رابطة خطباء الشام
تصدير المادة
المشاهدات : 22379
شـــــارك المادة
مقدمة:
ما أُصيب المسلم بمصيبة أخطر وأعظم من مصيبة قسوة القلب فإنها إذا حلت بالإنسان لم تعد تجديه المواعظ التي يسمعها، وإن كان واعظا لم تعد تؤثر كلماته في أسماع الناس الذين يستمعون إليه، وما هُدِيَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحق وما ثبتوا على الطريق المستقيم إلا بما متعهم الله به من رقةٍ في القلب وتأثرٍ بمواقف الترغيب والترهيب إنْ في كتاب الله عز وجل وإنْ في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. 1- خطورة الغفلة المطبقة:
فاتحة لسورة في كتاب الله عز وجل عندما نقرؤها نتنبه فيها لشحنة عظيمة من التهديد والتخويف والإنذار والوعيد ما لو تنبه إليه الضالون لاهتدوا، وما لو مرت على أسماع الغافلين لاستيقظوا، وما لو التفت إليه المنحرفون لاستقاموا.
في بداية سورة الأنبياء كلمات تهز الغافلين هزاً.. الحساب يقترب، والناس في غفلة، والآيات تتلى، ولكنهم معرضون، لأنهم في اللهو والباطل منغمسون، وفي الملذات والمتع الزائلة غارقون.
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ(3)) (الأنبياء: 1-3)
لاهية قلوبهم والقلب اللاهي عن الله تعالى صاحبه في ضنك وشقاء ولو كان في نعيم ورخاء؛ لأن الشقاء ثمرة الضلال، والضنك ثمرة الإعراض.
حقاً إن من الأمور الغريبة في حياة الإنسان هذه الغفلة المطبقة ولكن ليس شيء في حياة الإنسان أغرب ولا أعجب من أمر لا يزال يتصف به ويتقلب فيه.
هذا الإنسان وَعَى بعقله وسمعَ من كلام ربه وأصغى إلى حديث رسوله عليه الصلاة والسلام، وعى من خلال ذلك كله حقيقة الموت، وأنه مقبل عليه، وأن غمراته لا يمكن أن يقف عندها حدّ من حدود الطبيعة التي يعرفها الإنسان..
علم الإنسان هذا من خلال إخبار الله عز وجل، وعلم ذلك أيضا من طريق التجربة والمشاهدة إذ يودِّعُ كل يوم راحلاً من إخوانه ويمشي في جنازته وينظر في قبره وكيف يوسد في ترابه، ثم إنه يسمع من كلام الخالق البارئ عز وجل مزيداً من التعريف بالموت وما وراء الموت فيسمع مثلا قول الله عز وجل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء: 35)
ويسمع فيما يرويه ابن ماجة وغيره عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى في جنازة فجلس على شفير القبر يبكي حتى بلَّ الثرى، ثم قال: (يا إخواني لمثل هذا فأعدوا) (ابن ماجه: 4195)، وحسنه الألباني.
ومع ذلك كله فإنّ شيئا من هذه الحقيقة العجيبة الرهيبة لا تأخذ بمجامع نفوسنا ولا تسيطر على شيء من مداركنا، بل إنك لتنظر إلى الإنسان على الرغم من هذا كله فتجده مقبلاً على الدنيا كسكِّيرٍ أقبل على سُكْرِهِ، تجده مستغرقا في لهوه كأنه مخلد في دار الدنيا وكأن خلق هذا الكون لا يقرع على سمعه كل يوم بالنذير، وتجده إذا لاحت له الدنيا انقض عليها ومشى إليها من كل سبيل ومن كل طريق سائغ أو غير سائغ، حقاً إن هذا أغرب وأعجب ما يمكن أن يقف عنده الإنسان من أعاجيب الدنيا وغرائب الكون.
أليس الأمر عجيباً أن يُعرض المسلم عن الله؟!
أليس غريباً أن يقضي المسلم جل عمره في غفلة عن مولاه؟!
لا تزيده نعم الله عليه إلا إعراضاً وضلالاً وعصياناً..
ولا يزيده حلم الله عليه إلا تمادياً واستخفافاً..
فمن الناس من يغتر بنعم الله عليه ويظن أن الله تعالى ما أنعم عليه بهذه النعم إلا لأنه يحبه، ولولا أنه أهل لهذه النعم ما أنعم بها عليه!!
مع أنه مقيم على معاصيه ونسي هذا المسكين أن هذا استدراجا من الله تعالى.
ومن الناس من يغتر بحلم الله عليه فتراه يظلم عباد الله ويغشهم ويصد الناس عن سبيل الله وعن دعوته ويرتكب المعاصي والذنوب ولكن الله يمهله فلا يباغته بذنوبه وجرمه فيظن أن هذه المعصية حقيرة وأن الذنب هين ولو كان الذنب عظيماً عند الله لآخذه الله بالذنب في الدنيا ولعجل له العقوبة، ونسي هذا المسكين أن الله يمهل ولا يهمل كما جاء في البخاري: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ) قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) (هود: 102) (البخاري: 4686)
ومن الناس من يكرس للدنيا كل وقته، وينصرف بكليته إليها، ويصرف لها جهده ووقته، ويجعلها كل همه، ويتفانى في السعي لها ولو على حساب الآخرة، ومع ذلك يقولون نحن نحسن الظن بالله تعالى، وقد كذبوا.. لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل، وهذا الصنف من الناس - وما أكثرهم - لايعرف لله طريقاً ولا سبيلاً، إذا ما ذكِّر لا يتذكر، وإذا ما نُصِحَ لا ينتصح، وإذا دلَّه صادق أمين على طريق الله سخر منه واستهزأ به وكأن الأمر لا يعنيه فكلُّ همِّهِ الدنيا وكلّ طاقاته موجهة إلى الفانية فهي معبوده الذي يتوجه إليه بخالص العمل وبخالص العبادة، ولاحول ولا قوة إلا بالله مع أنه لن يحصل من الدنيا إلا ما قدَّرَ الله له.
قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ) (ابن ماجه: 227)، وصححه الألباني.
وقد حذر الله من التهالك على الدنيا والغفلة عن الآخرة تحذيراً شديداً، فقال سبحانه: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (التكاثر: 1-2).
وقال: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة: 74).
فيا ترى ما الذي يوقظ هذا المستغرق في سباته ونومه وأي أداة يمكن أن تكون رادعة له ولأمثاله؟!
(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية: 6) 2-ذكر الموت هو الضمانة لصلاح الدنيا والآخرة لأنه نعمة من أجل النعم:
لقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من ذكر الموت وأكد أنه يفيد صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، حيث يقنع الانسان بما قسم الله له ويقضي على الحسد والطمع وحب الذات، ويحب إخوانه ويتمنى الخير لهم، وينشط في العبادة ويسرع إلى التوبة والإنابة كلما حدث منه زلل أو عصيان.
لقد ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم مواقف الحساب بين يدي الله يوم القيامة، وأطال الحديث عنها:
فقال: (أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) (ابن حبان: 2993)، وغيره، وحسنه الألباني.
بل أطال كتابُ الله في تصويرها والحديث عنها بطريقة تنخلع لها الألباب، وما ذاك إلا لأن حاضر الإنسان لا يمكن أن يستقيم إلا إذا ارتبط بالمستقبل الذي هو آيِلٌ إليه،حقيقة يعلمها كل إنسان عاقل إذا أردت أن تقوِّم اعوجاجاً في حياة المسلمين اليوم فذكرهم بالمآل وما هم مقبلون عليه.
ولنا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مواعظه البليغة قدوة وأسوة.
انتبه صلى الله عليه وسلم من نومه ذات ليلة، حيث قال: (يا أيها الناس! اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه) (أحمد: 21241، وغيره)، وحسنه الألباني. 3- تنبهوا قبل فوات الأوان وحصول الندم:
جدير بنا ونحن تمر بنا هذه الأيام العصيبة والامتحانات المؤلمة، وكل ما فيها يدعونا إلى الاعتبار والاتعاظ، جدير بنا أن نقف وقفة المتأمل لما يجري ونأخذ من هذا أكبر واعظ ورادع عن كل مخالفة أو فساد.
حري بنا أن نصلح فسادنا ونقوِّم اعوجاجنا ونفتح صفحة جديدة مع الله تعالى نعاهده من خلالها على التوبة الصادقة النصوح والسير على صراطه المستقيم والإكثار من صالح العمل حتى نكون مستعدين للقاء الله فإذا ما وقفنا بين يديه وجدناه رباً كريماً رحيماً غسل ذنوبنا وقبل أعمالنا فنفوز بجنة عرضها السماوات والأرض.
ياعباد الله: تأملوا كيف أن الله عز وجل ينوع لنا في المواعظ التي نشاهدها فيأخذ الجنين في بطن أمه ويأخذ الطفل الصغير والشاب القوي والرجل الكبير والذكر والأنثى وفي كل ذلك أكبر منبه لنا لنستيقظ من رقادنا وسباتنا العميق، ولندرك أننا على ميعاد مع ساعة تسمى ساعة (الرحيل) نرحل فيها عن هذه الدنيا الفانية إلى الدار الآخرة الباقية ولا نعلم متى يأتي هذا الموعد وكيف وأين؟؟!!
فما علينا إلا أن ننفض أيدينا من الدنيا وأن ندبر عنها أيما إدبار وأن نعد لما بعد الموت عدته لأننا لا ندري ما الذي سنفاجأ به يوم تعرض الصحف والدواوين.
وهذا هو دواؤنا الوحيد للتخلص من أهوائنا وعصبياتنا وتعشقنا للدنيا والاقتتال عليها، والتخلص من جاهليتنا التي استحكمت بنفوسنا، ثم غطيناها بأردية الإسلام، فأصبحنا نتهارج بهذا السلاح ونتقاتل، وجعل أعداؤنا يصفقون لنا لأننا بهذا نتشرذم أكثر مما يحلم به أولئك الأعداء،
ووالله لا علاج لذلك كله إلا أن نعلم أن كفة الحياة التي نتقلب فيها إنما هي ناظرة إلى كفة الموت الذي يتربص بنا، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى، وليس بعد هذا الدواء من دواء، دواء نافع وعظيم ناجع ولكننا نبتعد عن هذه القارورة المليئة بالدواء ليتجرعها كثير منا دفعة واحدة عند الموت، وحينها سنشعر بمرارة الدواء دون فائدة. 4- الغافل قد يُحرَمُ من شهادة الناس المفضية إلى الجنة:
عن أبي الأسود الديلي، قال: (قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال عمر: وجبت، فقلت لعمر وما وجبت؟ قال: أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة»، قال: قلنا: واثنان؟ قال: «واثنان»، قال: ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد)(الترمذي: 1059)، وصححه الألباني
وشهادة الناس هذه نتيجة طبيعية لما كان عليه ذلك الإنسان من حسن السيرة والاتصال بالله والتلطف مع الناس ورحمتهم وعمل الصالحات، بينما الغافل اللاهي محرومٌ من تلك الشهادة، بل قد يستريح الناس منه، كما في حديث أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: «مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا المُسْتَرِيحُ وَالمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: «العَبْدُ المُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالعَبْدُ الفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ العِبَادُ وَالبِلاَدُ، وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ) (البخاري: 6512، ومسلم: 950).
وقد يأخذ الله الغافل وهو غضبان عليه فيموت فجأة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (موت الفجأة أخذة أسف) أي: غضب (رواه أحمد: 15496، وغيره)، وصححه الألباني.
والمراد أنه أثر غضبه تعالى، حيث لم يتركه للتوبة، وإعداد زاد الآخرة، ولم يمرضه ليكون كفارة لذنوبه، ولذلك تعوذ صلى الله عليه وسلم منه، ولكن قد يريد الله بعبده خيراً فيستعمله قبل موته فتحسن خاتمته، كما قال صلى الله عليه: (إذا أراد بعبد خيرا استعمله قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه) (أحمد،صححه الألباني/ المشكاة 5288). وفي رواية: (حتى يرضي عليه من حوله) صصحه الألباني في الصحيحة/1114. 5- ستُّ خصالٍ فيها النجاة:
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خصالٌ سِتٌّ؛ ما من مسلمٍ يموت في واحدةٍ منهنَّ ؛ إلا كانت ضامنًا على الله أن يُدخلَه الجنَّةَ : رجلٌ خرج مجاهدًا ، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على اللهِ . ورجلٌ تبع جنازةً، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على اللهِ. ورجل عاد مريضًا، فإن مات في وجهه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ توضأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثم خرج إلى المسجدِ لصلاتِه، فإن مات في وجهِه ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ أتى إمامًا ، لا يأتيه إلا ليُعَزِّرَه ويُوَقِّرَه ، فإن مات في وجهِه ذلك ؛ كان ضامنًا على الله . ورجلٌ في بيته ؛ لا يغتابُ مسلمًا ، ولا يجرُّ إليهم سخَطًا ولا نِقمةً ، ، فإن مات ؛ كان ضامنًا على اللهِ)(السلسة الصحيحة: 3384).
فاحذر الغفلة وكن على واحدة من تلك الخصال الست. 6- من مات مرابطاً:
إن فضل الحراسة والرباط في سبيل الله عظيم، وقد جاء فيه من الأحاديث ما يجعل المسلم يتمنى أن كل حياته تكون رباطاً، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا..)(البخاري: 2892).
وعَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ) (مسلم: 1913).
وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباطُ شهرٍ خيرٌ من صيامِ دهرٍ، ومَنْ ماتَ مرابِطًا فِي سبيلِ اللهِ أمِنَ مِنَ الفزَعِ الأَكْبَرِ، وغُدِيَ عليْهِ برزقِهِ، ورِيحَ مِنَ الجنةِ، ويَجْرِي عليه أجرُ المرابِطِ، حتى يبعَثَهُ اللهُ)(الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع: 3479).
بل إن من مات مرابطاً في سبيل الله فله بكل يومٍ أجر صيام شهر وقيامه إلى أن يبعثه الله،
فعَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ رَابَطَ يَوْمًا وَلَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا أُجْرِيَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْأَجْرِ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَتَّانِ)(النسائي: 3167)، وصححه الألباني.
فحري بالمرابط أن لا يتذمر من طول الحراسة، ولا من شدتها، ولا يقول أريد الجهاد ولا أريد الرباط والانتظار، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (..طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، كَانَ فِي الحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ)(البخاري: 2286).
فالمجاهد الحق خرج في سبيل الله، وطاعة أميره من طاعة الله، فهنيئاً لمن اصطفاه الله ليحفظ حوزة الدين، ويحرس عبادة المؤمنين، إنه شرف ما بعده شرف.
خالد روشه
سلمان العودة
وليد قاسم
خالد الشايع
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة