حذيفة عبد الله عزام
تصدير المادة
المشاهدات : 14649
شـــــارك المادة
"استئصال عدد من الفصائل وأهمها الفوج 46"
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
كعادة القوم في حرف الكلام وتسويق مضمون الشهادة على أنه تلميع لفصيل أو لشخص بعينه ليُشغلو الناس عن محتوى الشهادة في بيان أن ما يجري ليس سلوكا خاطئا أو تصرفات فردية وإنما منهج (إدارة التوحش) قصد الوصول إلى إمارة المتغلب بالقوة.
وهنا أقول: هَبو أن كل شهاداتي ﻻ أساس لها من الصحة وأنها كلها من اﻹفتراء والتقول عليكم، أين وكيف تبخر أربعة عشر فصيلا من الساحة؟!
وهل يعقل أن النصرة كانت على حق في قتالها لجميع تلك الفصائل؟! أم هو تكرار لسيناريو العراق بحذافيره؟!
ألم تخطئ النصرة مرة واحدة في كل تلك اﻹقتتاﻻت؟! إﻻ إذا كانت اﻷرض قد انشقت وابتلعت تلك الفصائل؟! وصدقوني من سكت باﻷمس تكلم اليوم ومن سكت اليوم سيتكلم غدا فهذه ليست أولى جرائمكم ولن تكون اﻷخيرة ﻷنها (منهج) ومن ناصركم باﻷمس تخلى عنكم اليوم ومن يناصركم اليوم سيتخلى عنكم غدا ففتشوا عن الخطأ وأصلحوه خير لكم من المكابرة واﻹصرار.
بعد أن طويت صفحة جبهة حق وألوية اﻷنصار كانت هناك فصائل تنتظر ذات المصير وبذات التهمة (مؤازرة جمال معروف) وهي خط النار وأبو العلمين وصقور الغاب واللواء السابع وهذه كلها فصائل صغيرة وعتادها ﻻ تتلمظ له الشفاه باستثناء جبهة حق التي أعطت سلاحها ﻷحرار الشام فحرمت النصرة هبرة كبيرة كانت عيون جبهة النصرة وحلفائها من الجند على حركة حزم (حلب). فبعد أن حصلت من حركة حزم في ريف إدلب على عتاد يكفي لتجهيز جيش كانت عيونهم ترنو إلى اغتنام ما تبقى من عتاد الحركة في اﻷتارب في الفوج (46) تحديداً، وكان كل من في الساحة من قادة وفصائل يعلمون ذلك ويئس الجميع من إمكانية وضع حد لغلاة النصرة ونفض الجميع يده من المحاكم الشرعية والوساطات وأقسمتُ يومها أمام الكثير من القادة أنني لن أتدخل في أي صراع تكون النصرة طرفا فيه وكذا كان حال الجميع وحزمت أمتعتي وتركت إدلب وتوجهت إلى حلب وصرت أسمع كما يسمع كل من في الساحة أن غلاة النصرة التهموا الفصيل.
وللتذكير مرة أخرى بأسماء الفصائل التي اندرست على يد غلاة النصرة وصوﻻ إلى هذه المرحلة:
ولم يتدخل اﻷحرار إﻻ في مشكلة اللواء السابع وحاولوا جاهدين ودخلوا طرفا ضامنا وحاولوا جاهدين إيقاف هذا التغول دون جدوى، وسُجن قائد اللواء السابع وبعض العناصر بعد تعهدات ومواثيق قدمتها جبهة النصرة للأحرار بعدم المساس بهم وانطوت الصفحة وكان الكل يعلم أن الجائزة الكبرى هي حركة حزم حلب والفوج 46. وأخذت جبهة النصرة تتحين الفرص وحتى يحين ذلك الموعد فإن أي هدف صغير يأتي في الطريق يُلتهم في غضون ساعات ويُطوى ملفه كما حصل مع كتيبة خالد بن الوليد وكتائب ثوار حمص في الساحل.
بعد القضاء على اﻷلوية والكتائب التي آزرت جمال معروف ولِد تشكيل جديد هو (الجبهة الشامية) وكانت ثلة من الطيبين آكدة من الخطر الذي يتهدد حركة حزم في حلب والتي كان من المقرر تحييدها (حلب) بعد أحداث جبل الزاوية وخان السبل لحساسية الوضع فيها، وكنت واحدا من تلك المجموعة فقد وثق بنا اﻹخوة في الجبهة الشامية وجعلونا من مستشاري الجبهة وأوكلوا إلينا مهمة ضم حركة حزم للجبهة، فقد واجهوا مشكلة في ضم الحركة.
وبالفعل توجهتُ إلى مقر قيادة الحركة في الفوج وبدأت محاولة تذويب عقبات انضمام حركة حزم إلى الجبهة الشامية، ورتبت بين قيادة الجبهة الشامية واﻷخ حمزة الشمالي في مقر جيش المجاهدين وطال اللقاء واستمر بضع ساعات وكانت جلسة مكاشفة ومصارحة وانفض المجلس على أن يرد حمزة الشمالي الخبر بعد مشاورات، وزرت حمزة الشمالي مراراً بعدها في الفوج ثم رتبت موعدا آخر للقاء بينه وبين قيادة الجبهة وعقد اللقاء وكانت قناعة حمزة الشمالي أن الجبهة الشامية عاجزة عن حماية حركة حزم من جبهة النصرة وكان جواب الشيخ أبي جمعة أن الجبهة قادرة على حمايتها شريطة أﻻ تحرج حزم الجبهة الشامية مع جبهة النصرة وأن ترفع أية تظلمات لقيادة الجبهة الشامية لتتولى هي حلها مع جبهة النصرة.
اقتنع الأخ حمزة الشمالي بعد ذلك وأعلنت حزم انضمامها للجبهة الشامية، ولكن الملفات العالقة بين حزم وجبهة النصرة منذ أحداث خان السبل كانت كبيرة وثقيلة وتحتاج إلى جهد مضن ووقت طويل لحلها، واحتقان عناصر حزم بسبب أحداث خان السبل وذهاب عناصرهم الـ330 وسلاحهم وذخائرهم بالكامل وأسر قائدهم الخولي ومجموعة من عناصرهم داخل سجون النصرة.
لم يكن من السهل على حركة حزم أن تتريث -وأراها مخطئة في ذلك- وتصبر ريثما تتولى الشامية حل تلك الملفات العالقة الشائكة وكانت الشامية نفسها تعاني من تصدعات وخلافات داخلية، فمشكلة حزم ليست الوحيدة لديها لتكرّس كل وقتها وجهدها لها وكانت جبهة النصرة مستمرة في استفزازتها لحزم عبر جهازها اﻷمني وجند اﻷقصى وكانت حزم شبه يائسة من تخليص قائدها المعتقل لدى النصرة بعد أن طالت مدة اعتقاله، وهنا بدأت اﻷفعال واﻷفعال المضادة بين جبهة النصرة يساندها الجند وحركة حزم المحسوبة على الجبهة الشامية.
وهنا أود التأكيد أن جبهة النصرة دأبت دوماً على أن تبدأ الرواية من النقطة التي تثبت أحقيتها وتتحدث عن ردود اﻷفعال وتصمت عن اﻷفعال فقد أقامت الدنيا ولم تقعدها على إثر اعتقال جبهة النصرة للأخ الفاضل أبي أنس الجزراوي، وملأت الدنيا وشغلت الناس إثر جريمة مقتل الشيخ المجاهد الشهيد -بإذن الله- أبي عيسى الطبقة، والذي أدنته وشجبته بأقسى العبارات في حينه دون مجاملة، لكن جبهة النصرة لم تحدثكم بما سبق هذه الجريمة من جرائم قام بها جهازها اﻷمني والجند ضد حزم.
وهذه نماذج من استهدافات أمنيي جبهة النصرة لحركة حزم قبل استئصال الحركة في أحداث الفوج 46:
لن يحدثك أحد عن هذه الجرائم فشباب حركة حزم ﻻ يرتدون أفغانيات سوداء وﻻ يرفعون رايات سوداء وﻻ ينتمون إلى حماة المنهج فلا بواكي لهم وﻻ مراثي. جاءت جريمة مقتل الشيخ أبي عيسى الطبقة -رحمه الله- وكانت النصرة ترتقب ردة فعل مناسبة من حزم لتنقض عليها وجاءتها على طبق من ذهب ووقعت الجبهة الشامية في حرج كبير فأصدرت بيانها بفصل حركة حزم وانقض النمر اﻷسود على الفوج وقتل خيرة شباب الحركة وانطوى ملف حزم كسابقاتها دون ردة فعل من أحد وغنم أسود النصرة والجند من الفوج 46 ما غنموا وعادوا إلى عرينهم ينتظرون اﻷوامر من غلاتهم للإنقضاض على فريسة جديدة في الساحة. أتوقف هنا اليوم على أن أعاود استكمال شهادتي غدا إن شاء الله إن كتب الله لي عمرا وسيكون حديثي عبارة عن أحداث متفرقة جرت. يتبع...
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة