..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

طوبى للغرباء

رابطة خطباء الشام

٥ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9912

 طوبى للغرباء

شـــــارك المادة

مقدمة:
فَيَـا مِحْنَـةَ الإسْلــامِ مِنْ كُلِّ جَاهِــلٍ
              وَيَــا قِلّـَـةَ الأَنْصَـــارِ مِـنْ كُلِّ عَالِـــمِ

وَهَذَا أَوَانُ الصَّبْـــرِ إنْ كُنْـــتَ حَازِمًـــا 
              عَلَى الدِّينِ فَاصْبِرْ صَبْرَ أَهْلِ الْعَزَائِمِ

فَمَـنْ يَتَمَسَّــكْ بِالْحَنِـيفِيَّــةِ الَّتِـــــي            
              أَتَـتْنَـــا عَــنِ الْمَعْصُومِ صَفْــــوَةِ آدَمِ

لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ امْرَأً مِنْ ذَوِي الْهُدَى            
             مِنَ الصَّحْبِ أَصْحَـابِ النَّبِيِّ الأَكَارِمِ

فَنُــحْ وَابْكِ وَاسْتَنْصِــــرْ بِرَبِّكَ رَاغِبًــــا             
            إلَيْــــهِ فَـإنَّ اللّــهَ أَرْحَـــمُ رَاحِــــمِ

لِيَنْصُرَ هَـذَا الدِّيــنَ مِنْ بَعْدِ مَـا عَفَتْ
           مَعَالِمُـــهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ الْعَوَالِـــمِ

وَصَــلِّ عَلَــى الْمَعْصُومِ وَالآلِ كُلِّهِــمْ
          وَأَصْحَابِـــهِ أَهْـلِ التُّقَى وَالْمَكَـــارِمِ

1- غرباء
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأَ الإسلامُ غريبًا، وسيعودُ كما بدأَ غريبًا، فطوبى للغرباءِ) [مسلم /145]. وفي رواية: قيل: (مَنِ الغُرَباءُ قال الَّذينَ يَصلُحونَ إذا فسَد النَّاسُ) [الطبراني/5867]
وفي رواية: (الَّذينَ يُصلِحونَ ما أفسدَ النَّاسُ مِن بعدي مِن سُنَّتي) [الترمذي: 2630] 
ولو تأملنا هذا الحديث لوجدنا مصداقه من الواقع دليلاً من دلائل معجزات نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالغرباء في هذا الزمان هم المؤمنون حقاً، وغربة المؤمنين من بين سائر الناس واضحة جلية فالمسلمون غرباء من بين سائر أمم العالم وشعوبه، والصالحون منهم غرباء بين أهليهم ومجتمعهم،
فالغربة تتفاوت من مكان إلى مكان، ومن مجتمع إلى مجتمع، ومن زمان إلى زمان كذلك، فأهل الصلاح والإصلاح قد يكونوا غرباء بين مسلمين انسلخوا من إسلامهم ولم يعرفوا منه إلا اسمه، والمسلمون صالحهم وغير صالحهم غرباء في مجتمع أكثريته من غير المسلمين، وأهل الإسلام ككل غرباءٌ الآن في هذا العالم وهذا الزمان الذي تكالب فيه عليهم جميع أمم الأرض.
وليس العجيب أن يكون المسلمون غرباء بين ملل الكفر والإلحاد، إنما لا ينقضي العجب من غربة المسلمين بين أهل الإسلام، بل ويحار العقل عندما يرى أولئك المنتسبون للإسلام إخوانهم في أشد الغربة ويرونهم يقتلون ويذبحون ويموتون صبراً فلا يحركون ساكنا، بل منهم من وقف في صف الكافر ضدهم.
فأيّ غربة أكثر من أن يكون عددنا أكثر من مليار مسلم ومع ذلك فنحن أقل شأنا في نظر الأعداء من كل الملل والنحل؟! 
أيّ غربة أكثر من تسلط أعداء الإسلام على بلدان المسلمين، والتحكم في مصيرهم، ونهب خيرات بلدانهم، بل ومهاجمة مدنهم وقراهم، وقتل العزّل من النساء والأطفال والرجال، تحت ستار من دعاوى كاذبة وتهَمٍ باطلة وقضايا مفتعلة؟!
نعم حدث هذا عندما خان الأمة بعض رجالها، وعندما أُقصي الأمين بل وحورب وطرد وربما قتل، وعندما تكلم السفيه والتافه والفاسق،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّها ستَأتي على الناسِ سُنونٌ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ ويؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ويُخَوَّنُ فيها الأمينُ ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ قيل وما الرُّوَيبِضَةُ قال السَّفِيهُ يتكَلَّمُ في أمرِ العامَّةِ -وفي رواية: السفيه، وفي رواية: الفويسق- يتكلم في أمر العامة). [أحمد: 15/37].
وكان هذا عندما مات العلماء الربانيين، وأُسكت من بقي منهم حياً وربما ألقي في غياهب السجون، وصمت من كان ضعيفا، وتكلم العلماء الجهَّال أصحاب المناصب وعبّاد السلاطين،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ، فضلوا وأضلوا ). [البخاري: 100،مسلم: 2673].
2- صفات الغرباء
عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: من هم يا رسول الله؟ قال: (الَّذين يُصْلِحون إذا فسد الناس)،
وفي رواية:قلنا: وما الغرباء؟ قال: (أناسٌ صالِحونَ قليلٌ في ناسٍ سَوءٍ كثيرٍ مَن يَعصيهِم أكثرُ مِمَّن يُطيعُهُم
)[صحيح الترغيب: 3188].
قال ابن رجب: وهؤلاء الغرباء قسمان:
أحدهما: من يصلح نفسه عند فساد الناس، والثاني: من يُصلح ما أفسد الناس، وهو أعلى القسمين وأفضلهما.
إن هذه الأوصاف المذكورة للغرباء تدلنا على أنهم أهل غيرة، ودعوة، وإصلاح، ولم يكونوا صالحين يائسين، مستسلمين لواقعهم الفاسد ، وإنما سُمُّوا غرباء لقلتهم في الناس جداً فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات، فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة – الذين يميزونها من الأهواء والبدع – غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقًّا، فلا غربة عليهم.
3- غربة تدعو للثبات
لقد بدأ الإسلام غريباً في مكة في أول الدعوة، مرفوضاً مستنكراً بين الناس، ولقد كان المسلمون الأوائل غرباء بين قومهم، مضطهدين من أقربائهم، مرفوضين من المجتمع، لقد كان أحدهم يؤذى، وتنتهك حرمته ويعذَّب، ولا يجد من المجتمع من يدفع عنه أو ينصره، حتى اضطر المسلمون – تحت هذا الضغط الشديد – إلى أن يهاجروا إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وما لبث المجتمع المسلم الجديد في المدينة أن يقوم حتى اتفق العرب واليهود على حربه وإبادته، واستمر الصراع بين الحق والباطل منذ فجر الدعوة حتى فتح مكة حين دخل الناس في دين الله أفواجاً، ودانت الجزيرة العربية بالإسلام، وزالت غربة الدين الأولى، وأصبح الشرك غريباً مرفوضاً مستنكرا،ً
وما هي إلا سنوات قليلة حتى دانت الدنيا للمسلمين، فكانوا هم المعسكر الأول في العالم كلِّه، وكان الإسلام عزيزاً في أهله، مهيباً عند الأمم الأخرى، يخافونه ويحترمون أهله.
إن ثبات المسلمين رغم غربتهم هو الذي أهلهم لأن يسودوا ويرموا أثقال الغربة عن كاهلهم، واقرؤوا في سيرته صلى الله عليه وسلم، فما سئم وما يئس ولم يضره التعب وما أضعفَ عزمَه عن الدعوة إلى الله عز وجل همّ وغمّ، وكم مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام من الابتلاء والامتحان فما ضرهم ذلك، كان منهم من تحمى الحديدة وتوضع على رأسه تفوح رائحة لحم رأسه، ومنهم من يسحب على الرمضاء، ومنهم من توضع عليه الصخرة الكبيرة، ولم يرده ذلك عن دين الله عز وجل، ومنهم من ضرب حتى اختلط أنفه بوجهه، ويحمل وهو يقول: كيف حال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولم يضرهم ذلك أبداً، ولئن شهد المسلمون الأوائل الشدائد فصبروا فإنا وبإذن الله على دربهم سالكون ولأثرهم مقتفون.
لكن سنة الصراع بين الخير والشر مستمرة، لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى.
4- أهل الغربة ممدوحون:
(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) [هود: 116].
هذه الآية تدل دلالةً قطعيةً على أنَّ الناجينَ قِلة ، وعلى أنَّ المستقيمين قِلة ، وعلى أنَّ الطائعينَ قِلة ، فإذا وجدتَ نفسكَ في عصرٍ ما مع القِلة الطائعة بعيداً عن الكثرة العاصية ، مع القِلة المنيبة بعيداً عن الكثرة المعرضة ، مع القِلة المتبّعة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام بعيداً عن الكثرة التائهة والضالة، فهذه علامة طيبة , لأنَّ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية وبدلالةٍ قطعية يؤكد أنَّ أكثرَ من في الأرضِ مجرمين.
الآية الثانية: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: 116].
هناك شعور ينتاب المؤمن، يا رب كلُّ هؤلاء الناس على خِلاف الحق، أكثرُ هؤلاء الناس ليسوا على الطريق المستقيم، أيهما على حق: أنا أم هم؟
لِئلا تقعَ في هذا الصِراع، لِئلا تشعرَ بالوحشة، لِئلا تشعرَ بأنكَ وحيدٌ في هذا المجتمع التائه، لِئلا تُحس أن الحقَّ مع هؤلاء الأكثرية، فتقول: لعلي على ضلال فأنا وحدي، لِئلا تقع في هذه المشاعر التي لا ترتاح لها، جاءت الآية الكريمة تؤكدُ: (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ)
بقيةٌ قليلةٌ ينهونَ عن الفسادِ في الأرض، معنى ذلك: أنَّ الفسادَ ظهرَ وعمّ، وأنَّ هذه القِلةَ القليلة تنهى عن الفساد في الأرض.

لو عرضت أمرها على الناس لرأوها فِئةً تائهةً.
لو أُتيحَ لكَ أن تقبضَ مالاً كثيراً من شُبُهةٍ ورفضته تُتهمُ في عقلك.
لو أُتيحَ أن تكونَ في نزهةٍ مع أًصحابك، النزهة مختلطة، ورفضتَ هذه النزهة، لاتهمت في عقلك.
لو جاءكَ خاطِبٌ لابنتكَ من مستوىً رفيع في ماله وفي جاهه وفي عمله، ورفضتَ هذا الخاطب لرِقةٍ في دينه تُتهمُ بعقلك، فلِئلا تقعَ في هذه المشاعر، جاءت الآيات والأحاديث الشريفة تطمئن المؤمن ليزداد ثباتاً.
فهذه القلة القليلة كريمة على الله، لأنهم أهل الإصلاح وأهل الخلافة في الأرض، اصطفاهم الله واختارهم وجعلهم أهلاً لحمل رسالته، ولا يضرهم تخذيل الناس لهم واستهزاؤهم بهم واجتماعهم عليهم، قال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186].
ورغم قلة هذه الفئة المسلمة فهم أهل النجاة والفوز والفلاح، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: (أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الجَنَّةِ» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ الجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ البَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَحْمَرِ) [متفق عليه].
(كالشعرة...) بيان لقلة المسلمين بالنسبة لغيرهم.
5- بشارة للغرباء:
عن أبي ثعلبة الخشني قال:... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(... فإِنَّ من ورائِكُم أيَّامًا، الصَّبرُ فِيهِنَّ مِثلُ القَبْضِ على الجَمْرِ، لِلعامِلِ فِيهِنَّ مِثلُ أجْرِ خَمسِينَ رَجُلًا يَعمَلُونَ مِثلَ عَمَلِكُمْ) رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن غريب وأبو داود وزاد قيلَ يا رسولَ اللَّهِ أجرُ خمسينَ رجلًا منَّا أو منْهم. قالَ: (لا بل أجرُ خمسينَ منْكم) قال الألباني : صحيح لغيره
فلا تحزنوا أيها الغرباء، أيها المجاهدون، أيها الصالحون المصلحون، أيها المسلمون، فإن الله عز وجل يعلم صعوبة غربتكم وألم تعبكم ونصبكم، ولكن لن يضيِّع أجركم وجهدكم، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 143].
6- الإسلام سينتصر رغم غربته:
إن كانت غربة المؤمنين العالمين العاملين المخلصين الصادقين في هذا الزمان واضحة، إلا أن بقاءهم حقيقة نبوية ومعجزة من الله لنبيه، فعن مُعَاوِيَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» قَالَ عُمَيْرٌ: فَقَالَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ: قَالَ مُعَاذٌ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا مَالِكٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذًا يَقُولُ: وَهُمْ بِالشَّأْمِ). [البخاري: 3641].
فأبشروا عباد الله!
أبشروا يا إخوة الإسلام! أبشري يا أمة محمد! مهما ادلهم ظلام الباطل، ومهما تلاطمت أمواج الضلالة، ومهما اكلولح الظلام في هذه الدنيا المتخبطة بالفتن والشهوات، إلا أن وردة عطرة وريحانة فواحة تظهر في هذه الأرض، تلكم طائفة من الدعاة ومن المصلحين ومن المجاهدين، طائفة على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يلقون الله جل وعلا.
ويبشرنا رسول الله في الحديث عن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليبلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغَ اللَّيلُ والنَّهارُ ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدَرٍ ولا وبَرٍ إلَّا أدخلَهُ اللهُ هذا الدِّينَ ، بعِزِّ عزيزٍ ، أو بذلِّ ذليلٍ ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفرَ) [رواه أحمد: 155، وصححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هذا الدينِ غَرْسًا، يَسْتَعْمِلُهم فيه بطاعتِه إلى يومِ القيامةِ) [رواه ابن ماجة: 8]، وصححه الألباني.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع