المرصد الاستراتيجي
تصدير المادة
المشاهدات : 3664
شـــــارك المادة
أكد موقع "إنتلجنس أون لاين" (24 مايو 2017) أن التغييرات التي استحدثها الرئيس اللبناني ميشيل عون في أجهزة الاستخبارات اللبنانية قد بدأت تؤتي ثمارها، حيث أعلن "حزب الله" على لسان أمينه العام حسن نصر الله انسحاب الحزب من الحدود اللبنانية -السورية، وتسليم مواقعه لقائد الجيش اللبناني الجديد جوزيف عون، وذلك في إشارة إلى ثقة الحزب به ومباركته للتعيينات التي قام بها الرئيس اللبناني، والتي تمت فيها مراعاة مصالح الحزب بصورة واضحة. وكان نصر الله قد رفض التعاون مع القائد السابق للجيش الجنرال جان قهوجي، ورفض الوساطات التي قام بها رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق كميل ضاهر، لكنه بادر إلى تسليم مواقعه للقائد الجديد وذلك بعد إجراء مفاوضات مثمرة مع اللواء أنطون سليمانية منصور الذي خلف ضاهر رئيساً للاستخبارات العسكرية. يأتي ذلك الانسحاب عقب اتخاذ الحزب قراراً بزج نحو ثلاثة آلاف مقاتل في درعا، لكن دخول روسيا المفاجئ على الخط قد أحبط محاولات إيران الزج بالمزيد من قواتها في تلك المنطقة، وذلك وسط الحديث عن تضاؤل تمويل الحزب وتراجع وارداته، واضطراراه لتخفيض سن التطوع لتعويض الخسائر الكبيرة التي تعرض لها في سوريا. ويعزز الظهور المتكرر لحسن نصر الله في الآونة الأخيرة التكهنات بوجود أزمة فعلية داخل الحزب، حيث يجد الأمين العام نفسه مضطراً لتوجيه خطابات مباشرة ترفع من معنويات عناصر حزبه المتدهورة، وذلك في أعقاب اضطرار العديد من سكان الضاحية الجنوبية -معقل حزب الله في العاصمة اللبنانية- لمغادرة منازلهم نتيجة "الطوفان" الذي تسبب به وصول عناصر من المليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران والضباط الذين يخدمون على الجبهات السورية. ويبدو أن تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا، عقب ضرب الشعيرات والضربات الموضعية التي وجهتها تل أبيب لمواقع الميلشات في الجنوب السوري، قد دفعت بهؤلاء المقاتلين الغرباء لإعادة توطين عائلاتهم في الضاحية نظراً لأنها أقرب لهم من التوجه إلى جنوب العراق. وكان "حزب الله" قد أعلن يوم 13 مايو تسليم مواقعه في بعلبك على الحدود السورية للجيش اللبناني وقبل يوم من ذلك قال الأمين العام للحزب حسن نصر الله إن مهمتهم في المقاومة قد أُنجزت في بعلبك لكن الحزب سيحتفظ بمواقعه داخل الحدود السورية لمنع ما سماهم الإرهابيين من التسلل إلى لبنان. من أحد الأسباب التي دعت جمهور حزب الله للخروج من الضاحية هو الغزو الذي تعرضت له بيوتهم من زملائهم المقاتلين الشيعة الأجانب متعدي الجنسيات الذين فزعوا لمساعدة الأسد تحت رعاية الإيرانيين، فهنالك تقريبا 25 ميليشيا عراقية استحوذ كل واحدة منها على كتلة من الأبنية جنوب بيروت وأغلقتها في وجه الميلشات الأخرى، كما تم إخراج الكثير من عائلات مقاتلي "حزب الله" الذين اضطروا للعودة إلى قراهم ومناطقهم الريفية التي جاؤا منها. وتتسبب "الهجرة القسرية" لحلفاء الحزب من الضاحية الجنوبية إلى الريف بإضعاف أمين عام الحزب حسن نصرالله، مما يفاقم من مشاعر الامتعاض الناجمة عن الخسائر الضخمة التي مني بها مقاتلوه نتيجة مشاركتهم القتال الدائر بسوريا، حيث خسر الحزب خلال السنوات الستة الماضية نحو 1800 قتيل و8000 آلاف جريح، ويبدو أن الضغط الذي يواجهه من قبل إيران لإحلال عائلات المقاتلين الشيعة مكانهم من الضاحية يسهم في إضعاف مصداقية قيادة نصرالله للحزب.
للاطلاع على التقرير كاملاً: التقرير الاستراتيجي العدد 41 إعداد: المرصد الاستراتيجي
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
الجزيرة نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة