تصدير المادة
المشاهدات : 3754
شـــــارك المادة
(يتيم).. لن يستوعب هذه الكلمة إلا من عرف قدرها ولن يعرف قدرها إلا من عايشها بكل ما تحمله من ألم، لكن معاذ صاحب الـ 17 ربيعا غير معناها وجعل منها خطوة ينطلق عبرها للحياة ولم يلتفت لمحتواها الأليم
معاذ يتيم الأب نعم لكنه لم يكن يتيم النخوة والرجولة..
كبر قبل سنه بكثير كل من يراه يراه رجلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، نشأ في أسرة حلبية من حي صلاح الدين لا تعرف الذل وتعشق الكرامة تكره الظلم فنشأ كشخص غير عادي
طفولته لم تكن كباقي الأطفال حيث تربى على أساس المسؤولية.
مراهقته لم تكن مراهقة شاب في بداية عمره يسرح ويمرح على هواه وخصوصا بعد مرض أخيه أصبح هو رجل البيت يقوم بواجب الأب والأخ الأكبر واجب تنوء الجبال عن حمله ويعجز الرجال عن تحمله ولكن معاذ قام بتأديته على أكمل وجه بكل صبر ورضى بقضاء الله رغم صغر سنه كان عليه ان يعيل أمه وأختيه فكان يذهب للمدرسة صباحا وبعد المدرسة يذهب للعمل وفي بعض الأحيان كان يذهب مع أخاه الكبير للمستشفى يسانده ويخفف عنه حتى توفي جراء خطأ طبي ولكن كل تلك الهموم لم تشكل عائقاً لديه فآمن بقضية وطنه وشارك في نيل حريته.
خرج في المظاهرات هاتفا للحق ومنددا بالظلم والقتل، وفي يوم 25/6/2012 خرج مع الجموع الغفيره في تشييع الطفل الشهيد أمير بركات في حي بستان القصر حيث بدأ رجال الأمن بإطلاق الرصاص العشوائي على تلك الجموع فأصيب برصاصة حاقدة استقرت في صدره وبسبب حصار الأمن ومنع إسعافه بقي ينزف حتى استشهد رحمه الله تم شييعه من جامع آمنه في سيف الدولة وسط مظاهرات غاضبة
ومن شدة حب أصدقائه في المدرسة له قاموا بإطلاق اسمه على مدرسته (مدرسة عبد الرحمن كواكبي) وخرجوا في مظاهرات غاضبة تنديدا بقتله.
قصص شهداء الثورة السورية
أسرة التحرير
محمد ياسر الطباع
سراج برس
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة