط روس برفقة قوات النظام وميليشياته، وقالوا إنهم عقدوا مصالحة مع أهالي القرية، وفي مقابلة للقناة مع ضبّاط من قوات النظام قالوا إن من ارتكب مجزرة القبير هي جبهة النّصرة.

ويذكر بأنّ جبهة النّصرة وتنظيم “داعش”، لم يكن لهم أي تواجد حينها، وكانت الثورة لم تأخذ الشكل المسلّح بشكل كبير ذلك الوقت، ولكن كان هناك بعض الشبّان السّوريين الذين خرجوا في المظاهرات في مناطق بعيدة عن تلك المنطقة، وكان السّلاح الأقوى في تلك الفترة، هو بندقية الصّيد.

“عطيّة اليتيم” أحد الناجين من هذه المجزرة، روى تفاصيل المجزرة كاملة لـ “كلنا شركاء”، حيث قال “كنت أعمل في قرية معرزاف القريبة من قرية القبير عندما اقتحمت قوات النظام وميليشياته القرية في الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وبعد اتصال مع أحد أقاربي أخبرني بأن قوات النظام وميليشياته قد اقتحمت القرية، وأن كل الطرق المؤدية إلى القرية مقطوعة، ولا يمكنني العودة إليها”.

وأضاف: بقيت قوات النظام وميليشياته في القرية حتى الساعة الثامنة مساءً، وبعد خروجها من القرية عدت إليها، وفور دخولي كان الهدوء مرعباً، تقدّمت قليلاً فوجدت عدداً من الجثث على الطريق، وعليها آثار طلق ناري، وقسم منها تم ذبحه بالسكاكين، توجّهت فوراً إلى منزلي، وما إن اقتربت من مدخل البيت، حتى وجدت زوجتي ملقاة على الدرج، والدماء تغطي جسدها، تقدّمت أكثر فوجدت أبي وأمي بجانب بعضهم البعض، دون حراك، والدماء غطّت أرض الغرفة التي كانوا فيها.

“بحثت عن أولادي فلم أجدهم، ذهبت إلى بيت أخي فوجدت زوجة أخي جثّة هامدة ملقاة على الطريق الواصل إلى بيتنا مع ولديها، تقدمت قليلاً وإذا بنسوة تتهامس، وتقول، لقد أخذوا ولديك مع أولاد أخيك، إلى مدينة محردة”، بحسب اليتيم.

في اليوم التالي ذهب بعض المسنّين، إلى حواجز النظام في مدينة محردة من أجل الاستفسار عن المدنيين الذين تم اقتيادهم إلى المدينة قبل يوم، وإذا بهم يعودوا بجثثهم هامدة، لقد فقدت كلّ عائلتي، أبي وأمي وأولادي وزوجتي بالإضافة إلى أخي وأربعة من أولاده.

تزوج عطية من جديد، وأنجب من زوجته الجديدة ولداً، وهو يعيش حالياً في بيت مهترئ في مناطق النزوح، ولكن عائلته لا تغيب عن باله لحظة.

وكانت قوات النظام وميليشياته اقتحمت قرية القبير من ثلاثة محاور، من حاجز معرزاف ومن معسكر دير محردة ومن مطار حماة العسكري برفقة المخابرات الجوية السورية، وطوّقت القرية بالدبابات والعربات المصفّحة، بالإضافة إلى مساندة من ميليشيات من قرى موالية للنظام مثل قرية التويم وتل سكين والساروت وأصيلة.

وبلغ عدد الضحايا الذين قتلتهم قوات النظام وميليشياته في القرية، التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة، 48 مدنياً أغلبهم أطفال ونساء، في أكبر مجزرة ترتكبها قوات النظام في تلك الفترة.

واعتقلت قوات النظام وميليشياته عدداً من أبناء القرية، وحتى اللّحظة لايزال مصيرهم مجهولاً، ولا يعلم أقاربهم إن كانوا أحياء أم أموات.

وكانت تهدف قوات النظام وميليشياته من هذه المجزرة تهجير أهلها، وذلك لمجاورتها لعدد من القرى الموالية، وبالفعل نجحت بذلك، ففي اليوم التالي للمجزرة نزح جميع أهل القرية.

 

 

كلنا شركاء

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع