أبو عبيدة الغوطاني
تصدير المادة
المشاهدات : 6434
شـــــارك المادة
لن تنسى دمشق وغوطتها، لن تنسى أنس الرز، ذلك الشاب الوسيم وصاحب الابتسامة الدائمة، وقناص جبهاتها الأول بلا منازع. قليلون هم من ينادونه باسمه، كون شهرته غلبت على الاسم.
قضى (أبو علي قناص) فارس الغوطة وبطلها، شهيداً كريماً، بعدما أوجع النظام طيلة ثلاثة أعوام من كفاحه المسلح على جبهات الغوطة، وقبلها بنضالها السلمي منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة في بلاده.
منذ أن أعلن السوريون ثورتهم من درعا، وامتدت لتصل كل المدن والبلدات السورية، كان (أبو علي) سباقاً للحاق بركبها، برفقة شباب بلدته (عربين)، فحمل كاميرته بادئ الأمر، ليوثق كل جرائم النظام وينقلها للعالم عبر وسائل الإعلام.
دفع النظام ببطشه وإجرامه السوريين دفعاً للدفاع عن أنفسهم، فبدأ العمل المسلح رداً على الوحشية والبربرية التي قابل بها النظام المتظاهرين السلميين.
عندما دخلت قوات النظام الغوطة من بوابتها (عربين) تخلى (أبو علي) عن الكاميرا ليحمل سلاحاً آخر، إنه البندقية.
بدا (أبو علي) أكثر تعلقاً بسلاحه الجديد (القناصة) لا حباً بالقتل، ولكن لدفع الظلم عن أبناء بلده، الذي يقتلون يومياً على يد قوات النظام، وبذات السلاح، فأخذ بتطوير مهارته على هذا السلاح حتى أضحى في بفترة وجيزة من أمهر القناصين في الريف الدمشقي، ولم يقف عند ذلك، بل بدأ بتطوير السلاح والبحث أكثر عن ميزاته، وضبط مناظيره، حتى بات مقصداً لجميع قناصي ريف دمشق لضبط وصيانة أسلحتهم، وللتدرب عليها.
أصيب أبو علي في قدمه، لكنه لم يدع الإصابة تقف عائقاً بينه وبين عمله المسلح، فاستغل فترة جلوسه في المنزل بسبب النقاهة في البحث أكثر عن خاصيات القناصات عبر الكتب و(الإنترنيت) ما أكسبه خبرة جعلته يتمكن على استخدام أفضل القناصات العالمية.
عندما قرر ثوار عربين التقدم باتجاه (فرع المخابرات الجوية) كان (أبو علي) في طليعة المهاجمين. أصيب في عينه اليسرى ما أدى إلى فقدانها، ليرقد في المشفى على أمل الشفاء، لكن حالة (أبو علي) النفسية أثرت كثيراً على صحته، فعينه التي كان ينظر بها ليقنص القتلة المجرمين ذهبت.
استشهد أبو علي فبكته الغوطة وثوارها، الذين فقدوا رفيقاً شجاعاً لم يتوانَ يوماً عن الدفاع عن السوريين، ونصرة ثورة الكرامة في بلده.
سراج برس
عبد الرحمن عبد الله الجميلي
أسرة التحرير
سارة خالد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة