فارس الرفاعي
تصدير المادة
المشاهدات : 3350
شـــــارك المادة
من حمص القديمة إلى إدلب التي انشق منها بداية الثورة سطّر الشاب "عبيدة علوان" سيرة حياة معطرة بالدم والجراح والمعاناة، حتى سُمي بـ"الشهيد الحي" متوّجاً هذه السيرة باستشهاده على أرض إدلب الحرة، تاركاً وصية مؤثرة وضع فيها الإصبع على الجرح داعياً رفاق دربه فيها "أن لا يبيعوا القضية بثمن بخس".
الدكتور"بلال علوان" روى لـ"زمان الوصل" جوانب من حياة شقيقه الذي "انشق في بداية الثورة من إدلب التي كان يخدم على أحد حواجز النظام فيها، وكان- كما يقول-كثيراً ما يتصل به ويقول: "أريد أن أنشق ادع الله لي. ثم قدر الله له الانشقاق بمساعدة بعض جيرانه الإدلبيين، ومعه أخ له من دوما قضى قبله رحمه الله".
التحق "عبيدة علوان" برفاقه المقاتلين بحمص، ومنهم أولاد عمومته الذين استشهد منهم على ثرى حمص تسعة. ثم جاء الحصار.
وأصيب عبيدة إصابتين كبيرتين جداً، وكان الثوار يطلقون عليه لقب الشهيد الحي– كما يقول شقيقه لكثرة الإصابات والشظايا في جسده، ففي حصار حمص اضطر الأطباء لقص ثلاثة أرباع معدته وأمعائه الغليظة، ولم يكن باستطاعته الأكل أكثر من خمس لقيمات في الوجبة الواحدة، كما كُسرت أكتافه وزُرعت صفائح في قدميه وأخيط ظهره بـ80 قطبة علاوة على أن أعصاب يده اليسرى كانت ضعيفة.
ويضيف أن شقيقه "تحمل في الحصار كثيراً من جرّاء إصاباته، وكان يمشي في الأنفاق زحفاً لا يستطيع المشي، من الألم. وكان من أواخر الخارجين من الحصار، وهو يبكي لا يريد ترك حمص".
ويضيف د. وائل:"التحق عبيدة بعد ذلك بالريف الشمالي، لكن ذلك لم يرق له حيث الجبهات نائمة، فرجع مرة أخرى إلى ريف إدلب".
ويردف د. علوان: "التحق هناك بشباب إدلب في الجبال يخدم معهم، وكانت من أجمل أيامه، وشارك رفاقه هناك في عمليات عدة.
وكشف شقيق "عبيدة علوان" أنه التقى به في مدينة "غازي عنتاب" عندما جاء ليراه.
ويردف: "بعد أن أمضى اليوم الأول هناك أخذ يتململ فقلت له مابك قال: "أريد أن أرجع للجهاد، حيث أصوات الرصاص والطائرات، والراموشي (النار على حطب)، والفزعة للمجاهدين.
ويروي د.علوان "إن مجلساً ضمه مع أحد أصحابي في تركيا، فقال له: أبو سهل أنت معذور عند الله تعال لنذهب لأوربا، قال الله يهنيك أنا بدي روح ع إدلب استشهد".
وروى مقاتل رفض ذكر اسمه وكان مع الشهيد على جبهة القتال لـ"زمان الوصل" تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياته قائلاً: "يوم المعركة كنا في شارع الثلاثين بإدلب وخرج عبيدة بعد أن صلى الفجر، وقرأ القران وقال لرفاقه:"بدنا نقتحم"، وعندها قصفت دبابة المكان الذي كنا نريد الخروج منه للاقتحام فسقط العديد من الجرحى وقضى عدد آخر ومنهم عبيدة".
ويتابع محدثنا:"أنا كنت بعيداً عنه حوالي 200 متر وبعد لحظات ركضت إليه فوجدته قد قضى، وقد أُصيب بشظايا في عينه ويده وقدمه".
ويضيف محدثنا:"قبل يوم من استشهاده كنت معه نقاتل شبيحة الأسد، فطلب مني أن أعود إلى الوراء، وهنا تم محاصرتنا في مبنى، ولم نستطع الخروج بسبب قناص كان يستهدف كل من يتحرك".
واستطرد محدثنا بأن عبيدة أعطاه رمز جواله قبل أن يستشهد بساعات، وكأنه كان يستشعر أنه سيفارق الحياة".
زمان الوصل
قادتنا شهداء
موسى الغنامي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة