سلمان الشايع
تصدير المادة
المشاهدات : 9788
شـــــارك المادة
الخطبة الأولى: أيها المسلمون: عام كامل على الثورة السورية ولا تزال الأنباء مُوجِعَةٌ عَمَّا يَحدُثُ لإِخوَانِنَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ في الشَّامِ، عَلَى أَيدِي قُوَّاتِ الشِّرذِمَةِ النُّصَيرِيَّةِ الظَّالِمَةِ الغَاشِمَةِ؟! إِنَّهُ لا يَكَادُ يَمضِي يَومٌ، وَلا تُلقَى نَشرَةُ أَخبَارٍ، إِلاَّ وَتَمَرُّ بِالعَينِ مَنَاظِرُ مُؤلِمَةٌ ممَّا تَشهَدُهُ مُدُنُ ذَاكَ القُطرِ الشَّامِيِّ مِنِ اعتِدَاءَاتٍ بِالدَّبَّابَاتِ وَالآلِيَّاتِ، وَصُوَرٌ ممَّا يُصَابُ بِهِ ذَاكَ الشَّعبُ الأَعزَلُ الَّذِي لا يَملِكُ كَثِيرٌ مِنهُم وَلَو بُندُقِيَّةً يُدَافِعُ بها عَن نَفسِهِ أَو يَحمِي عِرضَهُ أَو يَذُودُ عَن مَالِهِ.
عام كامل أراد الله من خلاله أن يتبين بِجَلاءٍ لِلمُسلِمِينَ مِن أَهلِ السُّنَّةِ في كُلِّ مَكَانٍ، أَنَّ العِدَاءَ الرَّافِضِيَّ مَا زَالَ وَلَن يَزَالَ قَائِمًا، يُغَذِّيهِ بُغضٌ فَارِسِيٌّ قَدِيمٌ لِكُلِّ مَا هُوَ عَرَبيٌّ حَتى وَلَو كَانَ الإِسلامَ وَالقُرآنَ، وَيَدفَعُهُ حِقدٌ مَجُوسِيٌّ دَفِينٌ تُجَاهَ السُّنَّةِ وَأَهلِهَا، حِقدٌ وَبُغضٌ مُتَمَكِّنَانِ، لم تَكَدْ تُوجَدُ لهما فُرصَةٌ حَتى أُطلِقَا وَخَرَجَا، لِتُزهَقَ أَروَاحُ أُنَاسٍ أَبرِيَاءَ لا يُطَالِبُونَ بِغَيرِ الحَيَاةِ الكَرِيمَةِ، وَالعِيشَةِ المُستَقِيمَةِ. {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون}. معاشر المسلمين: إِنَّ تِلكَ العَدَاوَةَ المُتَأَصِّلَةَ في قُلُوبِ الرَّافِضَةِ لِلسُّنَّةِ، لَن تَضعُفَ نَارُهَا، أَو يَخبُوَ أُوَارُهَا، حَتى وَلَوِ ابتَعَدَ أَهلُ السُّنَّةِ عَنِ السُّنَّةِ مَا ابتَعَدُوا، أَو حَاوَلُوا التَّعَايُشَ مَعَ أُولَئِكَ الأَنجَاسِ بِتَميِيعِ عَقِيدَةِ الوَلاءِ وَالبَرَاءِ، نَعَم، إِنَّ ذَلِكَ لَن يَشفَعَ لأَهلِ السُّنَّةِ إِذَا جَدَّ الجِدُّ وَحَانَتِ الفُرصَةُ لِلمُفَاصَلَةِ وَالمُنَاجَزَةِ، وَلَن يَكُونَ حَائِلاً بَينَ أُولَئِكَ الأَنجَاسِ وَبَينَ التَّشَفِّي مِن أَهلِ السُّنَّةِ بِكُلِّ مَا يَستَطِيعُونَهُ مِن حَربٍ وَضربٍ أَو قَتلٍ وَتَشرِيدٍ، أَو حِصَارٍ وَتَضيِيقٍ، أَو تَجوِيعٍ وَتَهدِيدٍ. رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما وصف النصريين وقال بأن ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض، وأنهم أخطر على الإسلام وأهله من اليهود والنصارى. كل شي كان يسير وفق ما خطط له.. الرافضة: أسسوا دولتهم وأهدافهم منذ ثلاثة عقود، بنوا ترسانتهم العسكرية ورفعوا التشيع شعاراً لتمرير ثورتهم، استطاعوا أن يكسبوا مواطنين في غير وطنهم، سوقوا لنصرتهم كذباً فكانوا وقوداً لثورتهم وآلة يحركونها كيف شاؤوا، تغلغلوا في إفريقيا تحت مسمى نشر الإسلام فنشروا ثقافاتهم واكتسبوا عبيداً جدداً. رحبوا بأمريكا في العراق وساندوها ودعموها ثم كذبوا فأعطتهم العراق وقالوا إنهم طردوها، والتهموا بعدها لبنان وسكنوا دمشق في 2005م حين وقعت وثيقة الدفاع المشترك، فعاثوا واشتروا واستوطنوا كما يستوطن الصهاينة في فلسطين. كل شي كان يسير وفق ما خطط له.. وقف الجميع يشاهدونهم وهم يتغلغلون، لم يحركوا ساكناً أو يواجهوا مخططاً، هكذا أرادت أمريكا حامي حمى النفط، نسوا أن مصالحها أهم من صداقاتها وأنه لا صديق دائم في السياسة، ذهبوا يصرخون في أروقة الأمم المتحدة بعد أن ضاعت العراق يصرخون فقط (أمريكا سلمت العراق لإيران) استبشرنا خيراً، وقلنا إن الأمور ستتغير، والأولويات ستتبدل فالخطر على الحدود ولكن لا جديد يسجل..!! مرت الأيام وإيران تعمل وتعمل وتعمل حتى قدر الله سقوط نظام المصري ليكون فاجعة عليهم فشعروا بالخطر حينها، وشعرت إيران بالنشوة، وكادت البحرين أن تكون لقمة سائغة لها، فآمنوا أخيراً بالخطر لكن لا شيء تغير. الخطر لديهم لا يتجاوز لحظة اشتعال النار، أما تفاصيله وحدوده فلم يصبح بعد في دائرة اهتمامهم أصبحت إيران على مشارف امتلاك السلاح النووي، والعراق إيرانياً، ولبنان بيد حزب الله، وانسحبت أمريكا من العراق تاركة دول المنطقة تواجه مصيرها المحتوم أمام أقوى حلفين استراتيجيين إيران وسوريا. هل نسينا العراق وما فعلوه بأهلنا هناك من جرائم لا يمكن لجنس بشري أن يرتكبها، لكنها متطلبات الثورة فالغاية تبرر الوسيلة، فالسواطير وآلات التعذيب والحرق كلها أساليب مشروعة مباحة، وغداً كانوا سيطرقون أبوابكم ويفعلون بكم ما فعلوه سابقاً وأشد. كل شي (كان) يسير وفق ما خطط له.. لكن الله قدر أن تثور الشام لتفسد كل أحلام الطغاة، فلا سياسة العرب كانت ستوقف المد الثوري ومجازره ضد الشعوب، ولم نر في بداهة السياسة عندهم فعلاً حقيقياً ضد هذا المد منذ أن بدأ، لكن الله أراد ولا راد لحكمه. لذلك تستميت إيران اليوم، ويستنفر جيش المهدي وفيلق بدر وحزب الله بلبنان والعراق لإفساد الثورة السورية، لأنهم يعلمون أنها معركة بقاء أو فناء لهم، ويدركون أن نجاح الثورة السورية -بإذن الله- يعني نهاية حتمية لثلاثين عاماً من العمل والمخططات والمؤامرات دفعوا الغالي والنفيس فيها لتحقيق ما تحقق لهم اليوم، ويعلمون أيضاً أن الأمر في تأثيره لن يقف على حدود حمص أو حماة، وإنما يتجاوز بعمقه الأنبار بالعراق حتى يصل إلى بغداد الأسيرة، ليستنهض بعدها شعباً ذاق الويلات من إيران وأذنابها، هذه سنن الله في الكون. لم يكن لإيران أن تلتهم العراق وتبيد أهله وتحاول مسح هويته ولا أن تغتال في لبنان وترسم هلالها المزعوم وتهدد المنطقة لولا تحالفها مع النظام السوري، لقد جاءت هذه الثورة لتكسر شوكتهم بعدما دب اليأس في نفوس الناس من التهاون والتساهل في مواجهة هذا المد السرطاني طوال العشر السنين الماضية. لقد شعر الإيرانيون أن أحلامهم التوسعية لم يبق عليها بعد الانسحاب الأمريكي من العراق، إلا مزيداً من الضغوط على دول المنطقة، لتستجيب بعدها لآيات الملالي، خاصة أن الحكومات قد عودتهم على التنازلات حتى ضاقت شعوب المنطقة بحجم تلك التنازلات، لكن الله قدر أن تأتي ثورة الشام لتجعلهم يعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد. إن ثورة الشام اليوم هدية من السماء ساقها الله، لو اجتمعت الجيوش النظامية لتوقف المد الصفوي ما استطاعت إلا أن يشاء الله، وها هو مشروعهم يترنح على أيدي شعب أعزل فدونكم إياه..!!! إن إيران اليوم تعيش أصعب مراحلها، فكلما ضاق الخناق عليها وارتفعت وتيرة الثورة السورية بدأت تشعر بالخوف أكثر، فتحرك عملاءها لإشغال المنطقة بخلق البلبلة والفوضى في البحرين والشرقية واليمن. إن الثورة السورية اليوم ليست ثورة حرية وكرامة وبقاء لهم فقط، بل هي بقاء لدول المنطقة جميعاً، إن وجوب دعم الثورة السورية اليوم بالمال والرجال والسلاح لم يعد خياراً يحتاج لمزيد من النقاشات أو التخوفات، ففي الوقت الذي ترسل فيه إيران جنودها وخبراءها وسلاحها ويشاهد قناصتها على أسطح المنازل في درعا ودير الزور وغيرها، يقابل هذا بخطابات واستنكارات واجتماعات تحت مظلة عربية، وأخرى أممية في وضع عالمي هزيل تتبادل القوى العظمى الأدوار فيه. لماذا إذاً تعلمنا النسيان أكثر من أن نتعلم العبر والسنن؟؟ لماذا عدونا لا ينسى أساليب الرعب والإرهاب التي يعلمها لميلشياته وأحزابه وأتباعه، ونحن ننسى المآسي والآلام التي ذقناها منه؟؟ أليس في تطابق الأحداث والصور والنكبات بين القرامطة وابن العلقمي والصفويين، وبين المالكي ونصر الشيطان وبشار ونجاد عبرة؟؟ لنقرأ التاريخ جيداً.. أين نجد مرة واحدة -لا أكثر- منذ أكثر من ألف عام، راعوا شيخاً أو طفلاً وامرأة في جرائمهم؟؟ ولنقرأ التاريخ... هل وقفوا يوماً في صف المسلمين ضد الصليبيين أو النصارى في حروبهم لديار المسلمين؟؟ أم كانوا عوناً لهم؟؟ ولنقرأ التاريخ أيضاً ولنبحث عن موضع نصرة أو فتح قام به الباطنيون في الإسلام..!! إن عدونا اليوم قد تترس بالطائفية واستحضر النصوص الدموية المدونة في كتبه ليمد حماس أتباعه بمزيد من القتل والتنكيل بنا بغية الجنة ونعيمها كذباً وزوراً، ونحن هنا لا زال بعض مفكرينا يحذرون ويرددون (لا للطائفية)، وهو شعار يطرب له العدو ويحفظ أتباعه وعملاءه في كل مكان، ويلمعه الإعلام عبر بعض مفكرينا فتنة للمتبوعين. وتتجرع الأمة سمومها بأيدينا لا بيد العدو!!. إننا نملك كل مقومات الرد والنهوض، وعدونا ممزق من الداخل، يستند لعقيدة هشة هي وقوده في مشروعه، يمكننا لو صدقنا واتحدنا و(عملنا) أن نهدم مشروعه، وأولى هذه الخطوات بالعمل لنصرة أهلنا بالشام. الخطبة الثانية: بعد أن اتضحت المعالم، وتواطأ الكل مع الظالم، وتغلبت لغة المصالح، وغض الطرف عن المذابح، بعد أن أصبح القتل مباحًا والعرض مستباحًا، بعد أن مدت الروافض لنصرة الكفرة والروافض، بعد أن أسلمت الشام للقتلة واللئام، بعد أن أصبح الدين إرهابًا، والانحراف صوابًا، والصمت جوابًا، بعد هذا كله نرفع رؤوسنا ونمد أبصارنا إلى خيط الأمل المنسل من بين ثنايا الظلام، ونلقي بأسماعنا إلى نداء شفّاف فيه ما فيه من الانعطاف والألطاف.. نداء يمد حبال الأمل منتشلاً قاصديه من براثين اليأس والأمل؛ (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) [يوسف: 110]. من يقيننا بوعد الله ينبثق الفجر وينداح، نعيش لنرقب هذا الفجر الوضيء والأفق العالي والمثال السامي، عندما نعيش مع هذا الفجر ولهذا الفجر، عندما نعيش من أجل مجد الإسلام؛ فإننا نعيش حياة مضاعفة بقدر ما يتضاعف إحساسنا بالمسلمين. إذًا؛ فالتفاؤل يقوي العزائم، ويبعث على الجد، ويعين على الظفر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل ولا يتطير، وكان يعجبه الاسم الحسن» رواه الإمام أحمد. عن أُبَي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((بشِّر هذه الأمة بالثناء والرفعة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب)) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق لما بها الصدر الرحيب وأوطأت المكاره واطمأنت *** وأرسلت في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر وجهاً *** ولا أغنى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث *** يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات إذا تناهت *** فموصول بها الفرج القريب
إن الحرب اليوم حرب على أهل السنة، حرب على أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومحبيه، ومحبي أصحابه - رضي الله عنهم - وأرضاهم. إن الحالة الدائمة التي ينبغي أن يكون عليها شعور المؤمن وتصوره وتقديره للأشياء والأحداث والقيم والأشخاص هي الاستعلاء بالإيمان على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان، وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من الإسلام، وعلى تقاليد الأرض التي لم يصوغها الإسلام، وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان.
رأيت النصر بشرى في المنام *** كفجر شق أثواب الظلام" كومض البرق في يوم مطير *** بوارقه تلألأ في الظلام رأيت الفجر يحثو النور حثواً *** وينشره على أكناف شام رأيت مدائن الشام استقرت *** وأسعد أهلها طيب المقام رأيت دمشق نافضة يديها *** من الباغي وزمرته اللئام سمعت بشارة بالنصر تسري *** وقد عصفت بأبواق النظام فقمت من المنام وملء قلبي *** شعور بانتصارات عظام لك البشرى بلاد الشام، إني *** رأيت النصر مبتسماً أمامي بإذن الله، سوف ترين نصراً *** يريحك من سماسرة النظام وسوف ترين نصراً خالدياً *** وليدياً على أيدي الكرام فما أحلاه من نصر عظيم *** وما أسماه من شعب عصامي
محمد العبدة
محمد حمادة
هشام الشامي
متابعات عقبة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير