مصطفى الزايد
تصدير المادة
المشاهدات : 2772
شـــــارك المادة
بين الحوادث قد ضاعت أمانينا كالشّام ما بين نيسانٍ وتشرينا
طوبى لمن مات قبل البعث ما شهدت عيناه باطلَه يغشى روابينا
ولا تسمّع في التصحيح ما رقصت عليه من دجَلٍ شُــذّاذ وادينا
ولا تطأطأ منه الرأسُ منخذلاً يوم اغتيالِ حماةٍ في تغاضينا
وسجنُ تدمرَ زنزاناتُه ادَّهَنت لونَ الكرامةِ نزفاً من مآقينا
مثل العبيد لدى الخنزير ورّثنا بين الخنوصِ وأقرادٍ تسامينا
وطائراتُ يهودٍ لم تدع شرفاً للجيشِ تَقصفُ في أمنٍ وتردينا
وجلجلَ الوعدُ باستنكارِ فِعلتهِم وعفّن الردُّ خمراً في خوابينا
نُسقاهُ صرفاً خطاباتٍ تدارُ على قبرِ الحياء بذكرى قتل أهلينا
وساحرُ الشام بالمزمار مجتذبٌ رقطاءَ في «قمْ قمٍ» خطّت مآسينا
باتت تسيل بأرض الشام ناهشةً أحرارَنا كي تحامي عن أفاعينا
والعُرْبُ تعزف ألحاناً على وترٍ نغماتُه لم تزد إلا مخازينا
إرهابُ إرهابُ لم تطربْ له أذنٌ وإن تراقص خِصيانٌ وخاصينا
بين التغافلِ والإغضاءِ عن كَلِبٍ مثل الوباء تمادى في أراضينا
في كل يومٍ لنا فاروقُ تقتلهُ وقتَ الصلاة أياديهم وأيدينا
ونِصفُ مليونَ ما هزّت دماؤهمُ عرقاً بيعربَ إذْ ناحت نواعينا
تشرّد اليومَ جيلٌ مَن سيقنعه أن العروبة ما باعت أهالينا
وأن أرضاً تعشّقنا حجارتها ما أنبتت خنجراً يغتال غالينا
فالطفل شاب على وعيٍ بغربته أن الخطابة ضربٌ من تسالينا
وأن قدساً قضينا العمر نندبها بيعت بمقعد تدجيلٍ لوالينا
وأننا بين خدّاعٍ ومنخدعٍ نغضي وقد سوّدوا فينا شياطينا
وأن أيَّ قرارٍ في تجمّعنا ما لم تَصُغْه يهودٌ ليس يعنينا
لم تبق من سمة الأعراب في يدنا إلا الحروفُ تخلّت عن معانينا
(فلا الرماح العوالي عن معالينا تنبي ولا البيض إذ خاب الرجا فينا)
حتى غدونا رعاعاً في مرابعنا والفُرسُ تحكمنا والرومُ قاضينا
فاقت مصيبتنا في قومنا كُرَباً جرت بحومتها حُمراً سواقينا
كأنما الشام ليست في مواعدهم فسطاطَ عزٍّ وإحساناً وتمكينا
نهج العروبة زمّارٌ يجمّعنا على المخازي ويوم الكرب يَقلينا
والجامعُ الحقُّ لا قومٌ ولا وطنٌ لكنه الدينُ إن أضحى لنا دينا
صفحة الكاتب على فيسبوك
الشاعر الموريتاني: ولد بلعميش
محمد الفاضل
جابر الحجي
نجوى شبلي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة