..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

معالم الحصار بدأت تظهر بحلب.. طوابير على الخبز والمحال التجارية باتت شبه خاوية من موادها

فرنس برس

١٤ يوليو ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3065

معالم الحصار بدأت تظهر بحلب.. طوابير على الخبز والمحال التجارية باتت شبه خاوية من موادها
image-doc-d5328.jpg

شـــــارك المادة

يقف أحمد الحاج في طابور طويل وينتظر مع عشرات الأشخاص الآخرين أن يحين دوره ليشتري سبعة أرغفة خبز من أحد الأفران القليلة التي لا تزال تعمل في الأحياء الشرقية من مدينة حلب المحاصرة بشكل شبه كامل من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ أيام.

ويقول أحمد (42 عاماً) لوكالة "فرانس برس" وهو ينتظر أمام فرن في حي المشهد "مضى على وقوفي هنا قرابة 45 دقيقة وما زال أمامي نحو 40 رجلاً"، ويوضح ومعالم الإرهاق واضحة على وجهه "البارحة لم نأكل الخبز أنا وعائلتي المؤلفة من خمسة أشخاص، بسبب توقف الأفران عن العمل، واليوم سأحصل على سبعة أرغفة فقط لن تكفينا لأكثر من وجبة طعام واحدة"، وهي الكمية المحددة لكل شخص سعياً لتوفير الخبز لأكبر عدد من الناس.
قطع ناري:
ويضيف بحسرة "سأطلب من زوجتي أن تعد لنا المجدرة من أجل الغداء، لنأكلها من دون خبز"، واستطاعت قوات النظام والميليشيات الموالية لها من قطع نارياً الخميس طريق الكاستيلو، آخر منفذ إلى الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بعدما باتت أثر معارك ضارية على بعد حوالى خمسمئة كيلومتر منها، وذلك على رغم إعلان النظام في السادس من يوليو/ تموز هدنة لوقف إطلاق النار في كل أنحاء سورية مددها مرتين حتى 14 من الشهر الحالي.
وباتت الأحياء الشرقية التي تؤوي أكثر من 300 ألف شخص، محاصرة عملياً، وحذرت الأمم المتحدة في بيان لها اليوم الأربعاء من أن الأحياء الشرقية "مهددة بالحصار"، معربة عن "قلقها العميق إزاء العنف المتصاعد في مدينة حلب ومحيطها الذي يعرض مئات الآلاف من الأشخاص لخطر الموت أو الإصابة بجروح".
معاناة الأحياء الشرقية:
وبدأ سكان الأحياء الشرقية يعانون جراء قطع طريق الكاستيلو، إذ فرغت غالبية المحال من أفران وبقالات وبسطات خضار وغيرها من البضائع والمواد الغذائية والطحين وحتى المحروقات. ويعتبر طريق الكاستيلو طريق الإمداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية.
راتبي لن يكفيني:
في حي الفردوس، يبحث أبو أحمد (43 عاماً) في سوق للخضار عن البطاطا التي بلغ سعر الكيلو الواحد منها 500 ليرة سورية (دولار واحد) مقابل مئة ليرة سورية قبل قطع طريق الكاستيلو، ويقول "لدي أربعة أولاد ولا أعلم ماذا سنأكل اليوم". ويضيف "الأسواق فارغة تماماً ولم أجد شيئا حتى الان، كل شيء تقريباً مفقود من البيض واللبن والجبن والخضار"، وفي حال وجدت البضائع، وهو أمر نادر، فان أسعارها باتت مرتفعة جداً.
في اليوم الأول لانقطاع طريق الكاستيلو، أغلقت بعض المحال أبوابها لتحافظ على بضائعها، وعاودت فتحها في اليوم اللاحق ورفعت الأسعار بسبب النقص الشديد في المواد الضرورية، ووصل سعر كيلو البندورة على سبيل المثال إلى 600 ليرة سورية (1,2 دولار) بعدما كان سابقاً لا يتجاوز 150 ليرة فقط، كما بلغ سعر كيلو التمر 800 ليرة (1,6 دولار) مقابل 400 ليرة قبل أيام فقط، ويبدي أبو أحمد (43 عاماً) خشيته من تدهور الأوضاع أكثر، ويقول "أعمل خياطاً وراتبي الشهري 25 ألف ليرة سورية (50 دولاراً) لكن الأسعار باتت مرتفعة جداً الآن، وعلى هذا النحو فإن راتبي لن يكفيني إلا لأسبوع واحد فقط".
في حي الكلاسة القريب، باتت السوبرماركت التي يملكها محمد حجازي (38 عاماً) شبه فارغة من المواد الغذائية الرئيسية، ولم يبق فيها سوى مواد التنظيف والعطور وغيرها من المنتجات التي تحولت إلى كماليات ولم يعد أحد يهتم بها، ويقول حجازي "شهد محلي خلال اليومين الماضيين إقبالا شديداً، فالجميع أتى لشراء المعلبات والتمر للتخزين"، ومن أجل تفادي انتهاء البضائع بسرعة، يقول حجازي "قمت بتحديد كمية معينة يمكن للشخص الواحد أن يشتريها لأغطي حاجة أكبر عدد من سكان الحي" قبل أن يضيف "لكن اليوم انتهت بضاعتي تقريباً".
أزمة وقود:
ولا تقتصر الأزمة في الأحياء الشرقية على عدم توفر المواد الغذائية، بل هي ناتجة أيضاً عن انقطاع المحروقات من مازوت وبنزين وغاز الضرورية لتشغيل الأفران والبرادات، وارتفع سعر إسطوانة الغاز في الأيام الأخيرة إلى 12 ألف ليرة (24 دولاراً) بعدما كانت ستة آلاف (12 دولاراً) في السابق. ووصل سعر ليتر البنزين إلى ألف ليرة (دولاران) أو أكثر إن وُجد، مقابل 450 ليرة في السابق.
ونتيجة هذا النقص في المحروقات، توقف الكثيرون عن ممارسة أعمالهم وأصبحت الشوارع شبه خالية من السيارات، وقرر حسن ياسين (25 عاماً) تخبئة سيارة الأجرة التي يملكها جراء عدم توفر الوقود فضلاً عن خشيته من القصف المتواصل لقوات النظام على الأحياء الشرقية، ويقول ياسين "لا اعمل خلال النهار بسبب القصف وعادة أتجول بسيارتي للعمل خلال المساء فقط، أما اليوم، فلم يعد هناك زبائن وليتر البنزين وصل إلى 1500 ليرة، وباتت أقصر رحلة تكلف الزبون 700 ليرة"، ويضيف "خبأت سيارتي وسأجلس في البيت من دون عمل في الوقت الحالي".

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع