..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

في الليالي الظلماء

١٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2837

في الليالي الظلماء
1_142.jpg

شـــــارك المادة

فقط في نظامِ الغاب لا أحدَ يسمح لأحدٍ أن يعلو عليه ويرقى فوق مرتبته ويصعد على أكتافه، فيها تظهر حقيقة "الأنا "و غايتها.

ومن أجلها تتنافس الحيوانيةُ على البقاء.
الخطأُ فيها ممنوعٌ وبوابةٌ للهلاك المحققْ المحَتَم، والغفلةٌ فيها َمَهلكةٌ وضياع ٌ مُؤكد.
لا معنى ولا حقيقة للتنافس الشريف فيها، فأنت حيٌ فيها ما كنتَ قوياً وإنْ لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.
الضعف فيها عارٌ ورذيلة وإن كان مكتسباً من الفطرة والسجية والطبيعة الخَلقيةْ، والقوة فيها والتحدي عنوانٌ ومكرٌ ورَذيلة.


تبقى فيها في أمانٍ وسلامٍ ما بقيتَ مع الجماعة والقطيع، وتنال فيها سهام الموت وبغتةَ المَنِيةِ والرَدَى ما زلتْ قدمكُ ووقَعتْ.
أحياناً إن لم يكن دائماً تكون العائلة السعيدة مجتمعةً صباحاً في جلسةٍ تتغنى فيها أزهار الطبيعة على أغانيَ وأنغام موسيقى الوداع وتتراقص فيها أشجار الطبيعة على نسمات هواء الصبح العليل.
وما أن تنتهي مسرحية وفصول " الصباح الباكر " حتى   تستأذن شمس الصبح بالغروب و تسْدِلَ عليها السماء ستائر الليل المظلم الحالك لتبدأ مسرحيةٌ جديدة ولكن بطعمٍ آخر .
ويبدأ الهدوء بالتربع على عرش الصدى والأصوات.
وتظهر الحقيقة المرة فرَبُ البيت ذهب باكراً كي يجلب الطعام فكان هو الفريسة والطعام و نال ما نال ولم يعدْ.
و أخي الأصغر أيضاً لا أدري أين هو.
ولكن لحظة ما هذه الجيفة التي تتراقص حولها الذئاب والضباع.
إنه أبي ،، أبي ،،، أبي ،،، 
ويبقى ذلك المسكين ينادي في ظلام الليل الحالك  و يصرخ بصوتٍ عالٍ أبي أبي ولكن يا ترى من يجرؤ ويسمعه.
و من لو سمعه سيستجيب له. " لا أحد
"   كيف لا !! وهذه شريعة الغاب و من أراد العيش فيها كان لزاماً عليه أن يلتزم بقوانينها ولو كان مظلوماً فيها و مأسوراً أو مكسوراً.
ولكن ماذا سيكون يا تُرى لو انتقلت هذه الشريعة وهذا النظام الجائر إلى بني "الإنسان والبشر".
لن أجيب هذه المرة فالدهر عني قد أجاب وطوبى لمن له قد سمِع وفهم المغزى والعِبر،، وستذكرون كلامي هذا يا أحبتي ثم أنساه.
وليستِ "الشــامُ" عمَّا أقصدُ ببعيد.
قالت لي بصوتها الناعم الشجي.
أتأذن لي يا أخي بالجلوس والبقاء معكم؟؟
فإني عندكم أشعر بالأمن و الأمان والحنان
و ها أنت كما ترى يُحيط بي الأعداء ويترصد لجمالي وحوش وذئاب الغاب من بني البشر من كل حدبٍ وصوب فلم يبقي لي بعد الله إلا سواكم.
فقلت لها: مِثلكٌ يا أميرة العَـذارى يُفدى بماء العين ولا يطلب الأمان فهو الأمانُ كله فمثلكِ يُؤتى إليه يا قطر الندى ويا زهرة الربيع المدلل.
ولكنكِ للأسف أيتها الأميرة الجميلة قد قصدتي وسألتي من باعوك وما عرفوا قدرك يا أرض الحضارة و بوابة التاريخ.
والدمع في عيني قد نزل على خدي وغدر.
وجبينُ الصبح يبكي حمزة ًو أحمداً  وريم ٌ كالقمر.
آآه يا زمنَ الغدرِ والظلمِ ِ والقهر.
آآهٍ وكم صرخت ثُكالى الليل باكيةً ولا مجيب.
ولا معتصماً بالله قد ظهرْ .
ولكنَ رب العزة قد أجاب.
نعم قد أجاب.
والله قد عَلِم .... ،،،  والله قد وعدَ بنصركِ يا أرض الفل و الياسمين والبساتين والشجر، لا تحزني يا حبيبتي فالنصر آتٍ لا محالة بإذن اللهِ ربِ الكواكبِ والقمرْ.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع