مرصد الثورة
المشاهدات : 2882

شـــــارك المادة
ماذا يفيد القولُ عن سوريه * * * وعجيبةَ الدُّنيا غدت سوريهْ
دعني بربك لا أطيق تحدثاً * * * عما يعاني النّاسُ في سوريهْ
لكنما هي زفرة القلب الذي * * * سكنَتْه وارتاحت به سوريهْ
ما كان من قطرات قلبي ذرّةٌ * * * إلا وفي تكوينها سوريهْ
وأحس كلَّ دمٍ يُراق به دمي * * * يجري وتُفدى بالدما سوريهْ
عم البلاء بها وعزّ نصيرُها * * * والكل يزعم لو فدى سوريهْ
أحلام كل الحاقدين تحققت * * * لمّا تهدم ما بَنَتْ سوريهْ
القصفُ والتدمير يفني إرثَها * * * والظلم يفني الأهل في سوريهْ
الحاقدون بكل أسلحة الرّدى * * * قد جُمعوا ليدمروا سوريهْ
والأقربون، وكل من لم يهتدوا * * * قد أيَّدوا حرباً على سوريهْ
والعالم الغربيُّ طمأن عُربنا * * * لا تأبهوا إن دُمِّرت سوريهْ
لا لن يضير عروشكم تدميرُها * * * ولسوف ترجف إن نجت سوريهْ
فالدِّين فيها مُنذرٌ لعروشكم * * * ولقد وعاه الناس في سوريهْ
وطغاة كل الكون ممن سُلِّطوا * * * يخشون نورَ الحق من سوريهْ
فتجمع الإلحادُ يحشد جُندَه * * * لم يحتشد إلا على سوريهْ
فنظامنا في الحكم سوف تزيله * * * جندٌ نمتهم بالتقى سوريهْ
ونرى عدالة ربهم تودي بنا * * * فلنحذر الإيمان من سوريهْ
فلكم عملنا جاهدين ولم ندع * * * سبباً لنزع الدين من سوريهْ
من كل صِقع قد تداعى من طَغوا * * * لإبادة الإسلام في سوريهْ
من ألف عامٍ يحشدون قواهمو * * * ويخططون لغزوهم سوريهْ
والكفر والايمان ما اجتمعا معاً * * * والمؤمنون مُقامهم سوريهْ
والمدَّعون تديُّناً هم جندها * * * ووسيلة التضليل في سوريهْ
أفتَوا بما شئنا فنالوا عطفَنا * * * وغدوا لنا السفراء في سوريهْ
فهم الذين رضوا بفرقة دينهم * * * ليعم ألفُ تمذهُبٍ سوريهْ
هذا الذي قد كان في سوريه * * * وبكل أرضٍ ماثلت سوريهْ
حتى غدا التوحيد شِركاً ظاهراً * * * فتسلَّط الكفارُ في سوريهْ
بِدعٌ وأذنابٌ لك مضلِّلٍ * * * فالظلم مثلُ العدل في سوريهْ
والمسلمون كما أراد عدوُّهم * * * في ألف نومٍ عن أسى سوريهْ
خجلاً تراهم يشجبون مصيرَها * * * ولكم أضرَّ الشَّجبُ في سوريهْ!
وأنا وربِّ العرش أحمل همَّها * * * ومُنايَ أن تحيا الهدى سوريهْ
فبها أعزَّ الله دهراً أمتي * * * والمرتجى لصلاحها سوريهْ
فالنصر وعدُ الله وهو مقدَّرٌ * * * مهما تمادى الظلم في سوريهْ
أَوَما تراه بمقلتيَّ بهاؤه * * * مهما يُظّنُّ نأيتُ عن سوريهْ
فمُنى فؤادي أن تزول طغاتُها * * * وتعيش عزةَ دينها سوريهْ
لأرى لواء الظافرين يُظلها * * * والخزيُ راح بمن غزا سوريهْ
وأرى بها التكبير يهدر فيضهُ * * * من كل قلبٍ حبُّه سوريهْ
وصدى الأذان يجوب في أرجائها * * * والنور يشرق من رُبى سوريهْ
والمسجد الأمويُّ يُنسي غربتي * * * وبه الأُباة محرّرو سوريهْ
والساجدون الحامدون بدمعهم * * * أمست تضم حشودَهم سوريهْ
فأخر ألثم تربةً مجبولةً * * * بدماء من قد حرّروا سوريهْ
فأقول والدنيا تصيخُ لقولتي * * * يا من جهلتم هذه سوريهْ
قد كان حلماً أن أرى سوريه * * * والآن حرًّا عُدتُ يا سوريهْ
فهنا الحياة نعيمُها وبها غداً * * * أغفو قريراً في ثرى سوريهْ
رابطة أدباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
أضف تعليقًا