..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

طيور بلا وطن

محمد الفاضل

١٧ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2913

طيور بلا وطن
بلا وطن.jpg

شـــــارك المادة

كل الطيور تؤوب إلى وكناتها إلا طيور الشرق تموت كمداً خارج الأوطان.. خلف البحور البعيدة تختنق بالنشيج ويكتنفها بحار من الهم، تتجرع السم.

أنا يا سيدي لفظني حكام بلادي ورموني كقطعة أسمال بالية، أهيم على وجهي على غير هدى حيث تحط عصا الترحال، عبر المرافئ النائية، تفرد سفينة الأحزان أشرعتها تمخر عباب الحياة، لا أنيس يسمع الشكوى ولا أحبة يبلسمون جراحاتي. اَه لو يصل الأنين إلى مسامع أحبتي لخفتت جذوة الشوق وهمدت روحي.

تخرج تنهيدتي كجمرة تحرق أحشائي.. أبلع ريقي وأخنق غصاتي والحنين يسري في شراييني. لم أعد أقوى على الفراق، وهن عظمي ونحل جسمي وأوهاه وعثاء السفر.

روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الآفاق، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان. لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني. أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها.. أبحث عن هوية ووطن! ولا شيء غير الشجن. أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي؟
أليس من العيب أن نقطع الفيافي والبحور بحثاً عن وطن؟ أواه لو كنت زهرة برية فوق روابي بلادي حيث المروج الخضر والجداول والفراشات، وضحكات الأطفال تجلجل وتملأ المكان وتشيع الفرح في النفوس.

أيها الحسون أما زلت تذكر شدونا؟ اَه لو يرجع الزمان فأخبره بما فعل الحنين. لم يعد في قيثارتي وتر وأضنى جسمي السهر. حتى أوراق الحور والصفصاف تساقطت ومالت الأغصان تتهامس حزينة على فراق الأحبة، تجثو كئيبة كلما مرت بها ريح الصبا. أليس جنوناً أن نُهجر وندفع الثمن؟ والأوباش يعربدون وينعمون بدفء الوطن!!!!!
 

المصدر: موقع أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع